بدأت أمس، رسميا، مناورات مشتركة للجيش الإسرائيلي ولقيادة قسم أوروبا في الجيش الأميركي «EUCOM»، واختير لها الاسم «جونيفر كوبرا 16»، وفي إطارها وصل إلى إسرائيل 1700 جندي وضابط أميركي. ومع أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قال إن هدفها هو «تحسين العمل والتعاون بين الجيشين، وتحسين جاهزيتهما لمواجهة الصواريخ الباليستية»، فقد أشار المراقبون إلى أن متابعة برنامجها ومضمونها تدل على أنهما «يستعدان للتعاون الضروري في حال اضطرارهما لخوض حرب مشتركة». وأوضح اللواء ايتان بن الياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي، أن «أميركا لن تشارك إسرائيل في حرب على قطاع غزة أو ضد حزب الله اللبناني. وعليه فإن الحديث يجري عن حرب بعيدة آلاف الكيلومترات عن حدود إسرائيل. ولا أعرف دولة أخرى تهدد إسرائيل والولايات المتحدة في مسافة كهذه سوى إيران». يشار إلى أن هذه المناورات تجري في إسرائيل مرة كل عامين، منذ عام 2001، وهذه هي المرة الثامنة. وفي إطار المناورات سيتدرب الجنود على سيناريوهات محوسبة، تصور مهاجمة إسرائيل بالصواريخ. وتشارك في المناورات منظومات الدفاع الجوي المختلفة، ومن بينها منظومة «حيتس» (السهم) والقبة الحديدية، والعصا السحرية. وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه المناورات ستوفر فرصة للجيشين للتعلم المتبادل والتدريب المشترك، وهي خطوة أخرى في العلاقات الاستراتيجية بين دولة إسرائيل والولايات المتحدة، وستساهم كثيرا في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال قائد منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، العميد تسبكا حايموفيتش، إن «هذه المناورات تشكل معلما رئيسيا للترابط الاستراتيجي بين الدولتين، الذي يعتبر تحالفا أمنيا لا يوجد له مثيل بين دول العالم. ويعكس هذا التعاون الالتزام بالدفاع عن حياة المدنيين والتقييم العميق للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي». وكانت أوساط إسرائيلية تحدثت، أمس، عن استعدادات إسرائيلية لحرب مقبلة على قطاع غزة. وقال وزير الدفاع، موشيه يعلون: «الجبهة مع غزة هادئة، وحركة حماس تحرص منذ انتهاء العملية الأخيرة (في صيف 2014) على أن لا تطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل. ومع ذلك فنحن نعرف أنها تقوم بتعزيز قوتها العسكرية في شتى المجالات، وعلينا أن نكون جاهزين، ونحن بالفعل جاهزون». وذكر المحرر العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، أمس، أن «مخططات الإعداد في المعدات والتدريبات جاهز. ولا يعرف أحد متى ستحدث المواجهة والسبب المباشر لها، لكن من الواضح للجميع أن الطقوس، شبه السنوية يحتمها الواقع، وهذا لا يتوقف على التفكير الإسرائيلي فقط. سكان غزة الذين يخرجون من القطاع ويلتقون بالإسرائيليين يتركون الانطباع بأن هذا القضاء والقدر يسود في الجانب الثاني أيضا. بالنسبة لهم، فإن المواجهة العسكرية مؤكدة، وهم يؤمنون بأنها ستكون أكثر عنفا هذه المرة، وأن إسرائيل يئست من اللعب مع حماس، وستفعل كل شيء من أجل القضاء عليها، بينما ستفاجئ حماس إسرائيل بقوة نيرانها وإصابتها للمدنيين، في محاولة لكسر الوضع الراهن والحصار. وحين يقتنع الجانبان بأن هذا ما سيحدث، فإن القيادات لن تخيب الآمال. لكن يبدو أن القيادات ستفاجأ، خلال الحرب التي يجري طبخها، بأنها لن تسيطر على الأحداث. من الممكن جدا أن تندلع المواجهة بسبب خطأ، استفزاز، أو خطوة عسكرية مخططة، ذات منطق سياسي. هناك فرصة كبيرة بأن يحدد جمهور غزة قوة المواجهة وموعدها، وأن ينفجر ذلك في وجه حماس ويمتد إلينا، وحتى إلى الضفة ومصر».