×
محافظة المدينة المنورة

حركة الملاحة الجوية تعود في مطار المدينة المنورة

صورة الخبر

إنسان اليوم يمكن أن يقبل أن يعيش وسط مشاكل مع العائلة أو مع العمل أو مع الزحام، ولكنه لا يتحمل أبدا أن يعيش مشاكل مع الكهرباء، الكهرباء اليوم تكاد تعادل أهمية الماء والهواء، حيث يصعب العيش من دونها، وأذكر أنني من أن كتبت في هذه الجريدة العتيدة كنت أتلقى رسائل من سكان حي الحرازات في جدة يتحدثون خلالها عن معاناتهم مع عدم إيصال التيار الكهربائي لبيوتهم التي من دون صكوك. كان الناس في هذا الحي وما زالوا يحصلون على التيار الكهربائي من خلال سلك ممدود من أحد المنازل التي يصلها التيار الكهربائي، وقد قامت تجارة عظيمة على أطراف هذه المشكلة، حيث قامت مجموعات من خيرة شباب شبه القارة الهندية ببيع التيار الكهربائي على البيوت ليصبح كل واحد من هؤلاء الآسيويين شركة كهرباء قائمة بذاتها، وقد صدرت أوامر عليا بتمديد الكهرباء لسكان الحي لفترات مؤقتة، ثم تشربكت المشكلة وتعقدت بعد كارثة سيول جدة، حيث وضعت ملفات الأحياء العشوائية والتعديات على الطاولة، فمرت السنوات وبقيت معاناة سكان الحي تحت الطاولة!. هذه الطاولة التي لا تنشغل أحيانا بمعاناة سكان الحي.. أو أنها تنشغل بمعاناتهم، ولكنها تصنف بعضهم على أنهم (متعدين)، يعلم أصحابها أن الكهرباء لا دخل لها بالموضوع، وليست صالحة أبدا للاستخدام كوسيلة ضغط، حتى شركة الكهرباء تتمنى إيصال الكهرباء بطريقة نظامية؛ لأن توزيع الكهرباء بطرق عشوائية كبدها خسائر كبيرة، كما أنه يسبب أعطالا في شبكاتها، هذا بخلاف أن هذه التمديدات غير النظامية لا تراعي شروط السلامة، ويمكن أن تتسبب في كارثة لا تحمد عقباها!. وقد أكد رئيس المجلس البلدي بجدة الدكتور عبدالملك الجنيدي، في تصريح نشرته الحياة أمس، أن حي الحرازات وغيره من الأحياء المنتشرة في جدة بحاجة ماسة إلى دعم أمير منطقة مكة المكرمة الأمير مشعل بن عبدالله، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد لتحويل الحي وغيره من الأحياء التي يسكنها المواطنون دون صك ملكية إلى أحياء تنظيمية مكتملة الخدمات، من جانب التخطيط الهندسي في الشوارع والارتدادات العمرانية ونسب البناء، إضافة إلى توفير المساحات للخدمات العامة مثل الحدائق والمساجد والمدارس. ولكن قبل أن يتوفر هذا كله يجب أن تتوفر الكهرباء، يمكن للمسؤولين عن مدينة جدة أن يخططوا هذه الأحياء كما يشاؤون، وأن يأخذوا وقتهم في ذلك، ونحن لا نجهل المشاكل المتداخلة المعقدة المتراكمة التي قد تحتاج وقتا طويلا لحلها، ولكن الكهرباء مسألة لا تحتمل الانتظار، وأظن أن بقاء موطن وأسرته دون كهرباء أمر غير مقبول، حتى لو كان هناك خلاف قانوني حول صحة الملكية، أو خلاف حول صحة تصنيفه حيا عشوائيا، فإن العيش في حي لا تصله الكهرباء في قلب جدة لا يبشر بنهضة خدماتية منتظرة، مدوا سلك كهرباء لهذه الأحياء أولا، ثم تحدثوا عن خطط التطوير كما يحلو لكم!. عكاظ