هنالك أربعة أهداف أولها توفير مياه نظيفة بتكلفة منخفضة جدا وثانيا توفير الطاقة المهدرة في إنتاج المياه حاليا وثالثا تطويع التقنية لتحقيق الهدفين الأول والثاني ورابعا وضع خطط استراتيجية وطنية أفضل على المدى الطويل متكاملة ومتناسقة مع باقي الخطط السكانية للمدن والمراكز الحضرية والصناعية والزراعية والمخططات وشبكات النقل والطاقه ومراكزها وتوزيعها بالشكل الأمثل. مع وجود خطة وطنية وتوعوية ومعلوماتية للمستهلك ومراكز القرار بهدف تحقيق الأهداف المذكورة. في غياب هذا يعد من المستحيل أن نتجنب أزمة قادمة تكون تكلفة معالجتها حالا أضعاف التكلفة الآنية. في مدينة لندن الباردة يستهلك الفرد مائة وستين لترا من المياه تقريبا بينما في الرياض الحارة معظم أيام السنة يستهلك الفرد ثلاثمائة وستين لترا يوميا تقريبا أى الضعف. لكن الإنجليز لا يوجد لديهم وضوء ولا أطباق بحجم الخروف ودهون وموائد حاتمية، كما أنهم لا يضطرون إلى سقيا المزروعات حتى في حدائق منازلهم لوجود أمطار. الخلاصة أن سكان الرياض تحيط بهم ظروف مناخية صعبة وكذا باقي المناطق الصحراوية من الخليج العربي والعالم. فلا يلاموا على ارتفاع الاستهلاك من الطاقة ومن المياه. ولكن لندرة المياه واستنزاف المياه الجوفية في العقود الماضية وبعد المصادر المائية مثل الخليج العربي عن الرياض لا بد من إعطاء موضوع المياه الأولوية في الخطط الاستراتيجية للمملكة. وأول هذه الأولويات تقنية المياه والتغيرات الحاصلة حاليا فيها والمتغيرات السريعة لعلنا نستعين بها في مواجهة التحدي. ظهرت تقنيات ستغير أساليب التغلب على فصل الأملاح عن الماء كما تفعل الكلية المعجزة أو أشجار القرم أو المانجروف ستخفض استهلاك الطاقة العالية حاليا وتجعل من بنى محطات تحلية معقدة بالتقنية القديمة. وإنتاج الأغشية القماشية المستعملة في فصل العناصر الكيميائية باستعمال تقنيات هندسة النانو والتي تعطي حاليا مخرجات بمعدلات تدفق منخفضة ومكلفة ومؤثرة سلبا على الإنتاجية. بتركيب أنابيب كربونية دقيقة جدا تخفض استهلاك الطاقة بشكل كبير وهنا أيضا تغيير جذري للتقنيات الحالية. كنا في زيارة لدولة أفريقية وشاهدنا تجربة حية أشاهدها لأول مرة لإنتاج غاز الميثان الطبيعي ولنظام فيه خزان كبير مجمع فيه الروث. وأعجبني أن هنالك برامج فعلية مطبقة صديقة للبيئة وتوصيل الغاز بأفران للاستعمال الفوري. وهذه ممكن أن تستعمل كوقود لخدمة المياه وتنقيتها في المناطق والمزارع الكبيرة وهذه لابد أن تكون بديلا لأنظمة تنقية المياه المستعمله للوقود. ويمكن حاليا استعمال تقنية الالتراسو ند أو الذبذبات الفوق صوتية عند التعامل مع أطيان الصرف الصحي ولفصل الغاز عن الماء عن المواد البيولوجية الأخرى في المخرجات في النظم وشبكات الصرف الصحي وهذا مستوى أعلى من التقنية مما ذكرته أعلاه. تقنية التناضح العكسي وهذه موجودة في المملكة بكثرة وهي حركة السائل بين غشاء نفاذ لسائل أقل كثافة إلى سائل أكثر كثافة وإنتاج ما يعرف بالطاقة التناضحية. قامت شركات مثل فيس بوك وبويتغ وبنك أوف أميركا وشركة سبرنت وجى بي مورغان ببناء مراكز كبيرة للمعلومات مستعملة التيار الثابت أو المستمر DC بدلا من التيار المتغير AC. السبب الرئيسي لهذا التغيير هو توفير الطاقة وتكاليفها. أن هذا التغيير يوفر المكان المطلوب للمحطات الكهربائية إلى أربعين في المائة ويخفض التكلفة بقيمة ثلاثين في المائة. ويعمل التيار الثابت DC أفضل مع الطاقة الشمسية ولا يضيع الطاقة كحرارة في النظم الحالية في المملكة. وستنتشر في المنازل عما قريب وحدات بحجم مائة وات لشحن الهواتف والأيباد والكاميرات والأيبود والكمبيوتر وما إلى ذلك وهذه ستوفر في الفواتير الكهربائية لكل منزل وتخيل منازل في المملكة يتعدى عدد الهواتف فيها العشرة هواتف وثلاثين من هذه الأجهزه الصغيرة الأخرى (أحسب عدد هذه الأجهزه في منزلك وستفاجأ بالعدد حتى عند العاملين في المنزل). وسنستمر لاحقا في الحديث عن أهمية ومستجدات المياه والطاقة.