صادفته قبل مباراة نهائي كأس ولي العهد بيوم واحد أمام مكتبه الخاص بادرته بالسلام وطلبت أن نلتقط صورة سويا فرد بثقة: هل تريدها الآن أم تنتظر حتى يوم غد وتلتقط لي صورة مع الكأس.. في اليوم الذي تلا ليلة التتويج بلقب كأس ولي العهد التقيت به وهنأته باللقب المهم والثالث له في مسيرته التدريبية مع الهلال، استضافني في مكتبه الخاص وخرجنا بالحوار الذي خص به "دنيا الرياضة" حول العديد من الأمور التي تهم عشاق فريقه ويدور حولها الكثير من التساؤلات والانتقادات والمطالبات. الإصابات أجبرتني على التدوير.. وتنتظرنا تسعة نهائيات في الدوري ياجماهير الهلال نترقبكم في «آسيا».. وهاجموني واتركوا اللاعبين * الف مبروك تحقيق لقب كأس ولي العهد، وما هو سر الثقة التي كنت عليها حينما واجهتك ليلة النهائي؟ - بداية أهنيء جميع الهلاليين من ادارة ولاعبين واعضاء شرف وجماهير ومحبين لهذا النادي على هذه البطولة المهمة التي تدفعنا وتمنحنا المزيد من القوة والثقة في الاستحقاقات المقبلة، وأعتقد أن من يتواجد في ناد كبير كالهلال لا بد أن يكون واثقا دائما وهذه الثقة استمدها من دعم الإدارة وامتلاكنا لمجموعة مميزة من اللاعبين الذين أفتخر بهم وأثق بإمكانياتهم العالية، وجاهزية المجموعة كاملة لخوض جميع منافسات الموسم. * في مسيرتك التدريبية مع الهلال تحقق اللقب الثالث منذ اشرافك عليه، ماذا يعني لك ذلك؟ - سأتحدث عن نفسي وعن طاقم عملي الفني، نحن أمضينا عاما من العمل مع الهلال وفي البداية كنا نعرف أن حضورنا جاء في وقت صعب من الموسم وامامنا مهمة صعبة جدا تتمثل في بناء فريق قوي، ويجب ان نتطور في العمل داخل الفريق ووضعنا امامنا في ذلك الوقت اهدافا كثيرة نسعى لتحقيقها من ضمنها تحسين مركزنا في الدوري والمنافسة بقوة في بطولة دوري ابطال آسيا والمنافسة على كأس خادم الحرمين الشريفين، وحققنا الجزء الأكبر من هذه الأهداف ولذا أنا راض عن العمل حتى الآن، وجميعنا كفريق عمل فني سعيدون بالعمل وما تحقق لنا في الفترة الماضية قياسا على صعوبة المرحلة التي حضرنا فيها إذ كان الفريق يمر بمرحلة عصيبة، وعملنا سويا كمجموعة مع الادارة واللاعبين لتحقيق الاهداف التي رسمناها في الموسم الماضي وهذا الموسم أيضا الذي حققنا منه حتى الآن هدفين وتبقى أمامنا أهداف عدة أيضا، ولدينا مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب يجب أن يتشربوا وينشأوا على ثقافة البطولات وهذا أمر مهم جدا. * فاجأت الجميع في مباراة نهائي كأس ولي العهد بتغيير التكتيك من 3-5-2 الى 4-4-2، هل نقول أخيرا اقتنعت بتغيير طريقتك؟ - ضحك وقال: في البداية من باب المداعبة وهي مصادفة حصلت معي فعلا في مسيرتي التدريبية مع ناديين كبار في اليونان، في النادي الأول كنت ألعب بطريقة 4-4-2 وفي كثير من المرات كانت توجه لي أسئلة لماذا لا ألعب بطريقة مختلفة، وفي النادي الآخر في اليونان كنت ألعب بطريقة 4-4-3 وواجهت نفس الأحاديث لماذا لا ألعب بطريقة مختلفة، ولكن رأيي الخاص أن عنصر الثبات في كرة القدم مهم جدا في أي طريقة، وأندية كثيرة في العالم تراها تلعب بطريقة واحدة ودائما ما تكون مستقرة وثابتة، وفي بعض الأحيان فقط يلجأون للتغيير ولكن في الغالب الثبات عامل مهم في التكتيك، وفي فريقنا لو لاحظت في أول شهر ونصف من بداية عملي هنا كنت ألعب بطريقة 4-4-2 ولكن رأيت أن الفريق تتناسب معه الطريقة التي أصبحت ألعب بها وهي ثلاثة لاعبين في الخلف وبهذه الطريقة حققنا كأس الملك وكأس السوبر وتصدرنا مجموعتنا في بطولة آسيا مما يجعلني راضيا عن هذه الطريقة واللاعبين متأقلمون معها أيضا وراضون عن تطبيقها، وفي بعض المباريات السابقة بدأت أيضا بطريقة 4-4-2 وغيرت طريقة اللعب أثناء العديد من المباريات إلى هذه الطريقة أيضا وهذا يعود إلى ظروف كل مباراة والطريقة المناسبة لها، وأنا سعيد أن اللاعبين باستطاعتهم تطبيق كلتا الخطتين بشكل مميز. * متى طرأت عليك فكرة تغيير التكتيك في النهائي وتعثر الفريق في مباراة التعاون هل كان له تأثير في تغيير قناعاتك؟ - طرأت علي هذه الفكرة بعد نهاية مباراة التعاون مباشرة، وبعد العودة الى الرياض عقدت اجتماعا مغلقا مع ثمانية لاعبين، بدأت أولا بالمدافعين الأربعة كواك تاي هي ومحمد جحفلي وياسر الشهراني وعبدالله الزوري بشرح الأسلوب الخاص بالجانب الدفاعي، ومن ثم مع رباعي الوسط عبدالله عطيف وسلمان الفرج وسالم الدوسري ونواف العابد، وبعدها عقدت اجتماعا مغلقا آخر مع المهاجمين ناصر الشمراني وادواردو ووجدت أن اللاعبين جاهزون لتطبيق هذا التكتيك ومتأقلمون عليه بعد أن طلبت منهم بعض المهام وشرحت لهم التكتيك الذي أود انتهاجه واتفقنا على أن نعمل عليه ونجحنا رغم ضيق الوقت. * هل أجبرتك اصابة البرازيلي ديغاو في مباراة التعاون على تغيير التكتيك واتخاذ هذا القرار؟ - ليست السبب الوحيد، ولكن نعم هي أحد الأسباب. * ألم تكن تبحث عن مفاجأة مدرب الأهلي غروس بهذا التكتيك المختلف عن طريقتك؟ - إذا فكرت بهذا التفكير فإن ذلك يعتبر خطأ كبيرا، وإذا كنت مؤمنا بأن تغيير التكتيك في كل مباراة مقبلة سيجلب الفوز فهذا يعتبر عملا غير جدي وليس ذكيا، فجميع الفرق الكبرى في أوروبا تعرف أن بعض عامل المفاجأة ليس مهما، فالأهم هو الأسلوب الثابت الذي يعتمد عليه الفريق والأداء الذي يظهر عليه، والمدربون عليهم أن يقرروا التغيير متى ما واجهتهم بعض الظروف مثل الايقافات والاصابات أو إذا لم يلعب الفريق بشكل ممتاز بهذه الطريقة، هنا يتخذ المدرب القرار المناسب للفريق وهذا ما أعتمد عليه. * البعض يرى ان خطة وتكتيك دونيس باتا مكشوفين لبقية المدربين؟ - وحتى لو لعبنا بطريقة 4-4-2 لمدة ستة أشهر الجميع سيقول إنها مكشوفة أيضا، صدقني جميع الأندية تلعب بطريقة ثابتة ومعروفة للجميع، ولو سألتك ما هي طريقة لعب برشلونة ستقول 4-3-3 وطريقة لعب تشيلسي ستعرف انها 4-4-2 وباريس سان جرمان ستقول 4-4-3، لا يوجد شيء اسمه طريقة مكشوفة، فكل فريق يلعب بأسلوب وطريقة لعب رئيسية الكل يعرفها، والأهم في كرة القدم هو عمل الفريق بالطريقة الصحيحة التي تناسب امكانيات الفريق وأن يكون أداؤهم على أعلى مستوى. *هل ستعود الى التكتيك السابق 3-6-1 مرة أخرى بعد نجاح الطريقة التي اعتمدت عليها في النهائي؟ - أولا أود التنبيه لنقطة مهمة هي أن التشكيلة على الورق 3-6-1 ولكنها فعليا بناء على التكتيك الذي أنتهجه تعتمد في حالة الهجوم على 3-3-4 وفي الجانب الدفاعي 5-3-2 ونحن قادرون على استغلال هذه الطريقتين كون الفريق متأقلما عليها، ولو لاحظت في آخر دقائق المباراة النهائية أصيب أكثر من لاعب وأٌجبرنا على اللعب بهذه الطريقة مجددا التي اعتاد عليها الفريق سابقا، وسأشرح أمر مهم جدا وهو أننا نلعب في بعض المباريات بأداء مميز جدا بهذه الطريقة مثل مباراة النصر في كأس السوبر ومباراة لخويا القطري وبعض مباريات الدوري وأسمع مثلا بعض الآراء التي تنادي بالثبات عليها وعدم التغيير، وتلعب مباريات أخرى بطريقة 4-4-2 مثل مباراة النهائي وتجد مطالبات بالثبات عليها وعدم التغيير، وبالنسبة لي الأولوية تعتمد على اللاعب الأجهز والطريقة التي تناسب امكانيات اللاعبين الجاهزين لدي وتخدم تطبيق طريقة اللعب، والأهم لدي تأقلم اللاعبين على الطريقتين وجاهزيتهم لاتقانها. * ألا تعتقد أن تغير التكتيك حسب الأسماء لا يتفق مع ما ذكرته حول أهمية الثبات على نفس التكتيك؟ - قلت لك أنه متى ما واجهتك بعض الظروف ستكون مضطرا لاتخاذ الطريقة الأخرى التي يتقنها اللاعبون جيدا أيضا، وفي الفترة الأخيرة فقدنا استقرارنا في المناطق الخلفية التي اعتدنا أن يشارك بها الثلاثي ديغاو وكواك وجحفلي ولكننا فقدنا ديغاو وايضا جحفلي في فترات متفرقة للإصابة، بالإضافة الى فقدان البريك للإصابة مما ساهم في أن نوجد حلولا أخرى ونغير التكتيك في بعض المرات. * عدد من الخبراء الفنيين يرون أن قوة الهلال في وسطه إلا أن طريقة 3-6-1 تعتمد بقوة على الأطراف وتقيد لاعبي الوسط، بالإضافة إلى خطورتها في الكرات المرتدة على الفريق؟ - أحب مثل هذه النقاشات وتعجبني كثيرا، لذا أسمح لي أحتاج أن احضر سبورة الشرح الخاصة بي التي يتواجد عليها رسمة اللاعبين بدلا من ان يكون حديثنا انشائيا. * قاطعته.. لا لا باستطاعتك شرحها فهو حوار صحفي وليست مناقشة فنية؟ - رد ضاحكا.. لا هو فقط لتوضيح وجهة نظري حتى تكون اسهل، لذا دعنا نتحدث عن طريقتي اللعب التي نتناقش حولها، أولا الثبات والقوة والاستقرار الدفاعي سنجده في طريقة 5-3-2 وسأشرح لك لماذا.. مثلا لو وضعنا الزوري والبريك مع قلبي دفاع بطريقة 4-4-2 حينما نهاجم ونخسر الكرة في المرتدة سيبقى قلبا دفاع فقط، وأمامهم محوران ولكن الأطراف وقتها تكون مكشوفة للخصوم في المرتدات. ولكن لو لعبنا بثلاثة قلوب دفاع سنحافظ دائما على مبدأ الأمان حتى في حال المرتدات رغم تقدم الأظهرة لتواجد ثلاثة قلوب دفاع بالاضافة الى احد المحاور أمامهم، وفي ال4-4-2 يتبقى محوران وقلبا دفاع ولكن مع انكشاف الاطراف، واذا كان هناك اعتقاد أن هناك قوة دفاعية في 4-4-2 فهذا اعتقاد خاطيء وهذا جزء بسيط من شرح التكتيك كمثال لهاتين الطريقتين في الجانب الدفاعي تحديدا. والآن سنتحدث عن جزء من الجانب الهجومي منها، مثلا، من الصعب المقارنة أو تفضيل طريقة عن الأخرى لأن كلاهما قوية بشكل عام وكل طريقة لها مميزاتها ولها جوانب سلبية ايضا، على سبيل المثال قد تجد مدربين اثنين يلعبون بطريقة 4-4-2 ولكن بأوامر مختلفة في الملعب، وفي مباراة الاهلي رغم أننا لعبنا بطريقة 4-4-2 لو طلبت من سالم ونواف ان يفتحوا على الاطراف كم سيبقى من لاعب في منطقة الوسط؟.. سيبقى سلمان وعطيف فقط، وفي طريقة 3-5-2 يكونون قريبين من بعض ولكن هذا يعتمد على الأوامر المعطاة للاعبين وليست طريقة اللعب، وفي مباراة الاهلي مثلا طلبت من عطيف وسلمان البقاء الى جانب بعض ومن سالم ونواف الميلان الى الداخل بالاضافة الى ادواردو لسبب واحد أننا نعرف أن هناك عوامل سلبية في الأهلي خصوصا في التمريرات البينية في الجزء الخلفي للأهلي وطلبت من ثلاثي الوسط استقبال الكرات خلف محاور الأهلي وايجاد الحلول في عمق الأهلي لاستغلال هذه النقطة ونجحنا. طرق اللعب هي طرق اللعب وفي المقابل الأداء يحكم أيضا هذه الطرق، وقد نلعب مستقبلا 4-4-2 وأداء اللاعبين لا يكون جيدا هل سنقول إن الطريقة خطأ أم أن اللاعبين لم يكونوا في يومهم أو لم يؤدوا الأداء المطلوب، لو لاحظت فرق كثيرة في ايطاليا تلعب بطريقة 3-5-2 مثل اليوفي وفي اغلب مبارياته التي يلعبها امام الفرق التي تلعب بطريقة 4-4-2 تغلب عليهم، وهناك أندية كبيرة أخرى تلعب 4-4-3 او 4-4-2 تغلبت على فرق تلعب بطرق أخرى، لذا يجب علينا أن نجعل الأجواء هادئة داخل الفريق وترك اللاعبين يعملون ويتقنون اتباع التعليمات، (وأضاف ضاحكا) اتمنى اذا لعبنا مباراة بطريقة 4-4-2 ولم نتوفق فيها أن لا يتم سؤالي لماذا لم ألعب بطريقة 3-5-2. * ألا ترى أن سياسة التدوير رغم ايجابيتها في جاهزية المجموعة كاملة إلا أنها تضر بانسجام الفريق؟ - أفضل التركيز على أحد عشر لاعبا والاعتماد عليهم كمجموعة واحدة لخلق المزيد من الانسجام، ولكن الظروف لم تسمح لنا بذلك لعدم جاهزية بعض اللاعبين والاصابات التي تجبرنا على تغيير الأسماء واضافة بعض اللاعبين. * كيف ترى مشواركم في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين الذي تعثرتم خلاله في أكثر من مباراة وخسرتم نقاطا عدة خصوصا في الفترة الأخيرة؟ - المنافسة قوية جدا حاليا في الدوري، وأنا سعيد ببقائنا على صدارة الترتيب وفي نفس الوقت لست سعيدا بخسارة هذه النقاط، ولكن الأمور لا تزال بيدنا دون النظر إلى أي معطيات أخرى متى ما استطعنا الفوز في مبارياتنا المقبلة، فجميع المباريات التسع المتبقية في الدوري تعتبر بالنسبة لي بمثابة مباريات ديربي ونهائيات يجب أن نقاتل خلالها على الفوز حتى نتمكن من إحراز الدوري. * بعد مرور عام من عملك مع الهلال، كيف شاهدت الأجواء داخل النادي بشكل عام؟ - بالتأكيد أنني سعيد جدا مع طاقم عملي بالأجواء الرائعة هنا والدعم المميز الذي نجده من قبل ادارة النادي برئاسة الأمير نواف بن سعد والتعاون الكبير والعمل الرائع لمدير ادارة كرة القدم فهد المفرج الذي يعمل بإخلاص لتهيئة كل الأجواء المناسبة لنا وللاعبين للعمل بكل هدوء وتركيز نحو تحقيق النتائج الإيجابية. * نعرف أن هناك مناقشة لعملك من قبل ادارة النادي، هل يغضبك ذلك؟ - لا بالعكس المناقشة حق مشروع وهو أمر صحي ولا يغضبني أبدا، نحن فريق عمل واحد ونبحث عن النجاح ولذا المناقشة أمر إيجابي وصدقني أنني لا أبحث عن فرض قناعاتي حتى لو في ذلك ضرر الفريق، فأنا ابحث عن النجاح لي أيضا إذا نجح الفريق، ولكني قريب من الفريق وأعرف إمكانياته واحتياجاته وماهي الطريقة الأنسب له في كل مباراة لتجاوزها بنجاح. * أخيرا ما هي رسالتك لجماهير الهلال؟ - من خلال هذا المنبر أود توجيه رسالتين لجماهير الهلال، الأولى أتقدم لهم بالشكر الكبير على دعمهم وحضورهم القوي في مباراة النهائي، ساندتمونا كثيرا وخلقتوا جوا مميزا جدا ومنحتونا طاقة كبيرة جدا داخل الملعب، خصوصا أن جمهور الهلال ملؤوا كامل المدرجات المخصصة للفريق وكان حضورهم اكثر من جماهير الخصم، واتوقع وأتمنى في بطولة آسيا ومنافسات الدوري المتبقية أنهم سيملأون المدرجات ويساندوننا بقوة. والرسالة الثانية، هي أنني أعرف أن المجتمع هنا لديه حساسية كبيرة في كرة القدم ولا يتقبل النتائج السلبية أو الأداء غير الجيد، ولكن إذا حدث هذا أرجو أن لايهاجموا لاعبا واحدا بعينه أيا كان اسمه وأتمنى أن يهاجموني أنا على أن يهاجموا اللاعب لأنهم إذا أصبحوا ضد لاعب معين فكأنهم ضد الفريق كاملا وليس لاعبا واحدا، وأرجو أن يثقوا بنا جميعا وبأي طريقة نلعب بها فنحن نبحث عن نجاح الفريق واسعادهم بغض النظر عن أي أمر آخر.