على وقع ما يثار في الأيام الماضية من مداولات في مجلس الشورى عن آلية تسمية الشوارع والأسماء المقترحة، تغيب في الأحياء العشوائية المنتشرة في الأطراف الجنوبية من المدن الكبيرة في المملكة، الأسماء لتغيب الذكريات عن سجلات التوثيق، فممرات كثيرة في محافظة بحرة جنوبي جدة والأحياء المحيطة بها، لا تجد أسماء لشوارع تعيش على ناصيتها مئات المنازل. في جولة ميدانية لـ«عكاظ»، يقف سكان حي أم السلم القابع في أقصى جنوب عروس البحر تائهين عندما يحاولون وصف الطريق إلى منازلهم المترامية في الجبال المحيطة ببحر جدة، فطريق (مكة المكرمة - جدة) القديم هو المعلم الوحيد لأبناء الحي المكتظ بمنازل بنيت بطريقة عشوائية، بيد أن سكانها يرون منها واقعا لابد للأمانة أن تتعامل معه. كثير ممن التقتهم «عكاظ» من سكان أم السلم يخشون الحديث للإعلام عن واقع حيهم الذي يبحث عن اعتراف رسمي من أمانة جدة، بيد أن مسنا قال هامسا إن الحديث عن عشوائية الحي سيهدد السكان بالإزالة، «نحن منذ عقود هنا، ونقع على مقربة من طريق مهم». المسن الذي اكتفى بذكر اسمه الأول «فالح»، أشار بيده إلى شارع يتفرع من طريق (مكة - جدة) القديم والمحاذي لطريق الحرمين الجديد، ساخرا: «هذا الشارع عمره أكبر من عمر أمين أمانة جدة، بيد أن الأمانة لم تسمه حتى الآن»، ليرتفع صوته «هم لا يريدون الاعتراف بهذا الحي، حتى لا يوصلوا الكهرباء للسكان». تحمل أسماء شعبية على بعض التجمعات السكنية والممرات التجارية عادة في الأحياء الجنوبية من مدينة جدة، وكأن تلك المسميات بمثابة عقد اجتماعي يين قاطني الأحياء غير معلن، فمثلث العمال يطلق على تقاطع حيوي يربط حي الحرازات (جنوب جدة) بشرق المدينة وجنوبها الأقصى (حي المحاميد، وكيلو 14)، إضافة إلى أن تجمعات سكنية كبيرة أطلقت عليها أسماء تنسب لأسر السكان أو منطقتهم. وتعيش تلك الشوارع بلا أسماء توثق هويتها، إضافة إلى أن الإنارة تغيب عن أجزاء واسعة منها ما يجعل اعتقاد السكان المحليين بأن شوارعهم لا تحظى بـ«اعتراف الأمانة»، أمرا وجيها. من جهته، قال المتحدث الرسمي في أمانة محافظة جدة المهندس عمر الحميدان لـ«عكاظ» إن الأمانة لديها لجنة معنية بتسمية وترقيم الشوارع والطرقات، لافتا إلى أن «اللجنة معنية بتسمية جميع أحياء المدينة بما فيها الأحياء الشعبية في جنوب وجنوب شرق جدة».وأضاف أن الأمانة تعمل حاليا على مشاريع لجميع الأحياء، بشكل عام تشمل الإنارة وسفلتة الشوارع منها ما هو منفذ حاليا ومنها ما هو في طور التنفيذ لخدمة السكان، مؤكدا عدم تفريق الأمانة بين شوارع الأحياء العشوائية وغيرها في مدينة جدة.