فيروس الكبد الوبائي سي أو ج من أكثر الأوبئة انتشاراً في بلادنا، وليس هناك إحصائية دقيقة عن عدد المصابين به، وعموماً ليس هناك إحصائية دقيقة لدينا عن أيّ شيء رغم وجود إدارة مركزية للإحصائيات تأسست منذ عقود، وأياً كان الأمر فإنني فقدت العديد من الأحبة والأصدقاء الذين أرداهم هذا الوباء، وفي مقدمتهم زوجتي التي توفيت قبل عام ونصف بهذا المرض، والذي أصبحت بعد وفاتها أردد هذا البيت لابن النحاس ياترى هل عند من ظعنوا *** أنّ عيشي بعدهم كدّ وكدح وقد سعدت أخيراً حين قرأت عن اكتشاف دواء جديد لهذا الوباء باسم سوفوسبوفير (Sofosbuvir)، ولكن سعادتي تبددت حين قرأت تصريحاً لعالم مصري أميركي اسمه ريمون شينازي اشترك في الأبحاث التي أفضت إلى اكتشاف الدواء قال فيه: إنّ قلة البحوث التي أجريت في مصر على الحالات المصابة بالفصيل 4 الجيني للفيروس مقارنة بالفصائل الجينية الأخرى، تجعلنا لا ننساق وراء الإسراع في شراء هذا الدواء، هذا فضلاً عن ارتفاع سعره كما هو الحال في أيّ دواء جديد، وهذا يجعلني أتساءل ولو جدلاً عمّا إذا كانت لدينا بحوث عن الفصيل الجيني الموجود في بلادنا، وعن إمكانية استخدام هذا الدواء الجديد لعلاجه، وأكاد أجزم بأنّ البحوث عندنا كالإحصائيات لا وجود حقيقياً له، وياحسرتا على ذلك! وأكاد أجزم أيضا بأنّ وزارة الصحة لن تقدر على تأمين هذا الدواء للمصابين به إن ثبت أنه ناجع، وهي الآن غير قادرة على تقديم العلاج والدواء لكل مواطن، ولن تقدر على ذلك مهما كانت ميزانيتها إلا بتطبيق نظام التأمين الشامل لكل مواطن المفتقد حالياً.