×
محافظة المنطقة الشرقية

رئيس الاتحاد الإنجليزي: بلاتر كان يمكنه الفوز بانتخابات الفيفا مجددا

صورة الخبر

يوم الجمعة يأتي دائماً ومعه لكل مسلم منبر ومكبرات صوت. نغتنم الفرصة للسؤال: كيف انطلت على الأمّة الحيلة الخبيثة، فظهرت كالفطر مئات الحركات والتنظيمات والجبهات التي تنتهك حرمة الإسلام، وتسحق كرامة الشعوب، وتدمّر البلدان الإسلامية، بينما البشرية جمعاء، وفي مقدمتها العرب والمسلمون، على يقين من أنها صنيعة مخططات ومؤامرات عارية مفضوحة؟ الأنكى هو أن كل ذلك جزء صغير من الكارثة. الأنكى من الأنكى هو أن البلدان العربية، العربية فقط وفقط، لم تعد لها القدرة حتى على مجرد الحديث عن الشأن الداخليّ. السلطة والسطوة والسيطرة كلها في يد المجتمع الدولي، الذي هو أصلاً ضدّ المصالح العربية، فالتي أولها شر، الشرعية الدولية، تبيح للمجتمع الدولي أن يستبيح المسالك والممالك، وينشر المهالك في الوطن الكبير، الذي لا يملك شيئاً من عناصر سيادة الأوطان، فللعتاة في الأوطان أوطار. تاريخ الأمّة يكتبه الأعداء الأغراب، بأشنع الأساليب، وأفظع الألاعيب. ولكن، لكون المشاهد تتعدى مدى الخيال، وتتحدى حدود الاحتمال، تفعل الصدمة والترويع فعلهما، فيصاب الفكر بالعطل، وتمنى القدرة على رد الفعل بالشلل، فيتوهم الدماغ أنه أمام فيلم مرعب لا غير لا يحتاج إلى اتخاذ أي موقف. أوَليس أقذع الإهانة للشعوب أن يقطع الأباعد آلاف الكيلومترات ليقتلوا الزعماء ويطحنوا البلدان، والذريعة التحرير ونشر الديمقراطية؟ علينا أن نفحص ما في جمجمة الأمة. ما الذي بداخلها يقبل الاستغباء إلى هذا الحد؟ قلنا مثل هذا قبل أكثر من فاجعة. ونسأل الله ألا تكون هذه الإشارات والتنبيهات صالحة للغد وما بعد الغد. والصمت شراكة في المأساة. عذراً أصحاب السماحة والفضيلة، فالحديث في هذه المواضيع حقلكم وبستانكم. ولكن، عفواً، لقد جاوز السيل الربى والزبى، ولم يعد قضية مواقف حناجر على المنابر. من ذا الذي يستطيع أن يعيد عشرة بلدان عربية مدمّرة بالكامل أو بالناقص، بخطابة الفصحاء وبلاغة الشعراء؟ الجامعة نفسها لم تعد قادرة حتى على جمع حزمة حطب، أو رزمة خشب، فمن ذا يدعي المقدرة على تحمل مسؤولية ما سيكتبه التاريخ؟ لزوم ما يلزم: النتيجة التفاؤلية: علينا أن نطمئن إلى النجاة الحتمية من تهمة انعدام المسؤولية إزاء مأزق الأمة، لأنه لا يوجد قفص اتهام يتّسع لثلاثمئة مليون عربي. abuzzabaed@gmail.com