نصحت منظمة الصحة العالمية الدول التي تكافح عدوى زيكا الفيروسية اليوم الثلاثاء بالتفكير في أساليب حديثة للتصدي للفيروس الذي ينقله البعوض بما في ذلك إطلاق بعوض معدل وراثيا وبكتريا لوقف فقس بيض الحشرات. وقالت المنظمة نظرا لضخامة حجم أزمة زيكا تشجع منظمة الصحة العالمية الدول المتضررة وشركائها على تكثيف استخدام الآليات القديمة والحديثة لمكافحة البعوض بوصف ذلك أسرع خط دفاعي. وأبرزت المنظمة تقنيات إطلاق ذكور عقيمة معالجة بالإشعاع من البعوض وهي تقنية ابتكرت بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وتجتاح عدوى زيكا الأميركتين وتنتقل أساسا بالبعوض من جنس ايديس ايجبتاي الذي وصفته منظمة الصحة في جنيف بأنه خطر إنتهازي شديد. ويرى كثير من العلماء أن عدوى زيكا مرتبطة بتزايد حالات صغر حجم رأس المواليد علاوة على متلازمة جيلان-باريه العصبية الخطيرة. وقالت المنظمة إذا ثبتت هذه العلاقة فستكون العواقب الإنسانية والاجتماعية على أكثر من 30 دولة رصدت حالات زيكا بها مدمرة. وتتصدر مكافحة مصدر العدوى بقدر الإمكان وهو البعوض الناقل للفيروس اهتمامات الصحة العامة لأن نفس الحشرة تنقل أيضا أمراض الحمى الصفراء وحمى الدنج والتشيكونجونيا. وفي حين أن رش المبيدات الحشرية يمثل جزءاً من المكافحة يقول خبراء المنظمة إنهم يوصون أيضا بالبحث عن أدوات أخرى بما في ذلك استنباط بعوض معدل وراثيا للحد من انتشار فيروس زيكا وفيروسات خطيرة أخرى ينقلها البعوض بالبرازيل. وتولت شركة اوكسيتيك الفرع البريطاني لشركة انتريسكون الأميركية للبيولوجيا التخليقية إنتاج هذه السلالة التي تم تحويرها وراثيا بحيث تهلك أنسال ذكور البعوض من جنس أيديس ايجبتاي قبل أن تصبح يافعة وقادرة على التكاثر. وأوصت المنظمة بإجراء المزيد من التجارب الميدانية لهذه التقنية بعد تحقيق نتائج ناجحة في هذا الصدد. ومن بين الخيارات الأخرى إطلاق ذكور البعوض العقيم من خلال الإشعاع وهو أسلوب استخدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمكافحة الآفات الحشرية في قطاع الزراعة. وهناك أسلوب آخر تستخدم فيه بكتريا من جنس ولباتشيا التي لا تصيب البشر لكنها تسبب عدم فقس بيض أنثى حشرة البعوض وقد استخدم نفس هذا الأسلوب في مكافحة حمى الدنج.