كتب- عبدالمجيد حمدي: العلاج بالأعشاب أصبح مهنة من لا مهنة له .. ووسيلة للدخلاء وغير المختصين للنصب والتجارة بآلام المرضى عبر إعلانات تملأ صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي لعلاج الأمراض المزمنة مثل السرطان والصدفية والسكري وضغط الدم وأمراض القلب وفيروس سي . ودعا عدد من الأطباء إلى ضرورة العمل على التصدي للظاهرة وحذروا من تأثير تناول بعض الأعشاب مجهولة المصدر والتي لم تخضع للتحليل والبحث العلمي على صحة المرضى ، حيث تتسبب في تدهور الحالة الصحية لبعض المرضى. ورفضوا الفهم الخاطئ للطب البديل والتداوي بالأعشاب على أنه استغناء على الأخذ بأسباب التقدم والتطور العلمي الذي تجسد في ظهور أدوية لكل داء. وأشاروا إلى أن هناك حالة من العشوائية في استخدام بعض الأعشاب لأمراض الضغط أو القلب أو السيطرة على معدل السكري بالجسم، لافتين الى أن كثيرا من الأعشاب التي تحظى بإقبال كبير ونسبة بيع عالية ثبت عدم فائدتها بعد إجراء دراسات وأبحاث طبية عليها . ودعوا لوضع ضوابط للترخيص لممارسي هذه المهنة من المتخصصين الدارسين وليسوا من الهواة. وأكدوا أن بعض الأعشاب الطبيعية التي تستخدم للعلاج باتت منتشرة في الكثير من محلات العطارة ويتم استخدامها من قبل البعض بناء على تجارب سابقة لأشخاص آخرين . وأشاروا الى أن ما يصلح لحالة قد لا يصلح لحالة أخرى لأن مثل هذه الأعشاب لم تخضع للتجارب الكافية كما أنه ليس كل جسم مثل الآخر حتى لو كانت أعراض المرض واحدة بل لابد من استشارة الطبيب في جميع الأحوال قبل استخدام هذه الأعشاب. وأكدوا أنه قد يكون هناك نوع من الأعشاب غير الضارة على الإطلاق ويتم استخدامها من قبل بعض الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة مثل السكري وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب الذي قد يقوم بتعديل جرعة الأدوية وليس وقف الأدوية على الإطلاق. د.محمود زرعي: استشارة الطبيب ضرورية قبل تناول الأعشاب يقول الدكتور محمود زرعي، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بمؤسسة حمد الطبية : العالم العربي ليس لديه خبرة كافية في الأعشاب الطبية فلم تخضع للأبحاث والتحليل لتحديد التأثير والآثار الجانبية . وأضاف: لذلك ننصح بعدم تناول أي تركيبات عشبية دون استشارة الطبيب وتكون بجوار الأدوية التي يتناولها المريض دون وقفها على الإطلاق بل إنه من المهم جدا استشارة الطبيب في هذا الشأن لأنه ربما يقول بتغيير جرعة الدواء التي يتناولها المريض. وطالب بالابتعاد تماما عن الأعشاب المصنعة .. وقال : لا ندري كيفية تصنيعها وهل تم إجراء أبحاث عليها أم لا وما هي آثارها الجانبية والتي ربما تؤدي الى تدهور في حالة المريض، أما الأشياء الطبيعية الخالصة فقد يكون لا ضرر من استخدامها. وأوضح أن العلاج بالأعشاب له علم وقوانين ودراسات يتم تدريسها في العديد من الجامعات الأجنبية ومن ثم فإن هذا العلم ليس مرفوضا بشكل عام ولكن لابد أن يخضع للمعايير العلمية المعترف بها. د.أحمد مصطفى: أعشاب كادت تصيب مريضاً بالعمى يشيرالدكتور أحمد مصطفى أخصائي ومدرب طب الأسرة الى أن الطب البديل أو العلاج بالأعشاب شيء معترف به منذ قديم الأزل وقد اعترف به أيضا الطب الحديث ويوجد في العديد من المراجع والأبحاث الطبية الحديثة ومن ثم فإن مسألة رفضه بشكل عام لا يمكن الجزم بها ولا نؤيدها ولكن لابد أن تكون فى إطار طبي مقنن من حيث إجراء الأبحاث والدراسات اللازمة على أي علاج عشبي قبل استخدامه إلا ما ثبت بالفعل أنه تم إجراء دراسات وأبحاث طبية عليه حتى لا يتحول الأمر الى عشوائية على أيدي غير المختصين والتجار الذين يروجون لأعشاب مجهولة المصدر لعلاج بعض الأمراض المزمنة دون سند علمي. وقال : استخدام العسل الطبي ثبت فائدته في علاج تقرحات القدم السكري ولكن هذا الأمر يتم من خلال أطباء ومتخصصين معروفين في هذا المجال. وأوضح أن عشوائية استخدام الأعشاب الطبية قد تتسبب في تدهور الحالات الصحية فإحدى الحالات كان من الممكن أن يفقد بصره بسبب استخدام بعض الأعشاب لعلاج التهابات العين. د.عثمان السعيد: بعض الأعشاب قد تسبب الفشل الكلوي يؤكد الدكتور عثمان السعيد مدير مستشفى عيادة الدوحة أنه لا يؤيد على الإطلاق اللجوء الى هذا النوع من العلاج في ظل التقدم العلمي والتطور في الأبحاث الطبية الذي يشهده العالم يوميا، لافتا الى أن الكثير من الأعشاب لها أضرار طبية غير معروفة ولم يتم التثبت منها وبالتالي فلابد من الحرص في هذا الأمر لأنه مجال غير مأمون على الإطلاق. وأوضح أنه يؤيد فقط استخدام الأعشاب التي ثبت عالميا أنه تم إجراء أبحاث طبية عليها وأن نتائجها معروفة في المجال الطبي فبعض الأعشاب التي توصف لإنقاص الوزن مثلا قد تتسبب في أمراض الفشل الكلوي ومن ثم الدخول في متاهة كبيرة وتفاقم في الوضع الصحي بشكل غير متوقع. وأوضح أن الغالبية العظمى من الأعشاب التي يتداولها البعض لم تخضع للدراسات والأبحاث الطبية وبالتالي فلابد أن يكون هناك حرص كبير في التعامل مع هذا النوع من العلاج فهناك كليات عالمية تدرس الطب البديل الذي أصبح علما له أصوله وقواعده.