×
محافظة المنطقة الشرقية

العيادات الطبية المشاركة في الجنادرية تواصل تقديم خدماتها التوعوية للزوّار

صورة الخبر

لم تكن الحروب في يوم من الأيام هدفاً في حد ذاتها، وإن اختلفت مقاصدها وغاياتها. الحرب خراب ودمار وأوزار! لكننا من أجل الوطن، ومن أجل أمنه واستقراره وسلامة مكتسباته، نخوض الحرب، وإن كانت عبر مختلف الجبهات. عدد كبير من أصحاب الفكر والعقل، انصب تفكيرهم، وأعلنوا بأقلامهم، أنهم لا يميلون إلى سماع قرع طبول الحرب، ويكرهون الزج بالوطن في أتونها، وقد رأوا أن ما يدفعنا إليها هو: أقلامُ، وعقولُ كُتَّابٍ منافقين مُهيِّجين. إننا، وفي حب الوطن، كما نؤمن بأهمية أن نكون قلباً واحداً، وجسداً واحداً في الدفاع عن الوطن، والذود عن حياضه في سبيل استتباب أمنه ورخائه واستقراره، كذلك، ونحن نؤمن بهذه الفرضية، نؤمن أيضاً بأننا في ظل الظروف الأمنية الصعبة، وانهيار الاقتصاد العالمي، نرى، ونحن نتطلع إلى المستقبل، أن لدى الوطن مكتسبات تنموية وحضارية لا نريد أن نخسرها، ولدينا مشاريعنا التي تأسست في بناء دولتنا، وشهدت خلال السنوات العشر الماضية قفزة تنموية مازال مشوارنا فيها مستمراً، ولم تنتهِ مراحل بنائه بعد. وإذا كنا نخوض اليوم حرباً في مختلف الجبهات ضد أعداء الوطن «الكثر»، فإن المعوَّل عليه هو ثبات جبهتنا الداخلية، التي تعد النسيج المتجانس الأهم لاستقرار الوطن. ذكر أحد الإعلاميين العرب، أنه زار مدينة الرياض العاصمة، وهو يدرك أن المملكة في حالة حرب، حربها على الحدود في الجنوب، والشمال، وحربها المتواصلة على الإرهاب، ومع ذلك فإن الحياة تبدو طبيعية، وهادئة، ومتماسكة. وهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى على بلادنا «المأمونة» برعاية الله وعنايته، ثم بفضل وعي المواطن، الذي بدا أن حب الوطن راسخ في أعماقه، ولا مجال للمساومة بشأنه. للوطن حقوق على مواطنيه في شدته قبل رخائه، ولا يمكننا أن نعبِّر عن حبنا للوطن إلا في المحن، التي تُمتحن فيها المشاعر. نبحث كثيراً عن الوطنية والمواطنة، وكيف تكون الوحدة الوطنية، وكيف يكون المواطن صادقاً في التعبير عن وطنيته، ويكون أميناً وصالحاً في أداء دوره في الانتماء إليه بإخلاص وولاء، كيف يكون عطاؤه مخلصاً لوطنه، وولاؤه صادقاً لقادته، وفي صميم عطائه، فما ينتجه يساهم في نهضة الوطن وتنميته، لذلك عليه أن يحافظ على أمنه واستقراره، وأن يكون عيناً ساهرة لاستتباب الأمن فيه، وجندياً من جنود جبهته الداخلية، فلا يخوض في حوارات تزعزع الثقة، وتزرع الوهن في النفوس، ولا يثير بأحاديثه وتعليقاته الحقد والضغائن حفاظاً على تماسك الوحدة الوطنية، وتمتين النسيج الوطني للمجتمع. بتكاتف المواطنين، والتفافهم حول قيادتهم، وولائهم للوطن، والانتماء إليه، يكمن سر صلابة الجبهة الداخلية في السلم والحرب، فتتكسر على صخرتها كل المؤامرات، التي تحاك لزعزعة أمن الوطن، والنيل من وحدته، وسلامة أراضيه، وبصدق النيات، وصدق الدعاء، يتحقق النصر لجيشنا المرابط على الحدود، وصولاً إلى الأهداف الاستراتيجية، التي تحقق أمن الوطن وسلامته، وسلامة المنطقة. الأمة اليوم في مأزق حقيقي، بعد أن فقدَ بعض المثقفين بوصلتهم، خاصة أنهم انقسموا حتى في مسائل تتعلق بقضايا الوطن وأزماته، ووجدنا فيهم المتخاذل في مقصده، والمضلل، ومَنْ يتعمد إقصاء الناس، ومنهم مَنْ كان ضائعاً في شتات فكره، وعتمة رؤيته، فيما يسعى أعداؤنا إلى تعزيز كثير من المفاهيم، والنفاذ من الثغرات لزرع الشك والفتنة، والتأثير علينا، لذا علينا ألا ننسى أن هجماتهم الشرسة ليست إلا حرباً على اقتصادنا وثقافتنا وعقيدتنا، ومن المهم أن نعي أن من بين وصاياهم في بروتوكولاتهم مسخ هويتنا، وشل تفكيرنا، وزرع الفتنة والانقسام فيما بيننا ليسهل عليهم القضاء على إيماننا بأنفسنا وعقيدتنا، وهو سر تميزنا. لكي تتخطى أمتنا أزماتها الثقافية، ومأزقها الفكري، لابد من تأصيل مفهوم الثقة في أننا أقوياء، وعلى قلب وعقل رجل واحد، وعلينا أن نضع في حساباتنا أن ما سنواجهه من تداعيات مفترضة، وصراعات متوقعة على مختلف الجبهات، لن يكون صعباً إذا ما أحسسنا بحتمية الموقف، وحساسية الأوضاع التي نعيشها.