بكل المقاييس لم يكن مؤتمرًا صحافيًا عاديًا، بل حدث فني و«إبداع» أجبر الصحافيين جميعًا على الصمت المطبق والاستماع لمقطوعة موسيقية كلاسيكية ألّفها عبقريان قبل أكثر من 200 سنة. حدث ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد بالمتحف الوطني بالعاصمة التشيكية براغ، أول من أمس، وازدحم بالحضور بمن في ذلك موسيقيون وممثلون ومؤرخون، وبالطبع عدد كبير لمندوبي مختلف وسائل الإعلام الذين أطربوا قبل أن ينقلوا الخبر. القطعة الموسيقية تأليف مشترك بين المؤلف الموسيقي النمساوي الأشهر ولفقانق أماديوس موتزارت 1756 - 1791 والإيطالي أنطونيو سالييري 1750 - 1825. وكما أوضح مدير المتحف فإنها كانت في حساب الضياع لولا أن عثر عليها قبل أسبوعين فريق عمل بالمتحف في أرشيف وبعد التحقق والتبين تأكد أنها نسخة من عمل موسيقي مشترك عمره أكثر من 200 عام يعود للعملاقين الكلاسيكيين موتزارت وسالييري رغم ما يعرف على نطاق واسع أنهما كانا على منافسة شديدة وصلت إلى حد العداوة لدرجة اتهام سالييري بتسميم موتزارت الذي مات عن عمر لا يتجاوز 35 عاما. وكان فيلم «أماديوس» الذي صور سينمائيًا عام 1984 عن حياة موتزارت وحظي باهتمام واسع قد عمق من تلك الشائعة التي أول ما ظهرت في العاصمة التشيكية براغ، حيث عاش المؤلفان سنين من عمرهما. وكان الموسيقيان قد نجحا بفيينا، حيث ارتبطا ارتباطًا وثيقًا بالإمبراطور جوزيف الثاني إمبراطور الهابسبرغ الذي رفع من شأن موتزارت كما عين سالييري في وظيفة كبيرة بالبلاط. وفي حين تعتبر النمسا موتزارت عبقرية موسيقية اشتهر سالييري بأنه شخصية محورية ساهمت في تطوير فن الأوبرا التي أبدع في تأليف أعمال منها بالفرنسية والإيطالية والألمانية أواخر القرن الثامن عشر. وبينما اشتهر سالييري بكونه صديقًا لبيتهوفن وعدوًا لموتزارت عرف كذلك بأنه كان أحد أساتذة فرانز شوبرت وفرانز ليست.