سجلت أسواق المال في الإمارات في اليوم الأول لتعاملات العام الحالي، ارتفاعاً قياسياً لم تشهده منذ سنوات طويلة. ويشكل هذا الارتفاع أمس، استمراراً للانتعاش المحقق في الأسواق العام الماضي ازدادت خلاله مؤشراتها العامة إلى مستويات تخطت تلك المسجلة عام 2008. وحفلت أسواق المال الإماراتية عام 2013 بإنجازات قياسية تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من خمس سنوات، حققت معها القيمة الترسملية للسوق مكاسب بلغت 267.2 بليون درهم (نحو 72 بليون دولار) مقفلة على 646.2 بليون. وفاقت المؤشرات التوقعات، بحيث تصدر مؤشر سوق دبي قائمة أكثر الأسواق العالمية تحقيقاً للربحية بنمو نسبته 105.1 في المئة. في حين بلغت مكاسب سوق أبوظبي للأوراق المالية 61.82 في المئة ومؤشر سوق الإمارات المالية 68.41 في المئة. وفي ظل العام الحافل بالتطورات وفوز دبي بمعرض «إكسبو 2020» وترقية الأسواق إلى ناشئة ضمن مؤشرات «مورغان ستانلي»، إلى جانب النمو المتواصل في ربحية الشركات، تدفقت السيولة الأجنبية والمحلية على الأسواق منذ مطلع السنة، وارتفعت قيمة الصفقات المبرمة خلال 12 شهراً إلى 244.5 بليون درهم. واستمر هذا الدفع في الأسواق في اليوم الأول للتعاملات من العام الجديد، إذ ارتفعت سوق الإمارات المالية، وهي حصيلة سوقي أبوظبي ودبي أمس بنسبة 1.98 في المئة، لتكسب ما يزيد على 12 بليون درهم وهي أكبر زيادة في رسملة السوق منذ ما قبل أزمة المال العالمية، لتسجل القيمة الترسملية للأسهم المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي نحو 659 بليون درهم، بزيادة 12.86 بليون درهم عن التداولات الثلثاء الماضي، وهو اليوم الأخير في تداولات عام 2013. وارتفع مؤشر دبي 3.36 في المئة، بعدما سجل في فترات التداول زيادة فاقت 3.5 في المئة، ليكسر بذلك حاجز 3400 نقطة بارتفاع 108 نقاط ويقفل في نهاية التعاملات أمس على 3427.29 نقطة. وازدادت قيمة التداولات في السوق أمس إلى نحو 1.620 بليون درهم، وهو رقم لم تشهده السوق منذ العام 2008، وتُعزى هذه التداولات المرتفعة إلى تنفيذ 10659 صفقة تم فيها تداول نحو 903.5 مليون سهم. ونتج الارتفاع في سوق دبي عن الزيادة في أسعار أسهم المصارف بنسبة تزيد على 8 في المئة أمس، والشركات العقارية بنسبة 7 في المئة، وشركات الاستثمار، إذ ازداد سعر سهم «بنك دبي الإسلامي» بنسبة 12 في المئة ليغلق على 6 دراهم، وبنك «الإمارت دبي الوطني» بنسبة 4.72 في المئة ليسجل 6.65 درهم، و «تبريد» بنسبة 4.17 درهم بالغاً 2.5 درهم، و «إعمار» بنسبة 3.14 في المئة محققاً 7.88 درهم للسهم، و «دبي للاستثمار» بنسبة 2.81 في المئة مسجلاً 2.56 درهم. وعُزيت هذه الارتفاعات في سوق دبي إلى استمرار الزيادة الكبيرة المحققة العام الماضي، إذ توقع محللون ماليون أن تواصل السوق مسارها الصعودي خلال هذه السنة، مدعومة بحوافز تقوي قدرتها على تعزيز مكاسبها والعودة إلى مستويات ما قبل أزمة المال العالمية عام 2008. كما ارتفعت سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 1.61 في المئة، ليقفل المؤشر في ختام التداول على 4.359 ألف نقطة لتشكل القيمة الترسملية لسوق الأسهم المدرجة في السوق نحو 409 بلايين درهم. وجاءت ارتفاعات سوق أبوظبي أمس بدافع الزيادة في السوق عام 2013، لتسجل نهاية تداولات العام الماضي مستوى جديداً بلغ 4290 نقطة. ويعود الارتفاع في سوق أبوظبي بدرجة أولى نتيجة الزيادة في أسهم المصارف وشركة أبوظبي لبناء السفن، إذ ازداد سهم «بنك الشارقة الإسلامي» بنسبة 10.39 في المئة مسجلاً 1.7 درهم، وكذلك سهم شركة «أبوظبي لبناء السفن» بنسبة 9.29 في المئة مسجلاً 2.99 درهم، و «بنك أبوظبي التجاري» بنسبة 6.15 في المئة ليصل إلى 6.90 درهم، و «بنك أبوظبي الإسلامي» بنسبة 3.45 في المئة ليسجل 6 دراهم.