بعد عاصفة الحزم وعودة الشرعية إلى اليمن، تقوم المملكة العربية السعودية ببعث رسالة دولية تؤكد من خلالها حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ضرورة استقرار المنطقة، سواء بالطرق السلمية أو بالطرق العسكرية، وتأتي رسالة المناورات العسكرية “رعد الشمال” التي ستجري في شمال المملكة خلال الساعات المقبلة بمشاركة كل من”الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، سلطنة عمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة. وذلك في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، الذي يُعد من أكبر المناورات العسكرية بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية صديقة للملكة. ويمثل تمرين “رعد الشمال” رسالة واضحة أن المملكة والدول الشقيقة والصديقة المشاركة في التمرين تقف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتؤكد على جاهزيتها التامة للحفاظ على هذا الأمن للمنطقة والعالم، وتهدف المناورات بالدرجة الأولى لتطوير كفاءة القوات السعودية ورفع جاهزيتها للقتال ضمن الجيوش العربية لحماية الشعب العربي والإسلامي من أخطار الإرهاب المتمثل في تنظيم “داعش” الذي أصبح يتمدد كالأخطبوط في دول مثل العراق وسوريا، وأن الحرب المقامة ضد هذا التنظيم مازالت في أولها ولم تحقق حتى الآن بعد مضي ما يزيد على عامين كاملين من القصف الجوي على مواقع التنظيم في تلك الدول إلا أنه مازال يمتلك القوة والعتاد التي تجعله يهدد أمن واستقرار المنطقة.لقد استشعرت المملكة في هذه الفترة ضرورة الانتهاء من هذا العبث الذي أصبح خطراً يهدّد العالم بأسره كون مثل هذا التنظيم مازال يحصل على العتاد والقوة التي تمكنه من محاربة الشعوب ومعادة دول العالم وبعث شرره داخل الدول الجارة في محاولة للسيطرة على العقول الضعيفة للانتماء له. وقد وضعت المملكة في الفترة الماضية استراتيجية صارمة بقيادة ولي العهد ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف للقضاء على منابت هذا التنظيم داخل الأراضي السعودية وملاحقته في الدول الأخرى بمتابعة وتعاون جميع وزراء الداخلية العرب في الكشف عن تلك الخلايا النائمة وإيقاف نزيف الحروب التي يقودها التنظيم داخل الدول العربية من خلال التفجير والقتل العمد الذي يرتكبه بين الحين والآخر. لقد أصبحت رسالة المملكة واضحة للعيان بضرورة عودة الاستقرار الأمني لجميع الدول كي تستطيع قيادة عجلة التنمية في المملكة والمنطقة العربية بكل سهولة ويسر، وهذا لن يتم في حالة عدم استقرار المنطقة ووجود تلك التنظيمات الإرهابية التي تهدد كافة الدول العربية بوجودها.