×
محافظة المنطقة الشرقية

ثمانية رؤساء لـ«الفيفا» على مدار 111 عاماً.. والعالم يترقب الرئيس التاسع

صورة الخبر

تظل الحكومات الباذلة والحريصة على تنمية شعوبها هي من يكسب الرهانَ دائماً على تلك الشعوب ، فتستمد منها قوتها ونفوذها وبقاءها؛ فالشعوب على مر التاريخ الإنساني قامت بأدوارها في دعم حكوماتها التي رعتها وقدمت كل ما تستطيع من أجلها ، فكانت لحكوماتها بمثابة الدرع المتين والسد المنيع الذي تتكسر عليه سهام الطامعِين وبقيت العلاقة بينهما قوية متماسكة ،فالحكومات تعطي وترعى والشعوب تقابل ذلك بالدعم والولاء وصدق الانتماء. الحديث عن الشعوب يأخذ اتجاهين متوازيين: الاتجاه الأول المعنيُّ به هو الشعب المنضوي تحت سلطة الحكومة الشرعية لأي بلد، هنا تضع الحكومة شعبها على رأس هرم اهتماماتها ؛ فتعمد جاهدةً لتوفِّر له حياةً معيشية كريمة ينشدها؛ وذلك بتوفيرها للفرص الوظيفية، وإنشائها للصروح التعليمية والطبية، ومدها للطرق الحديثة، وكفالتها محتاجيه، وغير ذلك من المشروعات الخدمية والتنموية، بالإضافة لكفالتها الأمن في المقام الأول. فالحكومة في هذه الحالة مهتمة بشعبها، باذلة له ما في وسعها، شفافةً معه، والمحصلة الطبيعية لذلك هي كسبها رهانه، وضمانها القوة العظمى، والثروة التي لا تقدر بثمن، والولاء الراسخ، والعطاء المتجدد، والتضحية التي لا تقبل المساومة، والركن الركين الذي تستند إليه في الملمات، فهي تعلم أنه بالشعب تزدهر نهضتها، وعلى كواهله تنمو مؤسساتها، وبمخرجات أفكاره وسواعده تأخذ مكانها اللائق بها بين الأمم، وهذا ما نراه متحققًا بين قيادتنا الرشيدة وشعبها الوفي في ظل تلاحم محكم ووثيق. هذا بالنسبة للرهان الأول، أما الرهان الآخر فالمقصود به الرهان على الشعوب الأخرى التي تنتمي لحكومات تشهد بلدانها حالات فوضى عارمة، واختراقاً لمؤسساتها وتصدُّعاً للُحمتها الداخلية بسبب ضعف تلك الحكومات، أو بسبب الفقر المادي لتلك البلدان، أو بسبب تخلفها العلمي، أو انقساماتها الداخلية، أو بسبب الصراع بين طوائفها المتضادَّة. في العادة تتعامل حكومات الدول المستقرة الباذلة -بحسن ظن- مع حكومات تلك الدول المخترَقة فقط، ظنًّا منها أن زمام الأمر بيد تلك الحكومات، غير أن الواقع يشي بغير ذلك؛ فحكومات الدول المخترَقة لا يمكن الرهان عليها؛ لأنها لا تضمن لنفسها البقاء في السُّلطة، ولا تملك من أمرها شيئًا، وليس باستطاعتها صنع القرار أو فرض توجه معين على شعبها المنقسم على نفسه أو الواقع تحت سلطةِ وتوجُّهِ أحدِ أطيافه، ولذا فذهاب دعم الدول الباذلة (المادي والمعنوي) لتلك الحكومات مهما كان مغريًا وسخيًّا، ومهما كان حجم الوعود بوصوله لشعوبها أو لمؤسساتها (الرسمية) فإنه لن يؤتي أُكُلَه التي تنشدها الحكومات الباذلة، والأحداث الراهنة دليل صارخ على ذلك. ولذا رأينا كيف أن بعض الدول توجهت مباشرة إلى شعوب البلدان المخترَقة بدلاً من حكوماتها فأغدقت عليها المال والمشروعات ومررت من خلالها مآربها وأهدافها البعيدة التي طالما أضمرتها. وبالمحصلة، فمن الأجدى ألا توجِّه الحكومات الباذلة دعمَها لحكومات الدول المخترقَة بل إلى شعوب تلك الحكومات مباشرة -متى رأت في ذلك مصلحة متحققة- حتى تكسب رهانها. Mashr-26@hotmail.com