فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الجلسة التي كانت مقررة أمس، وللمرة الثالثة والعشرين منذ ما قبل الشغور الرئاسي في 25 مايو/ أيار الماضي وقبل 11 يوماً فقط من دخول هذا الشغور عامه الأول، وذلك بسبب فقدان النصاب الدستوري وهو 86 نائباً من أصل 128 بعدما حضر فقط 51 نائباً ما دفع رئيس المجلس نبيه بري لإرجاء الجلسة إلى الثالث من يونيو/ حزيران المقبل، في وقت جرت اشتباكات عنيفة بين جبهة النصرة وتنظيم داعش في جرود عرسال شمال شرقي لبنان. ونقل النواب عن بري خلال لقاء الأربعاء أمس قوله ليتفق الموارنة على اسم مرشح ونقف معهم، المهم أن ينزلوا إلى المجلس لانتخاب الرئيس ونحن معهم. تأخذ عليَّ بكركي أنني لا أدعو إلى جلسات يومياً للانتخاب، وقد يكون هذا السبب الذي يؤدي إلى التباعد بيننا، وردي هو أن للمجلس كرامة ولا يمكن دعوته من غير ان يلتئم، فليقولوا إنهم (الموارنة) اتفقوا وخلال ساعتين أدعو إلى جلسة. وعقد مجلس الوزراء جلسة مسائية أمس لاستكمال مناقشة بنود مشروع موازنة السنة الجارية، في وقت أكّد وزير المال علي حسن خليل أنّ رواتب وأجور موظفي القطاع العام البالغ عددهم نحو 225 ألفاً بين مدني وعسكري، مهدّدة بدءاً من نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تقر موازنة العام 2015 أو تفتح اعتمادات إضافية، وقال إنّ الاعتمادات المخصصة للرواتب والأجور لا تكفي حتى نهاية العام 2015، وأنّ ثمّة حاجة لاعتمادات إضافية تفوق 500 مليار ليرة بموجب قانون عن مجلس النواب. من جهة اخرى، شهدت جرود عرسال أمس اشتباكات عنيفة بين جبهة النصرة وداعش استعملت فيها الأسلحة الصاروخية والمدفعية، بعدما هاجمت النصرة حاجزاً ل داعش عند عمق وادي حميد، وقد امتدت الاشتباكات إلى بعد 4 كلم من حاجز الجيش اللبناني الذي أعلن كامل استنفاره وجاهزيته، ومنع أصحاب المقالع والمناشر من العبور إلى الجرود حفاظاً على مصالحهم فيها، واعترض مسلحون آخرون سبيل فاطمة نجيب الحجيري في جرود عرسال، وطعنوها بالسكاكين وسلبوها مبلغاً من المال. وفي الداخل نفّذ للجيش اللبناني عمليات دهم في باب التبانة في طرابلس بحثاً عن مطلوبين في ظلّ انتشار عدد من عناصره على أسطح المباني. كما نفّذ مداهمات لشقق يسكنها نازحون سوريون في أبي سمراء خاصة في منطقة الشوق وزيتون أبي سمراء وأوقف عدداً منهم، فيما قام بمداهمات أماكن سكن السوريين في الكورة، زغرتا والمنية واعتقل العشرات ممن لا يملكون أوراقاً قانونية. كما أوقفت قوى الجيش في مناطق البقاع الأوسط وعكار 77 شخصاً من التابعية السورية لدخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية وقيادة بعضهم سيارات ودراجات نارية من دون أوراق قانونية، وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم. وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس امس أن لبنان ليس مستودعاً لمهجري الحروب. وقال درباس، في كلمة له خلال افتتاحه امس المؤتمر السنوي لجامعة الحكمة بعنوان النازحون السوريون ومستقبل لبنان: التداعيات والتحديات: نحن لسنا مستودعاً لمهجري الحروب. فالمستودعات للبضائع وليست للإنسان. وأشار إلى أن المركب ناء بحمولة لا يتوقعها حتى شارف على الغرق، وتابع إلى متى يستطيع هذا الظهر الذي أصابته الهشاشة تحمل هذا العبء. في غضون ذلك، استهل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زيارته لموسكو بلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقر وزارة الخارجية أمس. وتناول البحث الوضع في لبنان وآخر تطورات الأوضاع في المنطقة. على صعيد آخر، استأنفت المحكمة الخاصة بلبنان جلساتها للاستماع إلى إفادة شهود الدفاع عن قناة الجديد ونائبة رئيس مجلس الإدارة فيها كرمى خياط في لاهاي.