بيروت: «الشرق الأوسط» لم تسلم منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، من سلسلة خروقات أمنية خلال الأشهر الستة الماضية، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها حزب الله في مناطق نفوذه وخطة الانتشار الأمني الرسمي التي دخلت حيز التنفيذ أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وبعد أن اهتزت منطقة الضاحية الجنوبية صبيحة 26 مايو (أيار) الماضي بانفجار صاروخين في منطقة مار مخايل، أسفرا عن سقوط جرحى وأضرار مادية، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة بئر العبد داخل موقف للسيارات، وأدت إلى إصابة أكثر من 50 جريحا. وبعد أقل من 40 يوما، وتحديدا في 15 أغسطس (آب) الماضي، أدى تفجير سيارة مفخخة في منطقة الرويس، على بعد 300 متر عن تفجير بئر العبد، إلى مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين. وتبنت التفجير مجموعة مجهولة باسم «سرايا عائشة أم المؤمنين»، وقالت إن التفجير «رسالة إلى حزب الله بسبب قتاله إلى جانب النظام السوري في المعارك ضد مقاتلي المعارضة». وفي التاسع عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استهدف انتحاريان، أحدهما بسيارة مفخخة، مقر السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن، غرب الضاحية. وتبنتهما جماعة جهادية معروفة باسم «كتائب عبد الله عزام» مرتبطة بتنظيم القاعدة، هددت باستمرار عملياتها حتى انسحاب عناصر حزب الله من سوريا وتحرير عدد من عناصرها المعتقلين في لبنان. وتبين لاحقا أن الانتحاريين، أحدهما لبناني والثاني فلسطيني، من المقربين من مجموعة الشيخ السلفي المطلوب للعدالة أحمد الأسير. وأسفر التفجيران عن سقوط 23 قتيلا، أبرزهم المستشار الثقافي بالسفارة وأحد قادة حزب الله الأمنيين، إضافة إلى 150 جريحا. وفي الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اغتيل حسان اللقيس، القيادي في صفوف حزب الله والمقرب من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بإطلاق الرصاص عليه في موقف المبنى الذي يقطنه في محلة الحدث، في ضاحية بيروت الجنوبية. وبينما اتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله، توعد نصر الله في 21 ديسمبر إسرائيل بالرد على اغتيال اللقيس «في أي مكان في العالم»، على حد تعبيره.