رئاسة اتحاد الكرة، تعودنا في دول المنطقة ومعظم البلدان العربية، أن يأتي رئيس الاتحاد من الأسر الحاكمة، أو من الشخصيات العامة الفاعلة، أو من رجال الأعمال المعروفين، أو من أصحاب الفكر الرياضي، لأن المنصب يساوي درجة وزير كروي، فاللعبة لها شعبية جارفة في كل مكان. ونجاح الكرة، هو نجاح لبقية الرياضات الأخرى، واليوم نحن أمام تحول كبير، ولابد أن نتفهم ونعرف آلية العمل، وتواصل الجهود من أجل خدمة الكرة الإماراتية، التي نؤمن بأنها ستكون في أيدي أمينة، ونحن على ثقة بأن التنافس الشريف بين المرشحين، السركال والذي أعلن ترشحه رسمياً قبل حضوره اجتماعات الكونغرس الدولي بسويسرا،. ومنافسه بن غليطة، تبين أن الساحة الكروية، تنتظر أبريل المقبل موعد عقد الجمعية العمومية الساخنة، التي يتم فيها انتخاب مجلس إدارة جديد، لمدة أربع سنوات قادمة، تنتظر اللعبة فيها الكثير من التحديات، وهذه الأيام، هناك أخبار دسمة، تأتينا من المرشحين الخمسة لرئاسة الفيفا. ولابد أن تقرأ اللجنة المشرفة كل ما يتعلق ببرنامج سير الانتخابات، ونريد تطبيقها من الناحية الإجرائية الإدارية والتنظيمية، منها حظر الهواتف والكاميرات ووضع بطاقات دخول لمن يهمه الأمر، ولا نترك المكان مسرحاً لكل من هب ودب، ومن ليس له علاقة بالانتخابات، حتى تسير الأمور، بشكل طبيعي وسلس، بعيداً عن الفوضى، وأن نخصص أماكن لمن يعنيهم الأمر، بطريقة حضارية نموذجية. لكي يخرج البرلمان الكروي ناجحاً من كل الجوانب، وأن تسرع اللجنة المشرفة بتزويد الإعلام أولاً بأول، بالجوانب التوعوية والتثقيفية، وذلك من أجل الحفاظ على سرية الاقتراع، بسبب تعرض البعض للضغوطات ولتصوير أوراق التصويت الخاصة بهم، لأثبات مشاركتهم، وعند كلمتهم يفترض أن تكون قد انتهى عليها الجميع قبل الدخول للصالة. لقد تحولت كرة القدم، إلى صناعة ومستقبل، بعد أن دخل عليها كثير من التغييرات، وأهمها الاحتراف والاستثمار والخصخصة، وباتت كرة القدم في يومنا الحالي واجهة دول، وأصبحت كثير من الدول معروفة عالمياً بفضل نتائج أنديتها ومنتخباتها على الرغم من أنها لا تملك أي ثقل سياسي أو اجتماعي أو سيادي على مستوى العالم. ويجب أن يتمتع رئيس الاتحاد المقبل بحوافز عدة، أولها وأهمها أن يكون بمرتبة عالية، وذلك حتى ينال صفة رسمية مرموقة، إضافة لتمتعه بمنصب سيادي وقيادي واجتماعي وإداري، وأن يمتلك خبرة إدارية وقيادية وصاحب علاقات اجتماعية، ويتمتع بصلاحيات كبيرة ودعم لا محدود من الجمعية العمومية التي تنتخبه، وكافة الجهات حتى يستطيع قيادة هذا الاتحاد الحساس إلى بر الأمان. ومن الأشياء المهمة للرئيس المقبل أن يكون إضافة قوية للاتحاد على وجه الخصوص، وأن يستطيع المواجهة والمطالبة بحقوق الأندية ومخصصات كرة القدم أمام الجهات المختصة وأن يحاط بالحصانة والحماية من وسائل الإعلام، ويستطيع التعامل معها، وأن يمتاز بالحنكة والخبرة في جميع مجالات كرة القدم الفنية والإدارية والاستثمارية والتطويرية والمالية. ويجب أن تكون للرئيس المقبل رؤية واضحة واستراتيجية مقنعة بعيداً عن الضغوط والمؤثرات الجانبية، وأن يعتمد في التشكيل على نظرية (حكمة الخبرة وحماس الشباب)، لأن أصحاب الخبرة هم أهل التجربة والحكمة، والشباب هم أهل الحماس والطموح والتجديد والتنوع في التخصص والاختيار. وهذا سيساعده على وضع استراتيجية واضحة، نستطيع من خلالها الدخول بقوة في مجالات صناعة واستثمار وتطوير كرة القدم من خلال الاتحاد والمنتخبات والأندية الرياضية، سعياً لصناعة مسـتقبل مشـــرق للرياضة الإماراتية، وأرى في هذا الرأي والطرح كوجهة نظر، نطرحها عبر هذه الزاوية، ونكررها اليوم، أن يكون منصب رئيس اتحاد الكرة بدرجة وزير كروي متفرغ للعبة وحدها فقط.. والله من وراء القصد.