أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عزوجل. وقال: "إن من أعظم ما يزيد المرء في حياته ودينه وعقله الذي أكرمه الله بهما وفضله على كثير من خلقه تفضيلاً فبالدين يرتفع عن ما يغضب الله ويسخطه من معايب الأخلاق وسفافها وبالعقل يرفع نفسه عن كل ما يشين تصرفاته وقراراته". وأضاف "نعم عباد الله، التهور والطيش واللامبالاة في الفكر والسياسة والإعلام والاقتصاد والحياة الاجتماعية نعم إنها المجازفة والمخاطرة التي تجعل لسان المرء وفعله متقدمة على عقله وقلبه، فيقع بسببها في محاذير يصعب التخلص منها أياً كانت حسية أو معنوية بصورة لا ينفع معها تلفيق، ولله كم من لسان تهور فاحتاج بعده إلى اعتذارات طويلة لا يجدي كثيراً منها بعد فوات الأوان، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (ولا تكلم بكلام تعتذر منه غداً)". وبيّن أن من أقبح صور المجازفات ما كان منها متعلقا بكرامة الآخرين وحقوقهم من خلال الاسترسال بسوء الظن تجاههم، أو اتهام النيات التي لا يعلمها إلا الله الذي يعلم السر وأخفى، فيلقون التهم نحوهم جزافاً دون بينة ولا إقامة حجة يظهر من خلالها ابتذال اللسان وكثرة السلف به واللامبالاة بحقوق المسلم تجاه أخيه، ومثل ذلك الاسترسال كفيل بإيقاع صاحبه في الغلو والتشدد المقيت ليقع في فخ التضليل والتكفير بمجازفة تعميه عن تحقيق شروطه واتقاء موانعه وما أكثر من ولجوا من هذا الباب المهلك. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرم أن الإسلام دين وسط لا إفراط فيه ولا تفريط فإنه إذا منع المجازفة فقد حض على العزم، وإذا ذم العجلة في أمور فإنه قد حض عليها في أمور أخرى لا يسع تأخيرها أو التواني عنها. وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة، عن استخلاف الإنسان في الأرض قائلاً: "من حكمة الله الذي أعطى كل شيء خلقة ثم هدى أن جعل الإنسان خليفته في الأرض يقيم سننه، ويظهر عجائب صنعة وأسرار خليقته وبدائع حكمه ومنافع أحكامه وهل وجدت آية على كمال الله تعالى وسعة علمه أظهر من هذا الإنسان الذي خلقه الله فيه في أحسن تقويم. وبيَن أن الاستخلاف امتحان لقوله تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)، ويرث الأرض من أحسن بواجب الخلافة (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، مشيرًا إلى أن الاستخلاف يقتضي عبادة الله وتحقيق نهج الله والصلاح والإصلاح وتعمير الأرض وبناء الحياة بالقول والعمل والإنتاج والتعليم والتعلم. وأكد الشيخ الثبيتي، أن المسلم الذي يقبل الإسلام دينا تصبح رسالته الالتزام بهذا الدين والدعوة إليه ونفع الخلق، وبهذا يكون عضواً نافعاً يثمر الخير ويقبل على الفضل والبر ويغدو شعاع نور وبركة قلبه مفعم بالمحب هويدة مبسوطة بالنعمة، قائلاً "إن صاحب الرسالة يبدأ بإصلاح نفسه ومحاسبتها وتمتد رسالة المسلم إلى تمدد نفعه وإصلاح غيره، ورعاية الآخرين مع سمو الغاية وعلو الهمة بحراسة الملة وخدمة الأمة، فالمسؤول المسلم رسالته في الحياة تحقيق مصالح رعيته بإقامة العدل وإحقاق الحق ويجتهد في تحقيق ما ينفعهم ودفع ما يضرهم في دينهم ودنياهم وأن يأخذ على أيدي السفهاء والفسقة ويردعهم عن المعاصي والظلم". وأكد أن رسالة العلماء في الحياة عظيمة فهم خلفاء الرسل وورثة الأنبياء وواجب عليهم حماية المجتمع من الجهل وفساد العقائد، وعلى المربي أن يجسّد النموذج الصحيح للمسلم بإصلاح الحال وتربية الأجيال، والمرأة المسلمة رسالتها في الحياة تعهد الفضيلة في المجتمع بناء، وحراسة وتكوين المجتمع الصالح زوجة وأمًا.