حصل عالم أسترالي على جائزة نوبل للحماقة العلمية بعد توصله إلى وصفة تعيد البيضة المسلوقة إلى حالتها الأولى قبل السلق، ورغم حالة الاستهزاء التي صاحبت الإعلان عن هذا الاختراع إلا أن الأخبار ذكرت بأن له فوائد عدة تتعلق بالعلاج الكيماوي واستخراج البروتينات، وكان أستاذ الكيمياء الأسترالي قد ذكر بأنه شعر بالمفاجأة بعد أن نجح جهازه الصغير في إعادة البيضة المسلوقة إلى حالتها الأولى. وتمنح جائزة الحماقة العلمية للاختراعات عديمة المضمون أو التي لا ينصح العلماء بتكرارها أو تطويرها، وقد صادف أنني قرأت هذا الخبر بعد دقائق من قراءتي لتصريح والد إرهابيي الشملي اللذين قتلا ابن عمهما واثنين من رجال الأمن، حيث أكد الأب المفجوع أن الإنترنت هو الذي أفسد ابنه الأكبر (سعد) الذي كان يقضي ساعات طوال أمام شاشة الكمبيوتر. والحق أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في مجتمعنا مثل القنبلة الذكية في يد طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره، فبدلا من أن تساهم هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة في تطور وعينا وزيادة اتصالنا بالعالم وتواصلنا الإنساني تحولت إلى أدوات لنشر الأفكار الشريرة وتعزيز التعصب الديني والطائفي والقبلي وحتى الرياضي. ومن يتابع الأطروحات المريضة التي تحملها وسائل التواصل الاجتماعي (وخصوصا تويتر) يدرك خطورة هذه الوسائل على الجهلة وصغار السن إلى درجة دفعت بعض الزملاء الكتاب إلى المطالبة بحجب تويتر في السعودية وهي فكرة أرى أنها شبه مستحيلة، لذلك قد يكون الحل المناسب يكمن في الاستعانة بهذا العالم الأسترالي وجهازه الأحمق، بحيث يتم توزيع الجهاز على كافة البيوت من أجل استخدامه في مهمة أخرى لا علاقة لها بالبيض المسلوق. فمن فوائد هذا الجهاز في ديارنا أنه كلما دخل الشاب شبكة الإنترنت وانغمس في الأطروحات الداعشية وانجرف في المتشددة ثم غرق في المشاحنات الطائفية البغيضة قبل أن ينجرف في السباب والمفاخرات القبلية المؤسفة، ينتظره والداه عند باب الغرفة وبمجرد إطفائه جهاز الكمبيوتر يضعان هذا الجهاز الأحمق على دماغه حتى يعود إلى حالته العقلية الأولى قبل دخوله شبكة الإنترنت، فيصبح كما كان شابا وديعا ليس له علاقة بكل هذا العالم المتوحش البذيء الذي كان منهمكا فيه قبل دقائق!.