تمكنت فصائل من المعارضة السورية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، من قطع طريق الإمداد البري الوحيد لقوات النظام إلى مدينة حلب ومناطق سيطرتها في المحافظة. في غضون ذلك شن الطيران الحربي الروسي غارات مكثفة على مناطق بريف حلب الشمالي بالتزامن مع محاولات "قوات سوريا الديمقراطية" -بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية- التقدم باتجاه مدينة مارع التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحةشمال حلب. وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب أمير العباد إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط كتيبة عبيدة، التي يعني سقوطها بيد تنظيم الدولة سقوط خناصر كاملة تحت سيطرة التنظيم، وبالتالي قطع الطريق الإستراتيجي بشكل كامل. من جانبها قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن مقاتليه قطعوا الطريق البري الوحيد لإمداد قوات النظام من مناطق سيطرته في حماة (وسط البلاد) إلى تلك التي يسيطر عليها في مدينة حلب (شمال). وأوضح التنظيم أن ذلك تم في هجوم مباغت نفذه مقاتلوه على طريق خناصر في ريف حلب الجنوبي. وفي السياق أشارت شبكة سوريا مباشر إلى أن تنظيم الدولة سيطر على سبع قرى شمالي خناصر، وهي الطويلة والهواز والروهيب والراهب ورسم الحمد والقراع والشلالة. وفي الإطار نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- أن هجوم تنظيم الدولة على طريق خناصر تزامن مع هجوم آخر لفصائل معارضة غربي خناصر، بعيد منتصف الليلة الماضية. وأشار إلى أن من الفصائل المشاركة في المعارك: جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني، وأن مقاتلي المعارضة تمكنوا من قطع طريق إمداد النظام من منطقة أخرى بعد السيطرة على جزء من قرية رسم النفل الواقعة على الطريق بالريف الجنوبي الشرقي لحلب. وتقع طريق خناصر حلب في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وهي الطريق الوحيدة التي يمكن لقوات النظام -الموجودة في غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها- سلوكها للوصول من حماة وسط البلاد إلى حلب وبالعكس. ويأتي هذا التطور في وقت لا تزال فيه قوات النظام تحاصر بشكل شبه كامل الأحياء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، بعد تقدمها خلال الأسابيع الأخيرة في ريف المدينة الشمالي. وتعرض هذا الطريق للقطع مرات عدة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، إذ تمكنت فصائل معارضة من قطعه بالكامل في الفترة الممتدة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2013. وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على جزء من طريق خناصر أثريا (محافظة حماة)، مما أدى إلى قطع الطريق المؤدية إلى مدينة حلب، لكن قوات النظام نجحت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في استعادة السيطرة على الطريق. 4766513827001 62574a8a-07f9-4c00-aed0-3ffb9a829d45 de51f207-6d38-4e4c-97b5-a96324b7b135 video قصف ومعارك في هذه الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة في حلب أن طائرات روسية شنت أكثر من عشر غارات على قرية الشيخ عيسى وبلدتي تل مصيبين وحيان في ريف حلب الشمالي. وتزامنت الغارات مع قصف آخر لطائرات النظام ببراميل متفجرة على مدينة عندان الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأشارت وكالة مسار برس المعارضة إلى أن كتائب المعارضة تمكنت اليوم من تدمير سيارة ذخيرة تابعة لقوات النظام على جبهة قرية باشكوي، بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع دون معرفة حجم الخسائر. كما أشار مراسل الجزيرة إلى أن تكثيف القصف الروسي يتزامن مع محاولات "قوات سوريا الديمقراطية" التقدم باتجاه مدينة مارع بريف حلب الشمالي. وفي السياق دارت اشتباكات بين كتائب المعارضة و"قوات سوريا الديمقراطية" على المدخل الغربي لمدينة تل رفعت، أدَّت لسقوط قتلى من قوات الأخيرة، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية. وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام في محيط بلدة كنسبا بجبل الأكراد في ريف اللاذقية، خلال محاولة الأخيرة التقدم باتجاه قرى الحدادة وأراضي الوطى تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف تلك القرى. وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بمقتل ثلاثة من قوات النظام خلال اشتباكات في مدينة داريا، كما أصيب عدد من المدنيين بجروح إثر قصف قوات النظام بقذائف الهاون مدينة دوما في الغوطة الشرقية، في حين تدور اشتباكات بين المعارضة بالاشتراك مع جبهة النصرة ضد مسلحي تنظيم الدولة على جبهة قرية هريرة في وادي بردى بريف دمشق. على صعيد آخر، أفاد ناشطون أن تنظيم الدولة شن هجوما معاكسا على "قوات سوريا الديمقراطية" في ريف الحسكة الجنوبي مستغلا عاصفة غبارية، وسط أنباء عن استعادة التنظيم السيطرة على مدينة الشدادي وقرية السبعة وأربعين إثر تفجير سيارات مفخخة.