أعلنت السلطات البلجيكية أنها وجدت أثناء إلقائها القبض على مشتبه فيه على صلة باعتداءات باريس التي وقعت في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، تسجيلات فيديو ترصد تحركات مسؤول نووي بلجيكي رفيع المستوى، ما أثار شكوكاً في رغبة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حيازة مواد خطرة، تزامناً مع إعلان مسؤولين عراقيين عن اختفاء مواد مشعة عالية الخطورة. وذكر موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الناطق باسم المدعي العام البلجيكي الاتحادي تيري ويرتس، أكد أخيراً وجود تسجيل الفيديو الذي وجدته الشرطة في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتسبب الإعلان عن تسجيل الفيديو باحتجاج في أوساط المشرعين البلجيكيين الذين اعتبروا أنهم ضُللوا ولم يُبَلغوا بمدى الخطورة على منشآت بلجيكا النووية، وتابعوا أنهم لم يعطوا معلومات عن مساعي تنظيم "داعش" المتطرف المتعلقة بالمواد النووية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووزارة الخارجية الأميركية أخيراً، تقريراً تحدث عن اختفاء مواد مشعة من العراق منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، الأمر الذي أكدته وثيقة لوزارة البيئة العراقية بأنها تبحث عن مواد عالية الخطورة فقدت. وكان سبعة مسؤولين أمنيين ومحللين آخرين في قطاع البيئة أكدوا ذلك، معبرين عن مخاوفهم من إمكان استخدامها سلاحاً إذا وقعت في أيدي المتطرفين، والذين ربما سيستخدمونها في هجمات إرهابية. وأشارت الوثيقة التي تحمل تاريخ 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والموجهة إلى "مركز الوقاية من الإشعاع" التابع لوزارة البيئة العرقية، عن سرقة "مصدر مشع عالي الخطورة" وهو "الإيريديوم 192" الذي يتسم بنشاط إشعاعي شديد. وقال مسؤول أمني كبير على دراية بالسرقة: "نحن نخشى من وقوع العنصر المشع في أيدي داعش"، وأضاف المسؤول الذي يعمل في وزارة الداخلية، وطلب عدم الكشف عن اسمه: "هم يستطيعون بسهولة ربطه مع متفجرات وصنع قنبلة قذرة". ونقلت وسائل إعلام بلجيكية عن مصادر مقربة من التحقيق أن الفيديو وجد في منزل محمد بقالي الذي اعتقل بتهم على صلة باعتداءات باريس، من بينها ممارسة أنشطة إرهابية، والقتل. وقال مسؤولون بلجيكيون إن بقالي ربما كان متورطاً في التخطيط لاعتداءات إرهابية عدة، علماً أن بلجيكا تحتجز ثمانية أشخاص آخرين في تهم على صلة باعتداءات باريس. وتوقع مسؤولون وخبراء أن الدوافع من وراء تسجيل الفيديو أنه كان جزءً من مخطط لخطف المسؤول النووي البلجيكي الذي لم يعلن عن هويته، وإجباره على تسليم مواد مشعة، ربما لاستخدامها في قنبلة "قذرة"، خصوصاً أنه كان بإمكانه دخول مركز أبحاث منشآت سري في مدينة موول. وأفاد الناطق باسم "الوكالة الاتحادية البلجيكية للرقابة النووية" سيباستيان بيرغ، أن الوكالة أبلغت على الفور بوجود الفيديو، وأنه تم إبلاغ موظفي المنشآت النووية بزيادة الحيطة، ولكنه اعترف أنه لم يتم زيادة عدد الحراس في تلك المنشآت، ولم تأخذ أي احترازات أمنية إضافية. وتابع بيرغ أنه كان لدى السلطات أدلة دامغة على نية المتطرفين المتورطين في اعتداءات باريس، في الإخلال بأمن أو الاعتداء على واحدة من منشآتنا النووية الأربع.