تزامن تعاقد اتحاد الكرة في المغرب مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار مع جدل حول التقرير المالي للجامعة الذي لم يتم توزيعه على الصحفيين إبّان الندوة الصحفية التي خصصت لتقديمه، كما لم يتم نشره على الموقع الرسمي للجامعة أو نشر تفاصيله الكاملة في بلاغ صحفي، إذ اكتف القائمون على الجامعة بنقل الأرقام شفويًا في الندوة. الأرقام التي كشفها أوّل تقرير مالي للجامعة في عهد الرئيس فوزي لقجع خلال الأسبوع الماضي، لا تزال تثير الجدل في المغرب حول حجم الأموال التي تصرفها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إذ بلغت في ظرف عام ونصف حوالي 850 مليون درهم، أي 87 مليون دولار، لا سيما أن قيمة المداخيل تبقى أقل من قيمة المصاريف. وجاءت تفاصيل هذه المصاريف: صرف مبلغ 239 مليون درهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2014، ثم مبلغ 611 مليون درهم ما بين يوليو/تموز 2014 إلى يونيو/حزيران 2015. بينما في خانة المداخيل تم تسجيل 544 مليون درهم خلال السنة الرياضية الأخيرة، أن أي العجز خلال 12 شهرًا بلغ 56 مليون درهم (5,7 مليون دولار). وفيما تم تعيين الفرنسي رونالد براتب 600 ألف درهم شهريًا (أي 61 ألف دولار)، وهو راتب يعدّ من بين الأعلى في القارة الإفريقية، وقبله كان بادو الزاكي ينال شهريًا 500 ألف درهم (أي 51 ألف دولار)، يرى المغاربة أن الكرة في بلادهم لم تنتج خلال السنوات الأخيرة غير الخيبات، إذ لم يتأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم منذ 1998، ولم يفز بكأس إفريقيا سوى مرة وحيدة عام 1976. وفي الوقت الذي تتعدّد فيه مصاريف اتحاد الكرة في المغرب، وتشمل تكاليف المنتخبات الوطنية وما يتبع ذلك من أجور اللاعبين والمدربين والرحلات، والدعم المخصص لأندية الأقسام الوطنية، وتجهيز الملاعب، وأجور الموظفين وأعضاء اللجان، فإن مداخيل الجامعة تأتي من منافذ متعددة منها الصندوق الوطني لدعم الرياضة والعقود الإشهارية وحقوق البث التلفزيوني ودعم مباشر من الدولة وبعض المؤسسات العمومية. ولا يمارس البرلمان المغربي أيّ رقابة على مصاريف جامعة الكرة، كما لم يتم استدعاء رئيس الجامعة لمساءلته بالبرلمان حول طبيعة تسيير الجامعة التي تترّبع على عرش الدعم المالي المخصصّ للجامعات الرياضية، في بلد أعلن انطلاق الاحتراف في بطولته الوطنية، ونظم مؤخرًا دورتين من كأس العالم للأندية، وكان قريبًا من تنظيم نهائيات كأس العالم. "إذا لم يكن النقاش المثار حاليًا مثبتًا بوثائق وحجج تثبت وجود اختلالات في التقرير المالي للجامعة، فسيكون شعبويًا، لأن مصاريف الجامعة كثيرة للغاية" يقول منصف اليازغي، باحث في المجال الرياضي، مستدركًا بأن المصاريف تبقى مرتفعة مقارنة بما كان يصرف خلال فترات رؤساء الجامعة السابقين، ومقارنة بمصاريف اتحادات الكرة في دول شمال إفريقيا، لكنها تبقى في المجمل عادية مقارنة بحجم المصاريف. ويضيف اليازغي في تصريح لـCNN بالعربية أن أجر المدرب الوطني يبقى منسجمًا نوعاً مع كتلة الأجور في الدوري المحلي، إذ توجد فرق تؤدي مبلغ 20 ألف دولار لمدربها، بيدَ أن الخطأ حسب قوله هو عدم نشر التقرير المالي في موقع الجامعة لتمكين الرأي العام من الاطلاع على كل تفاصيله، معتبرًا أن المصاريف الكثيرة لا يجب ربطها بضرورة تحقيق إنجازات، ما دام تأهيل الرياضة أمرًا مطلوبًا حسب قوله.