×
محافظة المنطقة الشرقية

687 أسرة مستفيدة من جمعية جود خلال الشهر الفضيل

صورة الخبر

لا تختلف الأحساء بأجوائها الرمضانية عن بقية المحافظات والمدن في المملكة. وتعود فيها بعض العادات والتقاليد المشهورة خلال هذا الشهر الكريم، التي تبدأ بالزيارات، مروراً بتبادل الأطباق الرمضانية، وانتهاءً بحضور الفعاليات. وتتميز عادات أهل الأحساء في هذا الشهر الكريم بالتواصل الاجتماعي، عبر المجالس المفتوحة، وكذلك من خلال العادات التي تتوارثها الأجيال بتبادل الوجبات وقت الإفطار بين العائلات والأسر والجيران. وهي من العادات التي يحتفظ بها الأهالي، ويعتبرونها جزءاً تقليدياً من حياتهم الاجتماعية، ودعماً للتكافل والتعاون الاجتماعي. ويسعى كل شخص إلى أن يظهر طبق طعامه بصورة جميلة وشهية، وبشكل جذاب، وبجودة وذائقة لذيذة. وتتخلل بعض هذه الأطباق الزينة. ويتم توزيع الأطباق قبيل أذان المغرب. وبدأ عدد من القرى والأحياء في المدن تخصيص يوم للإفطار الجماعي، يدعون فيه جميع أهل القرية أو الحي. ويتكفل كل شخص بإعداد طبق واحد بحسب استطاعته. ومن مظاهر رمضان أيضاً، «أبوطبيلة» كما يُطلق عليه، الذي يسير بين الأحياء والأزقة الضيقة، ويدق الطبل بعصاه الغليظة، ليصل صوته خارقاً الجدران، لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر. وأصبح «أبوطبيلة» علامة مميزة لشهر الصيام، خصوصاً بين الأطفال، الذين يستمتعون بمشاهدته وملاحقته، مرددين معه بعض الأهازيج والأناشيد التي تأخذ طابعاً دينياً. وخلال «ليلة الناصفة»، أي منتصف شهر رمضان المبارك، ينعكس المشهد الأحسائي داخل هذه الأزقة. ويحرص الأحسائيون على الحفاظ على هذه الموروثات الشعبية، وتعد هذه العادات من كنوز التراث التي تنوقلت جيلاً بعد جيل. ولا يقف الأحسائيون على الأسواق والعادات الشرائية فحسب، أو ارتياد المطاعم الشعبية والاستراحات الترفيهية، فالرحلات البحرية والبرية أصبحت حياة أخرى، تستمتع فيها العائلات والشبان بتناول وجبات الإفطار أو السحور، خصوصاً عندما يكون الطقس معتدلاً، والأجواء باردة ليلاً، في ظل حرارة الصيف الملتهبة. ويعد شاطئ العقير أحد أبرز المعالم الطبيعة في الأحساء، ولا تهدأ طرقاته من الحركة المستمرة، فنظرة واحدة على مدار الشاطئ يشاهد فيها عدد كبير من العائلات والشبان الذين افترشوا عدتهم ولوازمهم، وأخذوا مكانهم للإفطار، مع إشعال نار هادئة جانباً، تجهز فيها بعض المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة، إذ توضع على الجمر لفترة زمنية قصيرة. وهي طريقة طالما اشتهر بها الأحسائيون وبعض الدول العربية. وتشتهر الأحساء أيضاً بالعيون والبرك المائية الكبيرة، التي كان لها أثر في إضفاء أجواء رمضانية لمرتاديها. إذ يفضل الرجال والشبان السباحة فيها قبل دخول رمضان. وهي عادة تتكرر سنوياً. بيد أنها تراجعت في الأعوام الأخيرة. ومن أشهر هذه العيون عين الحارة، والخدود، والجوهرية، وأم سبعة وغيرها من العيون. وتكثر خلال الشهر الكريم المسابقات والدورات الرياضية بالمنطقة بمشاركة فرق الحواري، إذ انتشرت في الآونة الأخيرة ملاعب كرة القدم داخل المدن والقرى، وأصبح السائر في الطرق العامة أو الداخلية يشاهد هذه الملاعب المزروعة والمغطاة بالعشب الأخضر، ما ساعد في إقامة دورات رياضية لكرة القدم، يتجمع حولها مئات الشبان من عشاق الكرة، إذ تم تصميمها بشكل رائع تدور حوله شباك الحديد، وتضيء جنباته الأنوار بصورة عالية، ما يلفت نظر المارة. ويحيي الكثير من سكان المنطقة خلال رمضان بعض العبادات التي يختص بها هذا الشهر الفضيل، من صلاة التراويح والقيام، وبعض الأدعية والأذكار، وقراءة القرآن، فينظم البعض وقته لقراءة القرآن، أو مطالعة الكتب الدينية، والبقاء في المساجد، والعمل طوال الشهر في اللجان التطوعية، وكفالة الأيتام، وغيرها من النشاطات الدينية المختلفة.