×
محافظة المنطقة الشرقية

مقدمة 1-ثنائية لراشفورد في مباراته الأولى لينقذ مانشستر يونايتد

صورة الخبر

أولجا مارتين. مدريد، 24 فبراير/شباط (إفي): عندما قال سيب بلاتر في الثامن من يونيو/حزيران 1998 أنه لولا فوزه بانتخابات الرئاسة لكان خرج بشكل غير متوقع من الفيفا، لم يكن يعلم أن ما لم يحدث في ذلك الوقت سيحدث بالفعل بعد 17 عاما، لكن بصورة أشد قسوة. فالسويسري لم يكن ليتخيل، ولا حتى في أكثر كوابيسه قتامة، أنه سيأتي عليه اليوم الذي يضطر فيه لترك مكتبه ليتحول إلى مركز لتحقيقات الشرطة، أو أنه سيكون يوما محلا لعقوبات من قبل لجنة كان هو نفسه من قام بتدشينها. فلجنته كانت أول من افترسه، والآن سيكون من الصعب إبعاد اسمه عن مصطلح الفساد الذي بدأ بمحاصرته منذ زمن، والذي لم يتمكن بلاتر من هزيمته كما فعل مع أولئك الذين عارضوه خلال فترة رئاسته الطويلة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). فثلاثة فقط هم من تمكنوا من منافسة بلاتر من خلال صناديق الاقتراع، وهزمهم، وهم السويدي لينارت يوهانسون (1998)، والكاميروني عيسى حياتو (2002) والأمير الأردني علي بن الحسين (2015). وبلاتر، الذي أعيد انتخابه للمرة الخامسة في 29 مايو/آيار الماضي، وعلى الرغم من تقديمه لاستقالته بعد أربعة أيام فقط، وسط فضائح متعلقة بالفساد بسبب اعتقالات طالت عددا من مساعديه، كان يسعى لمواصلة قيادة الفيفا حتى انتخابات الجمعة المقبل لرئاسة الفيفا، لكن لجنة الأخلاقيات التي كان قد أنشأها هو نفسه، والتي تعمل بـاستقلالية تامة، قطعت عليه الطريق بقرار إيقافه لمدة ثمان سنوات. ولم يسمح لبلاتر بالعودة مرة آخرى إلى مقر الفيفا منذ خروجه منه بشكل نهائي في أكتوبر/تشرين أول الماضي، سوى قبل عدة أيام ولأجل استئناف القرار والدفاع عن نفسه أمام المنظمة الأكبر للعبة الأكثر شعبية في العالم، والتي كانت قد طالبت أيضا بالتحقيق من قبل النيابة السويسرية في منح روسيا وقطر تنظيم مونديالي 2018 و2022. وكان السبب الرئيسي في قرار الفيفا بإيقاف بلاتر، وكذلك الفرنسي ميشيل بلاتيني، لثمان سنوات هو موافقة الأول على منح الأخير مبلغ مليوني يورو في 2011 لقاء خدمات قدمها في 1999 ، حيث كان بلاتيني مازال حليفا له، قبل أن ينقلب إلى جانب معارضيه. وحالت تلك العقوبة دون تمكن بلاتيني، الحائز على الكرة الذهبية ثلاث مرات، من الترشح للانتخابات المزمع إجراؤها على رئاسة الاتحاد الدولي للعبة، والتي تشهدها مدينة زيوريخ السويسرية الجمعة. وبالعودة لبلاتر، فالاتهامات والفضائح تكاد تطمس ولاية رئيس للمنظمة الكروية الأكبر، كان قد ترعرع تحت جناح سلفه البرازيلي جواو هافيلانج طوال 23 عاما، وكبر في عهده الفيفا وزادت قوته. يشار إلى أن أول مونديال أقيم في أفريقيا كان في عهده، كما أعيد توزيع أماكن استضافة المونديال ليفتح الباب أمام أستراليا، وظهر كأس العالم للأندية بشكل أقوى، وكذلك كأس القارات وغيره من المنافسات. كما أصبحت الكرة الذهبية أكثر أهمية، وتم إدخال تكنولوجيا خط المرمى، وكذلك زادت المسئولية الاجتماعية لكرة القدم عبر المبادرات الهادفة للنهوض بالتكامل من خلال الرياضة والسياسات المناهضة للعنصرية وحماية صغار السن. وكان ما يسمى بـمشروع الهدف -مليون دولار- التي منحت للاتحادات الأكثر فقرا، ضمانة لاستمرار بلاتر لأربع فترات متتالية، على رأس منظمة تجعل بعض الحكومات تعيد النظر في سياساتها عندما ترى الفيفا أن تلك السياسات تعد تدخلا، كما حدث مع إسبانيا في 2008. واسم بلاتر مرتبط بالفيفا منذ 1975 ، حيث عمل بها أمينا عاما بين 1981 و1998 ، وتتضمن سيرته الذاتية تعريفا له كلاعب كرة قدم هاو، ومدرب، ورياضي، وحاصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة لوزان، وحامل لرتبة عقيد في الجيش السويسري. وهو من مواليد مدينة فيسب (سويسرا-مارس 1936)، ويتحدث خمس لغات باقتدار -الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية، والإيطالية-، كما أنه دبلوماسي من الدرجة الأولى. وكان بلاتر قد بدأ حياته المهنية بالمكتب السياحي بمقاطعة فاليه (سويسرا)، الذي يشرف أيضا على الأمانة العامة للاتحاد السويسري لهوكي الجليد، وكذلك بممارسة الصحافة. كما عمل في العلاقات العامة لشركة لونجين، ومديرا لـسبورتس تايمنج، وهو ما مكنه من المساهمة في تنظيم ألعاب ميونخ (1972)، ومونتريال (1978)، وتمكن من القام بأول اتصال بالفيفا في 1975 وخلال وقت قصير حصل على ثقة هافيلانج الذي عينه في 1981 سكرتيرا عاما للمنظمة. وكان بلاتر قد كشف منذ أيام أنه لا يعتزم دعم أي من المرشحين الخمسة لخلافته، مؤكدا أربعة من الخمسة تحدثوا معي. والعديد من الاتحادات اتصلت بي لمعرفة لمن يعطون أصواتهم، وقلت لهم إن عليهم أن يفعلوا ما تمليه عليهم ضمائرهم. يقول هذا بينما لا يمل من الدفاع عن برائته، وأسفه على ما يعتبره عمليه ذبح للفيفا، مؤكدا أنه ليس مسئولا عن جرائم ارتكبها أشخاص من أمريكا الشمالية والجنوبية. لكن، وعلى أية حال، تبدو هذه نهايته، على الأقل في الوقت الراهن، والتي تختلف كثيرا عما كان يتخيله خلال فترة رئاسته الطويلة. (إفي)