تفاوتت آراء الخبراء الفنيين حول المواجهة المنتظرة بين الهلال والأهلي، وهناك من رشح الأخير للفوز عطفا على تميز الاوراق لديه، وآخرون استبعدوا حسم الثنائي السوري عمر السومة والبرازيلي كارلوس ادورادو للنتيجة، وأكد البعض أن صاحب الضغوطات يهدد صاحب الأرض لاسباب عدة وشدد المدرب السعودي الدكتور عبدالعزيز الخالد على أن الأداء الفني لطرفي نهائي كأس ولي العهد متقارب جداً عطفاً على ماقدماه في المرحلة الماضية هذا الموسم، وأشاد بقدرات لاعبي الفريقين وروحهما القتالية، وقال: "نتيجة المباراة ستذهب لمن يبذل جهدا مضاعفا وروحا عالية وتركيزا وانضباطا، والمباراة تعتبر تحديا بين فريقين من افضل الفرق في السعودية، ويبرز التحدي بمنطقة المناورة في ظل هذا التميز من خلال الضغط على حامل الكرة وانحصار اللعب بين لاعبي الوسط، كما تبرز المهارة والحلول الفردية والسرعة في الأداء والتحرك الايجابي من دون كرة وتنوع الهجمات، من المتوقع أن نشاهد تنافس ثنائي وتحدي في فرض الوجود وسنشاهد كثيراً مواجهات ثنائية بين دواردو ووليد باخشوين، وسلمان الفرج وتيسير الجاسم، وسعود كريري وفيتفا، ومعتز هوساوي وناصر الشمراني، وعمر السومة وكواك، ومنصور الحربي وياسر الشهراني، ومحمد جحفلي وسلمان المؤشر، وتوهج حراس المرمى ودورهم المؤثر في المباراة، ويتفق الجميع أن المقاييس الفنية متقاربة جداً عطفاً على ما يقدمه الفريقان هذا الموسم والروح القتالية، التي يلعبان بها ودور اللاعبين وقدراتهم الفنية العالية متى ما استطاع المدربان التوظيف بشكل مثالي يتوافق مع قدراتهم الفنية العالية ودور لاعبي الخبرة في الفريقين لعمل الإضافة الايجابية، لكن الواقع الفني على ارض الملعب يؤكد أن من يقدم الجهد والروح العالية والتركيز والانضباط سيكون هو الأقرب للفوز، وهناك عوامل أخرى مؤثرة قد تحسم المباراة لأي طرف، مثل أخطاء اللاعبين والمدربين وعدم القراءة المثالية لأحداث المباراة، والتدخلات غير الموفقة، والاجتهادات العشوائية وقبل هذا وذاك توفيق الله سبحانه وتعالى". الخطر في العرضيات وأضاف: "الأهلي متحفز للعودة لملامسة الذهب من جديد، مسيرته هذا الموسم رائعة وأداؤه رائع، تكامل في منظومة العمل الاحترافي ومثلث النجاح مثالي فعلا على المستوى الإداري والفني والعناصر المميزة على الرغم من تراجع الأداء والنتائج في بعض جولات الدوري والضغوط على المدرب بعدم إشراك بعض اللاعبين والاستمرار بمنهجية واحدة، سيلعب السويسري غروس بطريقة4-5–1، وسيستفيد من القدرات التهديفية لعمر السومة وعرضيات منصور الحربي وسلمان المؤشر ودور تيسير الجاسم وفيتفا وماركينهو في صناعة اللعب، والزيادة العددية في الشق الهجومي، والتصويب من خارج المنطقة من الكرات المتحركة والثابتة، مع عودة الجميع لوسط الملعب في حالة خسارة الكرة مع الاعتماد على القدرات الفنية الدفاعية العالية لدى باخشوين للقيام بالمهام الدفاعية، وتغطية ظهيري الجنب يغلف ذلك كله الروح الجماعية والقتالية التي يلعب بها الفريق، ويمتلك "الأخضر" عناصر عدة للتفوق أبرزها الاستمرار في الأداء القوي والتصاعدي والعمل الفني والجماعية الواضحة، الروح العالية والقتالية والتنظيم الجيد في أداء الفريق، دور غروس في تأكيد بصمته الفنية ومنهجيته الاحترافية، التوازن الدفاعي والهجومي والدور المثالي للاعبي الوسط في ربط خطوط الفريق والتغطية الدفاعية الجماعية وتنفيذ الهجوم الفعال بأكثرية عددية، الحلول الفردية في التسديد البعيد من الكرات المتحركة والثابتة، عودة المسيليم للتألق من جديد وإعطاء الاطمئنان للفريق، القوة الضاربة في مثلث الحربي وماركينهو والمؤشر". اللعب بواقعية واستطرد الخالد قراءته الفنية لحال الأهلي بقوله: "لكن هناك سلبيات واضحة لدى الفريق، أبرزها الضعف والإهمال في العمق الدفاعي وعدم الإجادة في الرقابة والأخطاء المتكررة، الضغط النفسي الكبير على اللاعبين والمطالبات الجماهيرية، ضعف الجانب الأيمن في الحالة الهجومية والدفاعية وعدم وجود مساندة للزبيدي، وإذ ما أراد الاهلي المحافظة على لقبه فهو مطالب بأمور عدة من بينها اللعب بواقعية واحترام المنافس والاستمرار على التنظيم الجيد المتوازن، ومراقبة مفاتيح اللعب في الهلال ادواردو والفرج والشهراني والزوري، والاستفادة من قدرات فيتفا والجاسم، والمهارة العالية في الاختراق من العمق، والقدرة الهجومية للمؤشر بمساندة الحربي، والاستفادة من العرضيات المثالية للهداف الكبير السومة، وتكثيف منطقة الوسط خاصة المحور الدفاعي، وعدم اندفاع ظهيري الجنب، والدور المهم لإدارة الفريق في تهيئة الفريق من الناحية النفسية والمعنوية". ووضع الخالد الهلال تحت مجهره بقوله: "على الرغم من تحقيقه بطولتين هامتين في ختام الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي والتألق في القسم الأول من الدوري، إلا انه مع انطلاق القسم الثاني لم يقدم الأداء المعروف عنه على الرغم من وصوله وبجدارة للنهائي الكبير إلا أن العطاء لايزال اقل بكثير من المستوى المأمول لجماهيره، وللعب تحت الضغط دور في ذلك وتراجع أداء غالبية اللاعبين بشكل يضع أكثر من علامة استفهام، وربما يلوم البعض المدرب اليوناني دونيس على الرغم مما يقدمه من عمل لافت للنظر من خلال التعامل باحترافية عالية وانضباطية واضحة والتعامل بمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص للجميع، وربما اللوم في اختيار التكتيك الذي يناسب قدرات اللاعبين والتعامل مع جميع المباريات بنفس الأسلوب بغض النظر عن قوة ونوعية أداء المنافسين، طريقة الهلال 3-6-1، ويعمد فيها المدرب إلى أسلوب تفعيل الأطراف مع قيام كريري بدور المحور الدفاعي ومساندة الدفاع وتغطية ظهيري الجنب، وتحرك لاعبي الوسط جماعيا وصناعة اللعب والتوغل في الثلث الهجومي والوصول للمرمى، والاعتماد على ناصر الشمراني وكارلوس ادواردو في الهجوم ودور ياسر الشهراني وعبدالله الزوري في الأطراف مع قيام محمد جحفلي وردريغو ديغاو بدور ظهيري الجنب في الحالة الدفاعية، والعناصر التي من شأنها أن ترجح كفة الهلال هي امتلاكه ثقافة عالية في التعامل مع النهائيات ومباريات الحسم، والخبرة الدولية لدى بعض عناصر الفريق، والقوة الهجومية في الاطراف، وتواجد الشمراني ومتابعة هداف الفريق ادواردو، والرغبة في مصالحة الجمهور ومسح الصورة الباهتة التي يقدمها الفريق في الوقت الراهن، والحضور الجماهيري المتوقع والتأثير الايجابي، على الطرف الآخر فإن سلبياته ونقاط ضعفه هي تراجع المستوى الفني وتذبذب المستوى بشكل عام، والإهمال في التغطية الدفاعية وعدم فرض الرقابة اللصيقة على المهاجمين، والمبالغة الهجومية لظهيري الجنب وترك الفراغات خلفهم والفردية الواضحة من بعض اللاعبين، والاستعجال في الأداء والأخطاء في التمرير وعدم التركيز امام المرمى، وغياب الميدا اللاعب المؤثر صاحب التحركات الايجابية". التهيئة أولاً واختتم حديثه عن الهلال بقوله: "إذا ما أراد حسم المباراة لمصلحته فعليه تهيئة اللاعبين بعيدا عن الضغوط النفسية واللعب بتوازن دفاعي وهجومي، والتحرك كمجموعة في الشق الدفاعي والهجومي، وتقارب الخطوط وعدم المبالغة في الاندفاع الهجومي، ومراقبة مفاتيح اللعب في الأهلي "تيسير وفيتفا والمؤشر والسومة"، واللعب الجماعي والتحرك الايجابي دون كره للتحرر من الرقابة المتوقعة وعمل المساندة، واللعب بأسلوب 4-5-1 للعمل على امتلاك منطقة المناورة والاستفادة من الإمكانات المهارية للاعبي الوسط المتميزين العابد والدوسري والفرج وادواردو والشلهوب". ووجهة الخالد رسالة للفريقين وجماهيرهما قال فيها: "اليوم لقاء قمة حقيقية يكفي أن طرفيه الأهلي والهلال، الجميع يتوقع الإثارة، وهذه فرصة لنا كرياضيين ومحبين لكرة القدم أن نقدم الوجه الحسن للرياضة وللتنافس الشريف، هي دعوة للتسامي بعيداً عن التعصب والمبالغة، لكونها كرة قدم لا أكثر، احلم بمثالية في الأداء وحماسة وتحدياً ورجولة وفروسية ومنافسة شرسة تغلفها الروح الرياضية بين اللاعبين، نبدأ بالسلام وننهي بالسلام والتهنئة بعيداً عن التشنج، وللجماهير شكراً على الحضور ولكن اجعلوها كرنفالا جميلا في التشجيع المثالي بعيداً عن الأشكال المقززة أوالألفاظ الجارحة أو المبالغة في حال الفوز أوالخسارة، احلم بالجماهير كل الجماهير الحاضرة وهي تشجع الفريق الفائز عند استلامه الكأس من راعي المباراة، صعبة نعم لكن ليست مستحيلة". نخبة نجوم الوطن وأكد المدرب الوطني خالد القروني ان لقاء الهلال والأهلي يعتبر قويا جدا بينهما، ولقاء كبيرا لفريقين يملكان نخبة نجوم الكرة في المملكة، وقال: "نقاط القوة والضعف بالفريقين، تتمثل في طريقة لعبهما فهما يعتمدان على اللاعبين ذوي النزعة الهجومية، على حساب منطقة الوسط، ففي الأهلي الثلاثي ماركينو وفيتفا لايقومون بالجانب الدفاعي، والحال ينطبق على الهلال الذي لديه الثلاثي ادواردو والفرج والعابد يهاجمون ولكنهم لايعودون للدفاع، وكل هذا بحثا عن التسجيل، والفريقين يملكان نخبة من النجوم واغلب اللاعبين يعتبرون مفتاح لعب، ويبقى السومة وادوراردو الأبرز، واتوقع ان غروس سيبقى على فيتفا او ماركينو على دكة البدلاء مع الزج بلاعب محور مع وليد باخشوين، كذلك الهلال ربما يفاجئ الأهلاويين بلاعبين لم يشاركو اساسيا في المباراة الماضية، وكل التوقعات مفتوحه، فالأهلي يبحث عن الحفاظ على اللقب، وكذلك الهلال يعلم جيداً قوة منافسه، وهناك قراءة متأنية من قبل المدربين لنقاط الضعف والقوة لكليهما، فتجد دونيس منح ديقاو وسالم الدوسري الفرصة في اللقاء الماضي أمام التعاون، كذلك غروس زج بمهند عسيري وفيتفا في لقاء النصر، وهذه المواجهة تحديدا لها حسابات خاصة جدا". وعن اللاعب الذي بإمكانه ان يحسم الذهب لفريقه، قال: "في مثل هذه المباريات ربما تحسم من قبل لاعب خارج حسابات الفريقين، فمن الطبيعي ان يركز المدربان على لاعبين معينيين ويظهر لاعب ويخطف النجومية، فمثلاً ناصر الشمراني ونواف العابد من الهلال ومهند عسيري وتيسير الجاسم ربما يكون لهم دور في حسم المباراة". وحول توقعه لنتيجة المباراة؟ قال: "اتوقع ان تنتهي بالوقت الاصلي بفارق هدف لاحد الفريقين، على الرغم اننا جميعاً نعلم ان مباريات الكؤوس لايمكن التوقع فيها". احذروا ضعف الرقابة وحذر المدرب السعودي بندر الأحمدي الهلاليين من بطء الارتداد الدفاعي وضعف الرقابة اللصيقة في الكرات الثابتة، كما نبه الأهلاويين إلى أن لعب الدفاع على خط واحد من شأنه أن يكلفهم نتيجة المباراة ولقب كأس ولي العهد، وقال: "الهلال سيلعب مع اليوناني دونيس بطريقته المعروفة 3-6-1، دفاعياً تصبح خمسة مدافعين وأربعة لاعبي وسط ومهاجم واحد، وفي حالة الهجمة تتحول إلى 3-4-3، والهلال يعتمد دفاعياً على إغلاق المناطق الخلفية بأكبر عدد من اللاعبين وبالتحديد بتراجع ظهيري الجنب ومحور الارتكاز للمساندة، بينما يفضّل دونيس في الجانب الهجومي تواجد رأس الحربة بين قلبي الدفاع بشكل دائم، وتحقيق الزيادة العددية في منطقة الجزاء، وعادة مايزج بأكبر عدد من المهاجمين في آخر دقائق المباراة". وأضاف: "على الطرف الآخر فإن الأهلي يتوقع أن يلعب بطريقة 4-1-4-1، في حالة الدفاع 4-5-1، وعند الهجمة تصبح 3-1-3-3، الأهلي يعتمد دفاعياً على طريقة الدفاع كمنظومة وهو ماجعله الاقوى دفاعياً على مستوى الدوري ولا يعتمد على الأفراد الا في المواجهات الثنائية أو الرقابة، أما في الجانب الهجومي فالسويسري غروس يعتمد على تواجد المهاجم السوري عمر السومة وحيداً في المقدمة وتأتي المساندة من اليوناني فيتفا والبرازيلي ماركينيو وسلمان المؤشر وتيسير الجاسم، ولكنها لا تنفذ بالشكل السريع والمتكرر". الاختراقات سلاح الهلال وحول نقاط القوة في الفريقين قال: "الهلال يتميز بالاختراقات ومتابعة الكرة الثانية وهو الدور الذي يؤديه البرازيلي ادواردو بشكل جيد، الأزرق يصل أيضاً إلى ملعب المنافس بسرعة متناهية، بالإضافة إلى تكرار التواجد بكثافة عددية في الثلث الهجومي، أما الأهلي فيعتمد على الجهة اليسرى كمنطلق لهجماته، ويتميز أيضاً بالحلول الفردية لدى لاعبي وسطه، ويجيد الأهلاويون التعامل مع الكرات الثابتة من خلال السومة وماركينهو". واستطرد "هناك أسماء في الفريقين بإمكانها عمل الفارق وحسم اللقب، فالهلال لديه ادواردو ومحمد الشلهوب وديجاو، أما الأهلي فيمتلك السومة والمؤشر وفيتفا، والشيء بالشيء يذكر فإن هناك نقاط ضعف في الفريقين، فالهلال يعاني من بطء الارتداد الدفاعي، وضعف الرقابة اللصيقة في الكرات الثابتة، أما الأهلي فيعاني في التحضير والبناء والاستحواذ العرضي، كما ان هنالك خطورة يواجهها بلعب مدافعيه على خط واحد". وواصل الأحمدي قراءته الفنية للنهائي بقوله: "التفكير في النهائي والضغوطات الجماهيرية تسببت في تعثر الفريقين بآخر جولة في "دوري عبداللطيف جميل"، وربما يتكرر "سيناريو" العام الماضي في النهائي، شخصياً أتوقع فوز الأهلي باللقب".