احتدمت معركة السباق الانتخابي في الولايات المتحدة أمس، مع تحقيق المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه الثالث في ولاية نيفادا، وتزايد حظوظ المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في حسم فوزها الثالث أيضاً في كارولينا الجنوبية السبت. وترجح الاستطلاعات قبل «الثلثاء الكبير» الأسبوع المقبل حسم ترامب وكلينتون ترشيح حزبيهما، وتقدمهما في باقي الولايات. وصدم ترامب النخبة الجمهورية بفوزه الثالث الأكبر له حتى الآن على السيناتور ماركو روبيو بفارق ٢٢ نقطة (٤٥ في المئة من الأصوات مقابل ٢٣ في المئة لروبيو)، فيما حل السيناتور تيد كروز ثالثاً بنسبة ٢١ في المئة. وقال ترامب في خطاب النصر بمدينة لاس فيغاس: «لم يتوقع أي من المنتقدين أن نفوز بهذا الفارق... وسنفوز في كل البلاد». وتباهى بفوزه بأصوات المثقفين وغير المثقفين والأقلية اللاتينية في الحزب الجمهوري، رغم دعواته المتكررة إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وأصاب فوز ترامب في نيفادا الجمهوريين المعتدلين والمؤسسة الحزبية بالذعر، باعتبار أن فوزه بترشيح الحزب يعني تقلص فرص الفوز بالرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ويتقدم ترامب في معظم الولايات الكبيرة باستثناء تكساس التي ستصوت في «الثلثاء الكبير» المقبل. وفي حال بقيت الأرقام على حالها، سيعني ذلك حصد ترامب عدد المندوبين الكافي ليجعل فرص اللحاق به شبه مستحيلة قبل مؤتمر الحزب في تموز (يوليو). وتضغط شخصيات حزبية على المرشحَين حاكم ولاية أوهايو، جون كايسيك، والطبيب بن كارسون للانسحاب من السباق الجمهوري كونهما يفتتان أصوات المعتدلين والمناهضين لترامب. وتأمل القيادة الجمهورية بتوحيد الصف خلف روبيو الأكثر قدرة على منافسة ترامب الذي تلقى أمس دعم النائبين كريس كولينز ودنكين هانتر. ولدى الديموقراطيين، تواجه كلينتون منافسها الاشتراكي بيرني ساندرز في كارولينا الجنوبية بتوقعات بفوزها بفارق 20 نقطة. وهي تتقدم في ولايات «الثلثاء الكبير» باستثناء ماساشوستس، ما يعزز فرص حسمها السباق. لكنها تواجه أسئلة صعبة حول علاقتها بأثرياء «وول ستريت»، وتلقيها مبالغ ضخمة لإلقاء خطابات أمام المصارف. ورفضت كلينتون نشر مضمون هذه الخطابات، مؤكدة أنها تفعل ذلك فقط لدى نشر الباقين خطاباتهم. ويأخذ سباق ٢٠١٦ منحًى شعبوياً لدى الديموقراطيين والجمهوريين خلف مرشحين غير تقليديين أبرزهم ترامب، وأيضاً ساندرز الذي يواجه معضلة اللحاق بكلينتون بعد تراجعه في معظم الولايات الحاسمة. وتحظى كلينتون بتأييد ٥٠0 مندوب في مقابل ٧٠ لساندرز علماً أنهما يحتاجان إلى ٢٣٨٣ للفوز. أما ترامب فحصد ٨٠ مندوباً في مقابل ١٧ لكل من روبيو وكروز، علماً أنهم يحتاجون إلى ١٢٣٧ للفوز.