فرضت ميليشيا الحوثيين وحليفهم الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، التجنيد الإلزامي على المدنيين في عدد من مديريات إقليم تهامة، وإرغام المواطنين تحت تهديد السلاح لخوض تدريبات عسكرية تتجاوز 72 ساعة، تمهيدا لإرسالهم إلى جبهات القتال تحت شعار «يوم النفير» التي أطلقته الميليشيا. وركزت الميليشيا على أبناء مناطق جنوب محافظة الحديدة منها «الدريهمي، والزرانيق، وبيت الفقيه»، إضافة إلى المناطق الشرقية التي تقع تحت سيطرة الميليشيا والحرس الجمهوري، فيما توعدت الميليشيا المتخلفين عن الالتحاق والاستجابة للنداء الوطني حسب مزاعمهم، بالسجن ودفع الغرامة المالية لتقاعسه عن أداء المهام القتالية، الأمر الذي دفع بعدد من المواطنين للفرار من منازلهم وترك ذويهم خوفا من عملية القتل المباشر في حال رفضهم مطالب الحوثيين بالانخراط في الأعمال العسكرية. وبالتزامن مع فرض الميليشيا أعمال التجنيد على المواطنين، شنّت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة سلسلة من الهجمات النوعية على مقار رئيسية، وأخرى جهزت لتدريب أفراد الميليشيا، في رد سريع على إخضاع المواطنين وإكراههم على الالتحاق بالوحدات العسكرية، كما استهدفت المقاومة وفقا للمكتب الإعلامي في إقليم تهامة، أفرادا تابعين للميليشيا في أحد حواجز التفتيش في حارة البيضاء خلف الأمن السياسي بمدينة الحديدة. وتوعدت المقاومة الشعبية في الإقليم، الميليشيا برد قوي على انتهاكاتها المتتالية وخطف صغار السن والذين لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما، والزجّ بهم في الجبهات، باستهداف قياداتها الرئيسية في الإقليم، إضافة إلى تفجير الإدارات الحكومية والتي حولتها الميليشيا إلى ثكنات عسكرية في محاولة تمويه طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية من استهدافهم. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني يرصد كل التحركات العسكرية للميليشيا في المناطق التي تسيطر عليها، وتقوم بإرسال كل المعلومات للقيادة العليا العسكرية للتعامل معها وإصدار الأوامر بما يتوافق وخطة الجيش المعتمدة بالتنسيق مع قوات التحالف العربي. وأشار المصدر إلى أن ما تقوم به الميليشيا مخالف لكل الأعراف الدولية، والتي تجرم إقحام المواطنين وصغار السن في المعارك المحلية بين الأطراف المتنازعة، وسنّت في ذلك قوانين تكفل حماية هؤلاء من تلك العلميات، إلا أن ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح لا يعترفون بأي مواثيق محلية أو دولية في هذا الجانب. في سياق متصل، طوقت المقاومة الشعبية في مديرية عتمة بمحافظة ذمار «قلعة القشلة» أحد المباني الرئيسية الحكومية، بعد أن اقتحمتها ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح، ونصبت المقاومة نقاطًا أمنية في المنافذ والجبال المحيطة بالمبنى، تحسبًا لأي تحركات جديدة والتصدي لبعض الجيوب الحوثية الفارة من مواقع وجبهات القتال، وذلك بعد أن خاضت المقاومة الشعبية معارك عنيفة في أغسطس (آب) من العام الماضي، نجحت من خلالها طرد الميليشيا وحليفهم علي صالح. وفي جبهة «تعز، لحج» قال صدام الحريبي، الناطق الإعلامي للمقاومة في الجبهة، إن هناك ثلاث جبهات مشتعلة في الوقت الراهن تتمثل في «جبهة الغبيطة، والشريج، وحيفان» والتي تهدف المقاومة من خلال هذه الجبهات الدخول إلى مدينة الراهدة وتنطلق باتجاه الحوبان، لافتا إلى أن هناك تقدما ملحوظا للمقاومة، فيما سيطرت المقاومة في جبهة حيفان على ثلاث جبال رئيسية، «جبل الريامي، والحزب»، وهناك معارك قوية تخوضها المقاومة حول «جبل الهتاري» والذي بسقوطه تسقط منطقة العبوس. وأضاف الحريبي أن الجيش في جبهة كريش، تمكن بالتعاون مع المقاومة الشعبية من السيطرة على منطقة الحويمي، والتي من خلالها فقدت الميليشيا الكثير من أفرادها الذين سقطوا قتلى تتجاوز أعدادهم العشرات، نقلهم الجيش إلى مواقع آمنة احتراما للموات بخلاف ما تقوم به الميليشيا بعمليات تشوية الموتى. وفي الجبهة الغربية من ناحية منطقة حصيب، أكد الناطق الإعلامي، أن المقاومة تتقدم تدريجيا بنحو 4 كيلومترات في العمق، مرجعا تباطؤ التقدم في المنطقة لعدة أسباب من أبرزها وجود الأحياء السكنية، وانتشار القناصة بشكل كبير على أسطح البنايات، إضافة إلى استخدام المدفعية من قبل الميليشيا باتجاه المناطق السكنية.