×
محافظة المنطقة الشرقية

مياه الشرقية تضخ أكثر 154 مليون متر مكعب خلال الربع الأول من العام الجاري

صورة الخبر

مقاطعة غرب أمستردام الهولندية، تضم ثلاثة أحياء، معروفة بغالبية من السكان من أصول عربية وإسلامية، وخاصة من المغاربة والأتراك، وعرفت هذه الأحياء اهتماما إعلاميا بعد أن أفرزت عدة أسماء فرضت نفسها على الساحة الإعلامية والسياسية والاجتماعية لفترة من الوقت، منهم محمد بويري منفذ حادث قتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ صاحب فيلم «الخضوع»، الذي تضمن مشاهد لنساء عاريات مكتوب على أجسادهن آيات قرآنية، وأيضا سمير عزوز الذي اعتبره القضاء الهولندي زعيما لخلية ذات صبغة إرهابية ويمضي الآن عقوبة السجن عقب محاكمته في أكثر من قضية ذات صلة بتهديدات إرهابية واليوم يتولى المغربي الأصل أحمد بادود رئاسة المقاطعة، ويقود منظومة العمل بنجاح، وشهد بذلك من التقينا بهم من الهولنديين أو من المهاجرين من أصول عربية وإسلامية، ونحن في الطريق إلى مكتبه في حي سلاوترمير. وكان سبب الزيارة التحدث معه عن إطلاق مشروع في المقاطعة يركز على السيدات العربيات، لتشجيعهن على الاعتماد على النفس والخروج إلى المؤسسات التعليمية والطبية والدوائر الحكومية الأخرى للانخراط في المجتمع. وصاحب المشروع هو مغاربي الأصل يدعى نور الدين العمراني وهو مسؤول في الإدارة الاجتماعية في الحي ويشاركه في المشروع سيدة تركية وأخرى هولندية. وجاء إطلاق المشروع في وقت يرى فيه الكثير من المراقبين في أمستردام، أن إخراج المرأة من المنزل، للتعرف على ما يدور حولها في المجتمع من تطورات، يجعل المرأة المهاجرة، قادرة على لعب دورها كأم في حماية أبنائها من الوقوع فريسة لفكر المتطرفين المتشدد. وردا على سؤال بشأن ما تقوم به السلطات الحكومية لتحفيز النساء المسلمات والعربيات على الاندماج بشكل أكبر في المجتمع والتعرف على الإيجابيات والسلبيات وأبرز المشاكل والتهديدات التي تواجه هذا المجتمع، قال عمدة بلدية غرب أمستردام أحمد بادود: «ما تقوم به الحكومة حتى الآن غير كاف في هذا الصدد، ولكن نحن بصدد القيام بخطوات أكبر، وخاصة أن المرأة عانت من الإقصاء الفترة الماضية، وخاصة عندما نتحدث عن مواجهة الفكر المتشدد وكان التركيز فقط على الرجال والشباب ورؤساء المساجد ولكن الآن قررنا التركيز على المرأة وهي الأم والأخت، لحماية الشباب من الفكر المتشدد». وأضاف بادود «أعتقد أنه في السنوات الأخيرة لم نتعامل بشكل جيد مع مشكلة انتشار الفكر المتشدد وكان التركيز فقط على الرجال والقيادات الدينية في المساجد وهم لهم دور مهم لا شك في ذلك، ولا غنى عنه، ولكن نحن هنا بصدد إطلاق مشروع في غرب أمستردام، يتضمن تكوين مجموعات نسائية كبيرة، تتوفر لهن الفرصة للاتصال المباشر بالمسؤولين في السلطة المحلية، وسننظم أيضا زيارات للمنازل للتعريف بهذا المشروع، الذي سيكون من بين أهدافه التعريف بخطر الفكر الراديكالي». ويشدد بادود على أهمية العنصر النسائي في مكافحة الفكر المتشدد، لأن المرأة هي الأم والأخت، فإلى جانب دور الأب يصبح دور الأم والشقيقة مهما جدا في هذا الاتجاه، ولهذا سنعمل على جذب المرأة إلى هذا الدور. وقال: «أعتقد أن أوروبا كلها يجب أن تعمل في هذا الاتجاه، ولا أعلم سبب التأخر حتى الآن في إشراك المرأة في مواجهة الفكر المتشدد، وكان لا بد أن تنتبه السلطات في أوروبا إلى أهمية هذا الدور، وتعمل على ضمان إتقان المرأة، لغة المجتمع الذي تعيش فيه، وتعرف معلومات عن ثقافة وحضارة هذا البلد، الذي تعيش على ترابه». ولمح المسؤول الحكومي إلى أن بلدية غرب أمستردام، بها ثلاثة مراكز استقبال مخصصة للنساء، وتقدم لهن خدمات يومية، ومنها أنها توفر لهن تعلم اللغة وممارسة الرياضة ودروس توعية حول مسؤوليتها في تعلم دروس الأبناء في مدارسهم، وأيضا دروس حول المواطنة وكيفية تعريف الأبناء أهمية الأمر، وأن التمسك بالجذور شيء جيد للغاية، ولكن الاعتزاز بالوطن الذي تعيش فيه هو إضافة كبيرة للشخص. ويقول رئيس بلدية غرب أمستردام «أنا هولندي من أصل مغربي وأعتز بذلك لأنني أنتمي إلى ثقافتين، وهذا في حد ذاته مصدر ثراء لشخصيتي، وأنا حريص على توفير قنوات اتصال مباشرة مع سكان الأحياء التابعة لإدارتي وأعمل على بناء الثقة بيني وبينهم وفي ظل وجود الثقة بين السيدات والسلطة المحلية يمكن لنا أن نجد حلولا للمشاكل قبل أن تتطور إلى الأسوأ، وأنا أعلم أنه ليس من الممكن أن تذهب الأم أو الأخت إلى الشرطة للإبلاغ عن وجود شخص يحمل فكرا متشددا في الأسرة، ولكن من خلال علاقة الثقة بيني وبينهم يمكن أن تأتي إحداهن، وتأخذ برأيي لنجد الحل قبل أن تتفاقم المشكلة ويتحول الشخص إلى مصدر تهديد للمجتمع». وفي الربع الأخير من العام الماضي. اعترف دييك شوف، المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الإرهاب، بنجاح أعداد من الشبان في السفر إلى مناطق الصراعات في سوريا والعراق، رغم جهود السلطات الهولندية لمنع حدوث ذلك. وجاء ذلك في أحدث تقرير حول تقييم المخاطر، أعده المسؤول الأمني الهولندي ونشرت وسائل الإعلام تفاصيله، وجاء فيها، أن إجمالي عدد من نجح في السفر للمشاركة في صفوف الجماعات القتالية المتشددة في سوريا والعراق، وصل إلى 210 شبان حتى مطلع أغسطس (آب) 2015. وعاد منهم في وقت سابق 35 شابا، وقتل هناك 38 آخرون، والباقي هناك 130 شابا، ولمح إلى أنه تقريبا هناك خمسة أشخاص كل شهر ينجحون في السفر إلى مناطق القتال في سوريا والعراق. وأشار التقرير إلى أن هناك مجموعة من الشباب في هولندا، ترغب في السفر وقد يصابون بالإحباط لو فشلوا في تحقيق هذا الأمر: «وهؤلاء يمكن أن يشكلوا خطرا وتهديدا حقيقيا لتنفيذ أعمال إرهابية». وأشار المسؤول الأمني الهولندي إلى أن هناك تزايدا في أعداد الهولنديين الذين أصبح لهم دور بارز في الجماعات، التي انضموا إليها في سوريا والعراق، ولمح إلى أن هناك شخصين يلعبان دورا بارزا في الدعاية لتنظيم داعش، وجبهة النصرة، وتوفي أحدهما في أغسطس وكان يعرف باسم أبو محمد الهولندي، وعلى الأرجح أنه توفي في حلب بسوريا. وأشار التقرير الأمني إلى أنه رغم المخاوف من عودة هؤلاء المقاتلين من مناطق الصراعات، فإن معظم من عاد منهم حتى الآن لا يشكل تهديدا حقيقيا حتى الآن. واعترف التقرير بأنه خلال النصف الأول من العام 2015، لم يتم رصد حالات عودة لأي من هؤلاء، وربما يعود الأمر إلى صعوبة حصول أي منهم على تصريح بمغادرة دولة الخلافة الإسلامية وأيضا للخوف من الملاحقة والمحاكمة الجنائية في هولندا، بسبب وجود قوانين رادعة.