سجل جسر الملك فهد أول من أمس، زحاماً شديداً في حضور المدير العام للجوازات اللواء سليمان اليحيى، الذي قام بزيارة للوقوف على مصداقية تقرير هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، حول الزحام الذي يعاني منه المسافرون عبر الجسر، حيث أقر بالزحام مطالباً بالبحث عن حلول لدى المسافرين. وأبدى اليحيى ضيقه من الزحام، مؤكداً البحث عن حلول له، والتي منها الاكتفاء بنقطة جوازات واحدة بالاتفاق بين المملكة والبحرين، إضافة إلى زيادة عدد الكبائن، فيما وعد الموظفين في جوازات الجسر بالنظر في مطالبهم، والعمل على توفير الإمكانات اللازمة لهم. وأوضح مسافرون إلى «الحياة» بأن زحام جسر الملك فهد أصبح معضلة حقيقية، يلزم الوقوف عليها بجدية، مطالبين بتكثيف الزيارات التفقّدية للمسؤولين على رأس موظفي الجوازات لحلها، للوقوف على تفاصيل المعاناة على مرأى منهم، حيث تعطّل سير الحركة لساعات، وتكدست المركبات رغم فتح المنافذ كافة ، والاستفادة من الطاقة القصوى للموظفين. فيما تبدو نبرة الموظفين في الجوازات «حزينة» تجاه مسؤوليهم، أملاً في النظر إلى مطالبهم، ومراعاة ضغوط العمل في ظل غياب التقدير لجهودهم المبذولة. وتمنى محمد الزعبي (أحد المسافرين التقته «الحياة» أول من أمس)، أن تكون الزيارة التي أجراها مدير عام الجوازات تهدف إلى وضع حلول حقيقية، تؤثر في أرض الواقع، حتى يستعيد المواطنون ثقتهم في موظفي الجوازات. وقال: «لم أرَ سابقاً خلال سفراتي الكثيرة كابينة للجوازات فيها موظفان اثنان كما هي مصممة لذلك»، وأضاف «كلنا نعلم أن هناك أنظمة داخلية، تقوم على التنسيق بين الموظفين، للعمل ثمانِ ساعات كاملة بالتناوب، إذ يقوم الموظف الواحد بالعمل أربع ساعات متتالية، ليأتي زميله في إكمال (مناوبته). وقال: «المشكلة ليست في المسارات أبداً، فالمسارات في الجانب البحريني مماثلة، ولا يحدث هذا التكدس الكبير». وأردف «هناك موظفون لا يستحقون العمل في الجوازات لضعف إنتاجيتهم، ولما يعاملون به المسافرين من جفاء»، مرجحاً السبب في ذلك إلى «أنهم لا يرون بأساً في انتظار المسافر بعض الوقت». فيما أشار صالح الصليح (مسافر)، إلى أن جوازات جسر الملك فهد «فقيرة في أعداد الموظفين بحسب ما نرى»، متسائلاً عن سبب «عدم فتح الطاقة الاستيعابية القصوى من الكبائن في المناسبات ونهاية الأسبوع وساعات الذروة»، وقال: «ما نراه كمسافرين هو عدد قليل من الموظفين، فيما يتجوّل ضابط الفترة بينهم، الأمر الذي أصبح معتاداً حيث نرى طوابير السيارات ممتدة لمئات الأمتار. وأشار إلى أن تعداد المسافرين يزداد سنوياً، إلا أنه لا يقابل بزيادة طاقة العمل في الجسر، أو زيادة الموظفين والإمكانات مما جعل المشكلة تتضخم إلى أن وصلت إلى ما يشبه «الكارثة» التي لا تحلها الوعود والتصاريح، إذ يبقى المسافر في المناسبات أو بسبب الأعطال إلى أكثر من 4 ساعات. واقترح تثقيف الموظفين على سياسة الحوار ومواجهة الجمهور لما في ذلك من مسؤولية مهمة، وانعكاس صورته لدى الغير. وطالب الصليح بالحد من تضييع الوقت، والذي أسماه «مراوغة» تستفزّ المسافر، ولا يجد ما يقال من اقتراحات على أرض الواقع. وانتقد صلاح عطية (مسافر)، الأسلوب الذي يتبعه موظفو الجوازات، في إطفاء «النور الأحمر»، وإغلاق السير في وجه المسافرين، مع الخروج في المسار، ومخاطبتهم بأسلوب الأمر، بالعودة إلى الخلف، أو الانتقال إلى مسارٍ آخر في ظل زحام شديد، دون توضيح أو شرح مبرر لذلك. وقال: «مجرّد تخطي الجوازات السعودية، نشعر أننا انتهينا من الجسر بأكمله»، معتبراً كبائن جوازات السعودية المرحلة الأصعب التي يمرّ بها المسافر عبر الجسر، إضافة إلى كثرة الأعطال في النظام، ما يفاقم مشكلة الانتظار، دون إيجاد حلّ بديل. وطالب بالوقوف على هذه المشكلة التي تتكرر في المنافذ السعودية، وأثرت سلباً عليها بالكامل. يذكر أن المدير العام للجوازات اللواء سليمان اليحيى، أقرّ الأول من أمس بوجود «زحام» في جوازات جسر الملك فهد، وأنهم في سعي مستمر لحلّ هذه الإشكالية، وذلك بعد تقرير أصدرته «نزاهة» أخيراً حول تذمر المسافرين، من ضعف الأداء، وقلة الكادر، ونصحتهم بسؤال المسافرين، للكشف عن مدى الارتياح عن الخدمات المقدمة، إذ أشار اليحيى إلى أنهم «مجاملون»، ولم يقوموا بإطلاعه على الحقيقة التي يبحث عنها من خلال زيارته التفقديّة، مطلقاً وعوده بأنه في صدد زيادة الكادر، وتقليل ساعات العمل، والقيام بأعمال تطويرية تضمن انسيابية العمل على أكمل وجه.