لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا عندما نشرع في بدء تحليل مباريات الدوري، فإننا نبحث دائماً عن التكتيكات ونقاط الضعف والقوة في كل فريق، وفي كل مباراة، ونبدأ الفرز لنحلل إيجابيات وسلبيات الجولة.. ولكن عندما بدأنا نتابع مباريات الجولة 18 من عمر دوري الخليج العربي، كنا أمام حالة صعبة، فنحن أمام جولة ضعيفة وسيئة المستوى بكل المقاييس، وأصبح بحثنا عن إيجابيات خلالها كالبحث عن إبرة في كومة من القش.. وما أكثر القش في الجولة. المفاجأة الأبرز والأكثر قوة في الجولة كان ضعف المستويات، فعندما تدخل الدوريات منعطفها الأخير تزيد الإثارة وترتفع المستويات، ويخرج كل النجوم والمدربين أقصى طاقاتهم.. ولكن ذلك لم يكن موجوداً بصورة ظاهرة في الجولة 18، فصار تحليلنا وبحثنا عن الإيجابيات عملية تنقيب عن أي أخضر في صحراء جرداء لا تكتيك فيها ولا أداء. زعماء الصدارة الزعيم دخل للجولة 18 بنفس روح البحث عن حصد وجمع النقاط لمواصلة التربع على عرش الصدارة، وحل ضيفاً على فريق دبا الفجيرة الذي كان لتوه خارجاً من خسارة في الجولة الماضية أمام الجزيرة، ولكن العين قدم أداء باهتاً لا يليق بزعيم على الصدارة، في حين أن النواخذة قدموا اتستبسالاً دفاعياً جيداً، ووقفوا أمام طموحات العين طوال 90 دقيقة هي عمر المباراة الأصلي، لم يستطع فيها العين تسجيل هدف، رغم العديد من المحاولات التي باءت بالفشل.. وكانت المباراة في طريقها للتعادل المهم لصاحب الأرض والمعوق لمسيرة صاحب الصدارة. ولكن في آخر نفس من عمر المباراة، سجل إسماعيل أحمد هدفاً من كرة ضالة وضعها في المرمى، مقتنصاً نقاط المباراة لفريقه.. مباراة ليس فيها إلا تسديدات ولقطات باستوس، وتعنت العارضة والحظ معها، وتألق دفاعات وحارس مرمى النواخذة. على الطرف الآخر من الصدارة كان السيناريو نفسه مع الأهلي، ولكن بمستوى أقل من الفرسان عن الزعيم، فالأهلي نجح في اقتناص الفوز أمام الشارقة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع عن طريق موسى سو، ولكن الفرسان لم يكونوا الطرف الأفضل، وظهرت العشوائية كآفة في أداء الفريق، في حين قدم الشارقة مباراة دفاعية جيدة، استبسلوا من خلالها ونجحوا في السيطرة على مفاتيح لعب الفريق الأحمر. ربما خرج الأهلي بنتيجة المباراة، ولكنه لم يظهر بمستوى يليق بساعٍ لملاحقة الصدارة ومنافس على لقب دوري الخليج العربي. الإمبراطور ربما الوصل لم يكن سيئاً أمام الشعب، ونجح في تحقيق المراد بالفوز على أضعف فرق مسابقة الدوري نظرياً وعملياً، ولكن الفوز لم يكن معبراً بالكامل عن أحداث المباراة، والشعب كان أفضل أداء في كثير من أوقات المباراة، ورغم فوز الأصفر فلونه كان باهتاً أمام الكوماندوز. 10 فرق في دائرة الهبوط نظرياً! صراع الهبوط ارتفعت وتيرته في تحديد الهابط الثاني مع الشعب، وقد يعترض البعض باعتبار الشعب لا يزال في المنافسة ولم يهبط بعد، ولكن عملياً فالأمر شبه مستحيل والشعب صار هابطاً إكلينيكياً بالرغم من تحسن مستوى لاعبيه مؤخراً، ولكن لا تزال الخسائر قائمة بالرغم من الفوز في الجولة الماضية. وإذا اعتبرنا أن فرصة الشعب قائمة في البقاء فمعنى هذا أن 10 فرق نظرياً لا تزال في دائرة الهبوط. فالآن صار في المنافسة بدوامة الهبوط كل من الظفرة والشارقة والإمارات والفجيرة عملياً، ونظرياً فكل من هو تحت 30 نقطة لايزال في دائرة الخطر، وهو ما يجعل 10 فرق من الـ14 في دائرة الخطر.. أمر في غاية الغرابة! فكيف أنه بعد 18 جولة من عمر الدوري 9 فرق في جدول الدوري لم تحصد حتى 50% من نقاط المباريات الـ54، فمن أول بني ياس صاحب المركز السادس برصيد 26 نقطة وحتى الأخير كله راسب ولم يتخط الـ50% نسبة النجاح، بينما من بعد الوصل صاحب المركز الرابع برصيد 30 نقطة الكل في خطر.. نظرياً! النصر أمره عجيب غريب وعجيب أمر نادي النصر، ففي المباريات التي يجب أن يتألق فيها حيث اللعب مع الكبار المحفوظين تكتيكياً، يتعثر العميد ويظهر مبعثراً غير واضح المعالم التكتيكية ولا الرؤية الفنية. وبالتالي، يخسر العميد النقاط دائماً في المباريات الكبيرة، والتي هي تحديداً من تحدد المنافسين على الألقاب والمتصارعين على الصدارة، ولهذا السبب يظل النصر في المربع الذهبي بعيداً عن المنافسة الحقيقية على اللقب، وفي لقاء الوحدة في الجولة 18 ظهر بوضوح أن رؤية أغيري مدرب الوحدة للمباراة أفضل من حيث التشكيل والتغييرات، وحتى على مستوى الأداء الذي لم يكن رائعاً ولكنه كان كافياً، في حين إيفانوفيتش مدرب العميد لم يقدم أي رؤية فنية للمباراة ولا قراءة تكتيكية، فظهر الفريق مفككاً متقطع الأوصال ففاز العنابي وخسر العميد، قبل أيام من منافسات دوري أبطال آسيا التي من المفترض أن يتحضر لها النصر بأداء قوي يطمئننا ويطمئن جماهيره على المنافسة الآسيوية. العنابي على الطريق الصحيح فريق الوحدة رغم الأداء المهتز أحياناً، ورغم فقدان الكثير من النقاط بشكل غير مبرر أو منطقي أحياناً، يحسب له ولجهازه الفني بقيادة المدرب أغيري، دفعه بالعديد من العناصر المواطنة الشابة، وضخ دماء جديدة للكرة الإماراتية، بل والإصرار عليها وإكسابها خبرة المباريات، وهو ما يوحي أن العنابي يسير على الطريق الصحيح. هذا الأمر ربما يعود بالنفع في الموسم المقبل بعد صقل هؤلاء الشبان موهبتهم، ربما سيكون لفريق الوحدة شأن، وقد يوجدونه في المنافسة على اللقب في حال استمر الاستقرار الفني، وأبقت الإدارة على الجهاز الفني وعلى هؤلاء اللاعبين الشبان. العنابي دائماً وأبداً كان جزءاً من كبار دورينا، ولذلك فابتعاده عن الصدارة أمر يعد ضمن السلبيات التي تؤثر في المسابقة وتضعفها، شأنه شأن الجزيرة والوصل والنصر والشباب.. فعندما يضعف الكبار تقل المنافسة ويفتر المستوى العام. البيضة أم الدجاجة تراجع المستوى الفني يؤثر سلباً على المستوى الجماهيري، والعكس صحيح أيضاً، فغياب الجماهير يجعل المباريات دون طعم أو لون أو رائحة، والحقيقة أنه تاهت الحقيقة فصارت معضلة البيضة أم الدجاجة أيهما خرج للدنيا أولاً، فلم يعد واضحاً هل تغيب الجماهير عن المدرجات بسبب تراجع المستوى أم أن تراجع الأداء والملل في بعض وكثير من المباريات السبب في غياب الجماهير عن المدرجات؟! المهم والواقع أن الجماهير تغيب وبالتالي فدورينا ولاعبونا يفتقدون الدافع والمستوى يتراجع.. وهنا لابد من حل فوري للخروج من دوامة الملل وتقديم مستوى يليق بما يصرف على الأندية بأجهزتها الفنية ومحترفيها، وانتقالاتها وملاعبها لإغراء الجماهير بالتواجد في الملاعب.. لأن جمال كرة القدم في الجماهير!