ظهر الأحد الماضي كنا على موعد مع تشييع جنازة الابن الحبيب مازن رحمه الله ابن الصديق الكريم الدكتور/ فهد آل عقران رئيس تحرير هذه الصحيفة الغراء. كان الدفن في مقبرة بريمان! ويا لها من مقبرة!! كانت هذه أول مرة أذهب فيها إلى هذه المقبرة، ومثلي كثير ممن حضروا الدفنة. وأول رائحة الموت تبدو من مئات السيارات المكدسة في منطقة التشليح التي لا بد من المرور بها قبل الدخول في (الأزقة) المؤدية إلى المقبرة. وطبيعي أن نسبة عالية من هذه السيارات كانت نتاج حوادث مؤسفة مات فيها من مات وأصيب فيها من أصيب. نصيحة أخوية لا يدفن أحدنا ميته في هذه المقبرة النائية إلا في وضح النهار، وإلا تاه القادمون إليها. طبعاً لا لوحات إرشادية إلا واحدة قرب (التشليح). وأما بقية الطريق (الملتوي) الضيق، فلا إشارات فيه ولا يحزنون. الشيء الآخر هو مدى انتشار العشوائية في حي يُفترض أن يكون حديثاً إلى حد ما. عجب شديد غياب الجهات المسؤولة عن هذه الفوضى في التخطيط والبناء والتنظيم. كل الذي تراه هو أذى بصري بالغ الشدة، فلا المنطقة نُظمت، ولا مُنع فيها هنا التخبط البغيض. وأما وضع المقبرة فبائس حقاً، فهي أولاً في سفح جبل، والا لكانت بالطبع ملكاً للغير. باختصار الأراضي المخصصة للمقابر هي في أسوأ المواقع وأشدها بؤساً، مثلها مثل مقبرة التوفيق. وأما المساحة فهزيلة صغيرة، وأضلاعها غير منتظمة، وهي على وشك أن تمتلئ لأن الميت فيها يُلحد، واللحد لا يُفتح مثل الشق، وكذلك حال مقبرة التوفيق. باختصار لا بد من مقابر جديدة باستمرار إذا كان ولا بد من اللحد ولا غير. اقتراحي أن يُمنح أحد الهوامير أرضاً بمساحة مليون متر مربع مثلا، وأن يتم تخصيصها لمقبرة حديثة محترمة، وأن تُباع فيها القبور لمن شاء لحداً، لكن شريطة الاهتمام بالمقبرة والعناية بها وتسويرها تسويراً لائقاً، لا كما هو حال مقبرة بريمان البدائية جداً حتى الطريق إليها معبد لا يرقى إلى (مسفلت) فكله أخاديد ومطبات وأتربة. مقبرة (بريمان) نموذج لاستمرار معاناة المواطن من المهد إلى اللحد! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain