القاهرة: «الشرق الأوسط» خرجت مسيرات شعبية في مصر أمس بعدد من المحافظات لمطالبة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمزمع عقدها، خلال الأشهر القليلة المقبلة، عقب إقرار التعديلات الدستورية التي سيجري الاستفتاء عليها يومي 14 و15 يناير (كانون الثاني) الحالي. وتلزم مسودة الدستور بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعد لا يتجاوز ستة أشهر من تاريخ التصديق عليه. في حين تترك للرئيس المؤقت حرية تحديد أي من هذه الانتخابات أولا. رغم نص خارطة المستقبل السياسية على البدء بالانتخابات البرلمانية، تليها الرئاسية. وخلال ندوة للتعريف بالدستور الجديد أقامها نادي «سموحة» الاجتماعي بالإسكندرية مساء أول من أمس، قام مجموعة من منسقي «الحملة الشعبية لدعم السيسي لرئاسة الجمهورية» بتوزيع استمارات على الحاضرين للحصول على توقيعاتهم استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة. وعقب توقيعه على الاستمارة، توقع مصطفى بكري، الصحافي المقرب من الجيش، أن تجرى الانتخابات الرئاسية أولا بحلول شهر مارس (آذار) المقبل، وأن «لديه معلومات تفيد بأن السيسي قد يترشح للمنصب»، مشيرا إلى أن «الوضع الحالي والمسؤولية يحتمان عليه ذلك». وفي محافظة الدقهلية أمس نظمت جماهير مسيرات سلمية معبرة عن فرحتها بالقبض على الجناة في حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية الأسبوع الماضي. وأعلن المئات من المشاركين عن تأييدهم للدستور الجديد وللقوات المسلحة والشرطة، كما نادوا بترشيح السيسي رئيسا للجمهورية. وفي محافظة الغربية انطلقت مسيرات لتأييد الجيش والشرطة من عدة مساجد عقب صلاة الجمعة أمس بمدن (زفتى والسنطة وقطور)، حيث طافت المسيرات شوارع المدن الثلاث ورفعوا خلالها صور السيسي ورددوا هتافات «نعم للدستور». مطالبين المواطنين بتأيد خارطة الطريق ومستقبل مصر. وفي محافظة الإسكندرية، نظم المئات من مؤيدي السيسي، مظاهرة عقب صلاة الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم للمطالبة بترشحه للرئاسة، وإعلان تأييدهم الدستور الجديد، ورددوا هتافات نددوا فيها بالإرهاب وطالبوا الحكومة بالضرب بيد من حديد على أعضاء الجماعة التي تحاول هدم الدولة وإشاعة الفوضى. ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «نعم للدستور» و«لا للإرهاب».. و«نؤيد ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية». وتنظر قطاعات واسعة من المجتمع المصري وسياسيون إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي باعتباره الشخصية الأنسب لقيادة البلاد، بينما تطرح بورصة الترشيحات عددا من الأسماء لعسكريين وسياسيين آخرين، بعضهم أبدى نيته للترشح، والآخر طرح في وسائل الإعلام. منهم حمدين صباحي، الفريق سامي عنان، اللواء مراد موافي، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. وقاد السيسي عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في الثالث من يوليو (تموز) الماضي، عقب احتجاجات شعبية عارمة ضده، وبمشاركة قيادات دينية وسياسية. وأبدى السيسي في عدة مقابلات إعلامية سابقة إشارات متباينة بخصوص احتمال ترشحه، قائلا إنه لا يسعى للسلطة، لكنه ترك الاحتمال قائما. وفي السياق ذاته، نشرت قناة «الجزيرة» أمس تسريب فيديو جديد منسوبا إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قائلة إنه جرى خلال لقاء وزير الدفاع مع ضباط القوات المسلحة في دار الأسلحة والذخيرة نهاية عام 2012. وخلال الفيديو الصوتي شدد السيسي على أن «الجيش المصري لن يدعم أي طرف ضد الآخر»، محذرا من أنه «لو حدث ذلك فستقع مصر». وأضاف: «لا بد أن يبقى الجيش المصري على مسافة واحدة من الجميع»، وتابع القول: «أي ميل من الجيش لجهة من الجهات سيؤدي إلى مشاكل».