×
محافظة الرياض

الشؤون الإسلامية تنظم دورة توعوية لمراقبي المساجد في محافظة الأفلاج

صورة الخبر

سافرتُ ذات مرّة قبل حوالى 20 سنة من الباحة إلى جازان برًّا، فإذا بسائق شاحنة يتقدَّمني بحوالى كيلومتر، يقود الشاحنة مختالاً ذات اليمين وذات اليسار، وكأنّني أشهد فيلم هيوليودي مثير ومرعب في الوقت نفسه، لأنّ الخط كان ضيّقًا آنذاك، واحتمال اصطدامه بمركبة فيها بشر أبرياء وارد جدًّا. لم يكن لديَّ تفسير للواقعة سوى أن صاحب الشاحنة لا يتعمَّد هذا العبث القاتل، وإنّما هو تحت وطأة مادة شديدة التأثير على العقل مثل المخدرات والمسكرات. ومن يومها أقسمتُ أن لا أرتاد الطريق إيَّاه برًّا، لأن فواجع (الصالحين) فيه مرعبة، فكيف بغير (الصالحين)!! وكعادتنا في التكتُّم، فإن مئات الحوادث التي وقعت في ذلك الطريق الموحش، وذهبت بأرواح مئات، أو ألوف الأبرياء موتًا أو إعاقة لم تُنسب يومًا إلى سائق (سكران)، أو (محشش)، بل تُطوى ملفاتها سرًّا دون إعلان الأسباب الحقيقية المفزعة. ويوم 2 فبراير نشرت هذه الصحيفة الغرّاء تصريحًا منسوبًا إلى العقيد فوزي الأنصاري (المتحدِّث الرسمي لإدارة مرور العاصمة)، يذكر فيه دراسة آلية تطبيق (فحص سنوي) على السموم التي يتعاطاها بعض سائقي الشاحنات، والنقل العام. والسبب هو الرغبة في الحدّ من الحوادث المرورية الناتجة عن تعاطي كثير من السائقين لمختلف أنواع المخدرات، والمؤثّرات العقلية، والتي تُعتبر من المسببات الأولية لكثرة الحوادث المرورية. مرة أخرى أذكر بأن الفاصل الزمني طويل، وطويل جدًّا بين الواقع والتطبيق! قبل 20 سنة رويتُ لكم ما رأيت! ولا بدّ أنّه لا يزال يتكرَّر منذ أمد، ولا (أكشن) عملي يُميِّز بين السائق (الخبيث)، والسائق (الطيّب)، بالرغم من كل سجل الحوادث المرورية (المفزع) عبر الشهور والسنوات. ولئن تأتي مُتأخِّرًا أفضل من الجمود، فإن المأمول أن تتحرَّك (اللجنة) التي أشار إليها العقيد، والمُمثَّلة من عدِّة جهات رسمية، وأن لا يطول بها العهد، ولا يتنازعها الخلاف، والإصرار على الرأي الواحد، فالقضية خطيرة ليست على الطريق وحده، وإنما بعد الطريق، أيّ على المجتمع كله، فالسكوت يُمهِّد لمزيدٍ من ترويج المسكرات والمخدرات، ودفع لضياع مزيد من الأنفس والأموال. فضلاً نحن في غنى عن مزيد من الآلام والمواجع!! salem_sahab@hotmail.com