شهدت دبي صباح أمس، تنفيذ واحدة من أكبر وأهم المبادرات البيئية على مستوى الإمارة والمنطقة، مبادرة يوم بلا مركبات، التي تتواصل في دورتها السابعة، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بمشاركة نحو 1000 جهة من مختلف القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، ومنها قطاع التعليم والقطاع التطويري وقطاع التجزئة والفنادق والمصارف وذوي الإعاقة، تحت شعار ليس يوماً.. اجعله دوماً. وأوضح المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، أن تنفيذ المبادرة هذا العام، جاء متميزاً من حيث حجم وطبيعة المشاركات، قياساً مع السنوات السابقة، وهو إنجاز يؤكد ريادة دبي عالمياً في المجال البيئي. التزام دبي وأضاف لوتاه أن تنفيذ هذه المبادرة والارتقاء بها عاماً بعد آخر، يشكل دليلاً حياً على مدى التزام إمارة دبي بالاتفاقيات البيئية الدولية ذات العلاقة، ومنها اتفاقية الأمم المتحدة حول التغير المناخي (بروتوكول كيوتو)، التي تهدف للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وهي أيضاً جاءت متناغمة مع التوجه الحكومي لدولة الإمارات، لإعطاء الأولوية لملف التغير المناخي، الذي تجسد من خلال استحداث وزارة التغير المناخي والبيئة، خاصةً أن مبادرة يوم بلا مركبات، ترتكز بالأساس على عدم استخدام المركبات الشخصية في التنقل والوصول لمواقع العمل، والاستعاضة عن ذلك باستخدام الوسائل الصديقة للبيئة، الأمر الذي يسهم في الحد من الانبعاثات، وبالتالي خفض البصمة الكربونية للإمارة. وأكد أن الجهود المبذولة من قبل كافة الشركاء الاستراتيجيين للبلدية من الدوائر الحكومية والرعاة والمؤسسات الخاصة وكافة القطاعات الأخرى المشاركة في المبادرة، وتنوع طبيعة هذه المشاركات والنتائج المحققة من خلالها، يشير بوضوح إلى تنامي الحس بالمسؤولية المجتمعية تجاه قضايا البيئة على مستوى الإمارة من قبل كافة شرائح المجتمع، وهذا مؤشر هام سوف يسهم بشكل أكيد في تعزيز المكتسبات في مجال حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية في الإمارة لأجيال الحاضر والمستقبل، كما أنه يشكل دعامة حقيقية نحو جعل دبي الأولى عالمياً في المدن الصديقة للبيئة عبر تبنيها لمختلف الحلول الإبداعية والمستدامة للتحديات البيئية التي تواجهها، لا سيما تلك المتعلقة بتلوث الهواء وزيادة البصمة الكربونية الناجمة عن انبعاثات المركبات، وما يرتبط بذلك من تفاقم لظاهرة الاحتباس الحراري. ناهيك عن ترسيخ مفهوم التنقل المستدام في المدينة. نجاح واضح وأشار لوتاه إلى أن هناك عوامل أساسية أسهمت في تحقيق هذا النجاح الواضح لمبادرة يوم بلا مركبات لهذا العام، يأتي في مقدمها الدعم الحكومي الواضح لها، والذي تجسد في رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي للمبادرة، والتي شكلت عامل إلهام وحافز كبير للجميع نحو المشاركة الفاعلة في المبادرة، كما أن مشاركة سموه وعدد من كبار الشخصيات، من بينهم عدد من رؤساء الدوائر الحكومية في الإمارة في الدورة السابعة للمبادرة التي نفذت يوم أمس، قد حققت نقلة نوعية لها، كونها تمثل الدعم الحكومي المباشر للمبادرة بأرقى صوره، وأسهمت بشكل فاعل في تشجيع ثقافة استخدام وسائل النقل العام، بدلاً من المركبات الشخصية للتنقل والوصول لمواقع العمل، ناهيك عن أنها حملّتنا مسؤولية إضافية للارتقاء بها إلى أعلى المستويات، وفي مختلف المجالات، وبما يحقق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن يكون السعي لتحقيق المركز الأول نهجاً مستداماً لدولة الإمارات وشعبها. وأضاف لوتاه أن الدعم المتميز المقدم من قبل الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، المتمثل في توجيه الدوائر الحكومية في الإمارة نحو إلزامية المشاركة في المبادرة، وكذلك الدعم المقدم من قبل المكتب الإعلامي لحكومة دبي في التعريف بالمبادرة واستقطاب الترويج الإعلامي لها، كلها عوامل كان لها الأثر البارز في تحقيق النجاح الذي يفوق ما تحقق لأرقى مدن العالم في تطبيقها لمثل هذه المبادرات. ثقافة حياتية من جانبها، بينت المهندسة علياء الهرمودي مدير إدارة البيئة ببلدية دبي ورئيس اللجنة العليا للمبادرة، أن النجاح الأبرز للمبادرة هذا العام تمثل في تحولها من مبادرة دوام بلا مركبات، إلى مفهوم يوم بلا مركبات، وكذلك التطبيق الفعلي لشعار المبادرة ليس يوماً.. اجعله دوماً، حيث أصبحت فكرة وروح المبادرة جزءاً من الثقافة الحياتية اليومية لأفراد المجتمع، ما أكسبها بعداً جديداً، تمثل في تحولها من مشاركة بيئية تطوعية ليوم واحد إلى ممارسة يومية مستدامة، يتم تبنيها من قبل مختلف أفراد المجتمع لدعم فرص تحول مجتمع الإمارة إلى مجتمع مستدام بيئياً وصحياً. وعن أهداف مبادرة يوم بلا مركبات، أوضحت مدير إدارة البيئة في بلدية دبي، أنها تتمثل في: المساهمة في جهود الإمارة والدولة نحو خفض البصمة الكربونية، وهو ما أكدت عليه خطة دبي 2021 ورؤية الإمارات 2021، ودعم أهداف إكسبو 2020، والدفع باتجاه مناقشة التحديات المشتركة التي تواجهها مدن العالم، وخاصة ما يتعلق بقضايا التنقل والاستدامة، وتحفيز جانب المسؤولية المجتمعية والتطوعية تجاه قضايا البيئة، ودعم الجوانب الإبداعية والابتكار، وتحفيز المواهب الفنية من خلال المسابقات البيئية وسواها. عمق المشاركة وعن تطور المبادرة، أوضحت المهندسة علياء الهرمودي، أن المبادرة شهدت خلال الأعوام السبعة السابقة التي نُفذت فيها تطوراً كبيراً، خاصةً مع طبيعة وحجم المشاركات فيها من مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية، والتي تؤكد عمق المشاركة المجتمعية في تحقيق الأهداف البيئية للإمارة بشكل عام، خاصة أنه من خلال تنفيذ الدورة السادسة للمبادرة، فقد تم التخلي عن استخدام قرابة 30000 مركبة شخصية للوصول إلى مواقع العمل، واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة عوضاً عنها. ومن المتوقع أن يكون عدد المركبات الشخصية التي تم التخلي عن استخدامها للوصول إلى مواقع العمل والتنقل في المدينة في يوم تنفيذ المبادرة في دورتها السابعة هذا العام، أكبر مما تحقق في الدورة السابقة، لكون عدد الجهات المشاركة تضاعف ثلاث مرات. تنفيذ المبادرة على عدة أيام حقق نتائج أوسع تعكس مبادرة يوم بلا مركبات، اهتمام الحكومة والمجتمع في الإمارة لمواكبة أحدث الممارسات العالمية الهادفة لتبني الحلول المستدامة للتحديات المتزايدة التي تشهدها بيئة الإمارة بشكل عام، وتزايد البصمة الكربونية، خاصةً الناجمة عن قطاع النقل البري بشكل خاص. وبادرت بلدية دبي بقياس المستوى المتحقق من التأثيرات الإيجابية للمبادرة، من خلال نصب الأجهزة الخاصة بقياس مستويات تركيز مؤشرات نوعية الهواء قبل وبعد تنفيذ المبادرة، للتعرف بشكل تفصيلي إلى النتائج البيئية المتحققة من خلال تنفيذ المبادرة. وبينت أن للمبادرة دوراً واضحاً في الحد من تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعد من أخطر الظواهر البيئية التي تواجهها الحكومات على المستويين العالمي والإقليمي، خاصةً أن المركبات تعتبر أحد أهم مصادر انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يعد من الغازات المسببة لهذه الظاهرة، فهي تسهم بنسبة 15- 20 % من هذه الانبعاثات على المستوى العالمي. توسع وهذا العام، أصبحت دوام بلا مركبات مبادرة إمارة دبي، خاصةً أن تنفيذ المبادرة في دورتها السابعة لم يقتصر على يوم محدد في السنة فقط، وهو ما كان معمول به خلال الدورات الست الماضية للمبادرة، بل امتدت عملية التنفيذ لتكون على أيام متعددة، بالتعاون مع مختلف الشركاء الاستراتيجيين في الإمارة. حيث قام عدد من الشركاء بتنفيذ المبادرة في يوم محدد، يختلف عن موعد تنفيذها من قبل بلدية دبي، الأمر الذي أتاح فرصة تحقق مشاركات أوسع ونتائج أكبر في مجال خفض الانبعاثات الكربونية، وتقليل الازدحام المروري، وتعظيم مختلف النتائج الإيجابية للمبادرة. موقع وللمرة الأولى، شهدت المبادرة تنفيذ حملة تسويقية مكثفة لثلاثة أسابيع، ركزت على التعريف بالمبادرة، لتحفيز تبنيها من قبل كافة شرائح المجتمع، ورفع مستوى الوعي البيئي تجاه قضايا البيئة. وشهدت الدورة السابعة للمبادرة، إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بها، الذي يمكن الدخول له من خلال رابط خاص، تم وضعه على موقع البلدية الإلكتروني www.dm.gov.ae، وهذا الموقع أتاح للأفراد والجهات فرصة التسجيل الإلكتروني للمشاركة في المبادرة، وكذلك توفير المعلومات والصور الخاصة بالمبادرة، بالإضافة إلى أنه أتاح إمكانية احتساب كمية الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون، التي يتم توفيرها وفقاً لكمية الوقود التي تم حرقها، والمسافة المقطوعة خلال رحلة المركبة من مكان لآخر. معرض وأكدت بلدية دبي، أن المعرض الخاص بالمبادرة، الذي تم تنظيمه يوم أمس، يعد أكبر معرض يجمع المركبات الصديقة للبيئة الكهربائية منها والهجينة، بحلة جديدة أكثر تألقاً، وفي موقع جديد، وبمشاركات أوسع وذات نوعية متميزة تتمحور حول ثلاثة محاور، هي: السيارات الصديقة للبيئة، والتي تعتمد في تشغيلها على مصادر الوقود البديلة، سواء الطاقة الشمسية أو الطاقة الكهربائية أو الوقود الحيوي، والقسم الخاص بعرض أحدث الممارسات والتقنيات والإنجازات المتعلقة بنوعية الهواء، في حين أن القسم الثالث من المعرض، سيركز على عرض التقنيات والمبادرات والإنجازات المرتبطة بالمحافظة على الموارد الطبيعية. مركبات وشهدت أقسام المعرض هذا العام، مشاركات متميزة، تمثلت في عرض لمجموعة مركبات صديقة للبيئة من مختلف وكالات السيارات، مثل الفطيم والعربية والنابودة وشركة ليبرتي للسيارات وغيرها، ومن المركبات المتميزة التي عرضت في المعرض، سيارة حديثة الطراز، تعمل بالطاقة الكهربائية، تم صنعها من قبل مواطن عماني، هو سلطان بن حمد العامري، وفريق عمل من المهندسين والفنيين، وهذه المركبة التي أسماها هرماس، بإمكانها أن تسير لمسافة 600 كيلومتر بعد شحنها بالطاقة الكهربائية لمدة 10 دقائق فقط. والمركبة المذكورة، تعد من فئة المركبات الفخمة في تصميمها وأدائها. أرقام وأعوام شهدت المبادرة تطوراً كبيراً خلال الأعوام السبعة من عمرها، تجسد في طبيعة وحجم المشاركات من مختلف القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، ففي العام الأول من إطلاقها (2010)، شاركت فيها جهتان فقط، وفي 2011 تضاعف العدد إلى 4 جهات، و2012 شاركت 19 جهة، و2013 وصلت المشاركات إلى 28 جهة، ثم 66 جهة شاركت في المبادرة 2014، وارتفع العدد إلى 300 جهة في العام الماضي 2015، أما هذا العام 2016، فقد وصل عدد المشاركات إلى 1000 جهة حكومية، وهو رقم قياسي تحققه مبادرة يوم بلا مركبات.