مصورة عمانية شابة تتمتع بموهبة فذة.. تلتقط الصورة بمخيلتها قبل أن تستخدم عدستها، وتحصد الجوائز محلياً ودولياً، هي فنانة الفياب حوراء بنت سالم الفهدية، الطالبة في كلية الشرق الأوسط في تخصص الوسائط المتعددة ملتميديا، وعن موهبتها ونجاحاتها المتتالية، كان لنا معها هذا الحوار: } بداية حدثينا عن اكتشافك لموهبتك في أي مرحلة عمرية كان ذلك، وما أول صورة التقطتها عدستك؟ كأي طفل كنت أعشق التصوير، وأحب اللعب بالكاميرا والتقاط الصور، ولكن بدأ الأمر يتحول لدي من مجرد تسلية ومتعة، إلى متعة كنت اكتشفها مع كل التقاطة أقوم بها بعدستي، وبدأت فعليا أنتبه إلى ميولي نحو التصوير الضوئي في عمر ال 12 تحديداً، حيث كنت أحب التقاط الصور التذكارية مع الأهل والأصدقاء، وكنت أنجح في تسجيل لقطات مميزة، بدأت تلفت الأنظار لموهبتي، وتطور الأمر وكبر معي إلى أن امتلكت كاميرتي الرقمية الخاصة بي، ثم حصلت على كاميرا احترافية، وكانت بدايتي الفعلية بالتصوير في عام 2010، من خلال انتسابي لجمعية التصوير الضوئي، واشتراكي في معرض المصورات الثاني، الذي تنظمه الجمعية سنوياً. بالنسبة للصورة الأولى التي التقطتها، فأنا لا أتذكرها حقاً، لكثرة ما التقطت من صور، منذ بدء ممارستي لهذه الهواية، ولكنني أذكر أن أول صورة لي شاركت بها في معرض للتصوير كانت بعنوان قفزات جنونية. } ما المواضيع التي تحبين تصويرها، وكيف تطورت مع تطور موهبتك؟ أحب تصوير الوجوه وحياة الناس والتصوير المفاهيمي المختص، في تجسيد ما يوجد في دواخلنا العميقة من أفكار ومشاعر، وتحويلها إلى صور فنية معبرة، ولطالما أحببت أن يكون لي عالمي المختلف، حيث غالباً ما يكون لدي منظور مختلف آخر للأشياء والأحداث التي أراها، وأحب أن أجسدها بمنظوري المختلف، وكانت بدايتي في التعبير عن هذه الأفكار من خلال كتابة الخواطر ثم الرسم التجريدي، وبعدها وجدت في التصوير وسيلة تعبير ممتازة تمكنت من خلالها أن أجسد ما أراه في خيالي بطريقة مميزة، نتج عنها صور جميلة، وأستطيع القول إن طريقة تفكيري هذه، هي السبب وراء طغيان اللونين الأبيض والأسود، والتصوير المفاهيمي لما أرسمه في مخيلتي أو أعيشه. } حصلت على جوائز كثيرة كان آخرها الذهبية في صربيا.. حدثينا عن هذه المشاركات؟ وما أهم صورك في رأيك؟ لي مشاركات دولية كثيرة في بيناليات الشباب، تحت عمر 21 سنة، حصدت من خلالها جوائز مميزة أعتز بها كثيراً، وهي دافعي لأستمر، وأقدم الأفضل، حيث حصلت على الذهب مرتين، مرة في هنغاريا، ومرة من صربيا من الاتحاد الدولي للفياب، إلى جانب حصولي على فضية من صربيا، والجائزة الشرفية لأكثر من خمس مرات في إسبانيا والإمارات العربية المتحدة وغيرها، ولدي جائزتان محليتان، نلتهما على التوالي في ملتقى كليه الشرق الأوسط، وليس لدي صورة مهمة أكثر من غيرها، ولكن (حكاية عينين)، كانت ذات طابع جميل، فقد حصلت عنها على الميدالية الذهبية للمرة الأولى، وجميع صوري أعتبرها مهمة، لأنها تحفزني لأقدم الأفضل. } وما الذي أردت قوله من خلال حكاية العينين.. حدثينا عن بعض أعمالك التي نلت عنها جوائز؟ صورة حكاية العينين حصلت على الميدالية الذهبية، وجائزتين شرفيتين عن طور الطفولة، فحواها أن الإنسان في بعض الأحيان لا يستطيع أن يبوح بما يعتمر بداخله من أفكار ومشاعر، فتتحدث العينان بالمعنى من دون الحاجة للكلام، عند التقاطي لهذه الصورة ارتسمت في مخيلتي صورة لأطفال فلسطين، وهم يعانون ولا يستطيعون البوح بآلامهم لصغر سنهم، ولعدم قدرتهم على التعبير، الصورة فيها كم من الحزن والخوف والقلق، وهي بالطابع الكلاسيكي القديم. أما صورة اهتمام الجدة، الحاصلة على الميدالية الفضية والشرفية، فتحكي عن الدور الكبير الذي تقوم به الجدات في تربية الأحفاد والاهتمام بهم، خاصة في أيامنا هذه، التي أصبحت فيها المرأة أماً عاملة، وهنا تأخذ الجدة دورها كأم ثانية للأطفال، وأستطيع أن أقول، إن كل صورة من صوري لها طابعها وحكايتها الخاصة، التي يستطيع المتذوق أن يقرأها بعينيه، ويرى سردها في مخيلته. } وما هي الصورة التي تتمنين التقاطها ولم تفعلي بعد؟ أتمنى لو تتاح لي فرصة ممارسة التصوير المفاهيمي تحت الماء، فلدي كم من الأفكار والحكايات التي يقبع تنفيذها تحت المياه. } دائماً ما نجد أن المصورات يملن إلى مواضيع التجريد أو الوجوه، ويبتعدن عن تصوير الطبيعة.. لماذا؟ ذلك يعود لصعوبة الأمر على الفتيات، فتصوير الطبيعة قد يتطلب المبيت خارجاً لالتقاط الصور في وقت مبكر من الصباح، أو عند المغيب، وهذا صعب طبعاً وأحياناً أخرى، تلعب مشقة الطريق وصعوبة الوصول للمناطق الطبيعية الجميلة دوراً في عزوف المصورات، عن هذه المواضيع، وبقائهن في إطار المواضيع، التي تكون في متناول اليد، الآن بدأت المصورات ومن مختلف الأعمار، يحضرن بقوة أكبر على الساحتين المحلية والدولية، وأعتقد أن المصورات تجاوزن تلك الظروف، وبدأن في المشاركة بمواضيع مختلفة. } أنت شابة صغيرة وحققت الكثير قياساً إلى عمرك.. ما الذي تريدين بعد تحقيقه؟ أحلم بالكثير جداً، أريد أن أصبح صاحبة لقب أفضل مصورة في العالم، وأريد أن أفتتح استوديو تصوير خاص بي وهذا المشروع عكفت على تنفيذه بالفعل وسيرى النور قريباً إن شاء الله حيث حالياً أقوم بالعمل به وأتمنى أن يكون جاهزاً قبل أن ينتهي هذا العام. } هل لديك موهبة أخرى غير التصوير، ماذا تفعلين في أوقات فراغك؟ نعم كانت لدي مواهب أخرى عديدة في الرسم والتصميم والكتابة، ولكني صقلت طاقتي الكبرى واختزلتها في التصوير الضوئي، وأتمنى أن أوفق في هذه الهواية وأحصد مزيداً من النجاح.