أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم أن التهور والطيش واللامبالاة في الفكر والسياسة والإعلام والاقتصاد والحياة الاجتماعية مجازفة ومخاطرة تجعل لسان المرء وفعله متقدمة على عقله وقلبه فيقع بسببها في محاذير يصعب التخلص منها أيا كانت حسية أو معنوية بصورة لا ينفع معها تلفيق، وقال كم من لسان تهور فاحتاج بعده إلى اعتذارات طويلة لا يجدي كثيرا منها بعد فوات الأوان، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا». وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس بالمسجد الحرام أن من أقبح صور المجازفات ما كان منها متعلقا بكرامة الآخرين وحقوقهم من خلال الاسترسال بسوء الظن تجاههم أو اتهام النيات التي لا يعلمها إلا الله الذي يعلم السر وأخفى فيلقون التهم نحوهم جزافا دون بينة ولا إقامة حجة يظهر من خلالها ابتذال اللسان وكثرة السلف به واللامبالاة بحقوق المسلم تجاه أخيه ومثل ذلك الاسترسال كفيل بإيقاع صاحبه في الغلو والتشدد المقيت ليقع في فخ التضليل والتكفير بمجازفة تعميه عن تحقيق شروطه واتقاء موانعه وما أكثر من ولجوا من هذا الباب المهلك. وأكد أن الإسلام دين وسط لا إفراط فيه ولا تفريط فإنه إذا منع المجازفة فقد حض على العزم، وإذا ذم العجلة في أمور فإنه قد حض عليها في أمور أخرى لا يسع تأخيرها أو التواني عنها. وفي المدينة المنورة طالب إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة يوم أمس، أصحاب الرسالة بأن يبدون أولا بإصلاح أنفسهم ومحاسبتها وقال تمتد رسالة المسلم إلى تمدد نفعه وإصلاح غيره ورعاية الآخرين مع سمو الغاية وعلو الهمة بحراسة الملة وخدمة الأمة، فالمسؤول المسلم رسالته في الحياة تحقيق مصالح رعيته بإقامة العدل وإحقاق الحق ويجتهد في تحقيق ما ينفعهم ودفع ما يضرهم في دينهم ودنياهم وأن يأخذ على أيدي السفهاء والفسقة ويردعهم عن المعاصي والظلم. وأكد أن رسالة العلماء في الحياة عظيمة فهم خلفاء الرسل وورث الأنبياء وواجب عليهم حماية المجتمع من الجهل وفساد العقائد، والمربي المسلم أن يجسد النموذج الصحيح للمسلم بإصلاح الحال وتربية الأجيال، والمرأة المسلمة رسالتها في الحياة تعهد الفضيلة في المجتمع بناء وحراسة وتكوين المجتمع الصالح زوجة وأمًا. ولفت في ختام خطبته إلى أن رسالة الإعلام المسلم عظيمة لضخامة تأثيره وسعة أثره في تبليغ رسالة الإسلام وتوضيح هديه والذود عنه فهو يخدم الإسلام قولا وفعلا يقاوم الإلحاد والرذيلة يحصن العقل والقلب من غواية الرذيل وضلالة الأفكار المنحرفة.