حرص أهل جزيرة العربية على اقتناء العود منذ القديم، معتزين به كتراث عربي أصيل، حيث كانوا يقدمون الغالي والنفيس لاقتنائه، وكانوا يستقبلونه مع القوافل الآتية من الهند، فيما كانت القوافل التي تحمل البضائع غالية الأثمان تحظى بحراسة مشددة، تسمى في ذلك الوقت "العقيليات"، وهي مجموعة من الجمال تحاط بحراسة مشددة من فرسان ظهرت شجاعتهم في القتال والدفاع عن البضائع. وكان العود يحمل قديما مع الذهب والفضة وأنواع الحرير، وذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، حيث حرص سكان الجزيرة على إخفائه عن طريق الدفن في الأرض للحفاظ عليه وقت الحروب والقلاقل، كما كان يخفى لعشرات السنين ولا يظهر إلاّ في المناسبات الغالية على قلوب أهل الجزيرة. وتعد السعودية أكبر الأسواق في العالم استقبالا للعود، كما يعده السعوديون من أغلى الهدايا المقدمة فيما بينهم، حيث يصل حجم السوق حسب الإحصاءات إلى 15 مليار ريال، بزيادة سنوية تقدر بـ 15 في المائة. وقال لـ "الاقتصادية" راشد المواش أحد الباعة القدامى في أسواق العود، إنه يمتلك أنواعا من العود لا يعرضها في محله الخاص، بل يوصلها بنفسه الى طالب ذلك النوع من الزبائن، موضحا أن سعر كيلو العود الأزرق الخاص يبدأ من 80 إلى 100 ألف ريال، وأن أغلى ما يمتلكه في محله يصل سعره إلى 35 ألف ريال. وأوضح المواش، أن العود الأزرق لا يتوافر بكثرة في الأسوق، ولا يوجد إلا عند الباعة كبار السن، الذين يحتفظون به خارج محالهم، موصياً الزبائن باختيار البائع المناسب، صاحب الأمانة، بغض النظر عن اسم المحل أو الشركة الموردة، وذلك كون البائع هو الفيصل الوحيد في معرفة العود الأصلي من الصناعي الذي يسمى "العود المحسن". وبين، أن "العود المحسن"، عبارة عن بقايا العود الذي استخرج منه دهن العود، ويعاد إدارة تصنيعه الى أن يصل إلى درجة قريبة من العود الأصلي، الذي يصل عمر الشجرة فيه إلى مئات السنين، ويوجد في محميات في الهند تحظى بحماية من الدولة التي تعتبرة إحدى الثروات الطبيعة. من جهته، قال أبوصالح، أحد الباعة، الذي يصل عمره في سوق العود إلى أكثر من 35 سنة، إن أكثر الطلبات تركز على نوع المروكي الذي يرجع إلى جزيرة إندونيسية، كما يعد أفضل الأنواع على التوالي الكمبودي، الماليزي، الهندي، الجاوي، والمروكي.