يثار بين الفينة والأخرى تساؤلات فضولية من غير المسلمين؛ لماذا تمنع السعودية غير المسلمين من دخول مكة المكرمة؟ هذا السؤال يتردد كثيرا ويأخذ حيزا من التفكير الغربي؛ الذي له رؤية أحادية؛ نجدها في تعاطي وتفاعل بعض الصحافة الغربية مع المنع؛ والتي كثيرا ما تطالب بجعل مكة والمدينة المقدستين؛ مكانا مفتوحا للجميع كبقية الأماكن المقدسة حول العالم بزعمهم؛ ويجعلون مدينة الفاتيكان مثالا ومحل مقارنة مع المدينتين الاسلاميتين؛ هؤلاء بدافع فضولهم يتصورون أن قرار المنع هو قرار سياسي تنفرد به القيادة السعودية؛ وغاب عن وعيهم أن المنع شأن إسلامي عام مبني على مبررات مستمدة من نصوص دينية؛ لا خيار للقيادة السعودية إلا الالتزام بها وتطبيق تعاليمها؛ مع العلم أن الوصول لمكة المكرمة متاح للجميع متى توفر فيه شرط دخولها؛ فكما أن لكل دولة اشتراطاتها تفرضها لدخولها والهجرة إليها؛ فمكة المكرمة ليس لها شروط تعجيزية على من أراد دخولها؛ ولا يحول بينه وبينها إلا نطق الشهادتين؛ ثم يأتي لمكة والمدينة ضيفا من ضيوف الرحمن معززا مكرما!! كثير من الدول لديها أماكن محظورة أو محمية أو سرية للغاية؛ فلأهميتها الشديدة وخطورة الأشياء الموجودة بداخلها؛ يمنع القانون دخولها على المواطن وغير المواطن؛ دون أن تجد هناك استنكارا من أحد؛ كما أنه لا يحق لأي جهة رسمية أو اهلية؛ بالمطالبة بجعلها مكانا مفتوحا أمام الزوار؛ فمن الأماكن الأكثر سرية في العالم؛ التي يمنع دخولها أو الاقتراب منها؛ عدا العلماء العاملين بداخلها؛ ما يسمى بـ (المنطقة 51) وهي تقع في ولاية نيفادا الأمريكية؛ هذه المنطقة السرية والمحظورة يثار حولها الكثير من الجدل؛ فمما يشاع أن هذه المنطقة يتم فيها دراسة الكائنات الفضائية ومحاولة التواصل معها؛ ويجري بداخلها أيضا تطوير أنواع غير معروفة من الاسلحة وتجريبها؛ والجميع هناك- مواطنين واعلاما- يحترمون قرار المنع؛ أيضا من الأماكن السرية في العالم؛ (متحف تاريخ التعليم العسكري بالصين) الذي أنشئ عام1927م؛ هذا المتحف تختلف طبيعته عن متاحف العالم المفتوحة للسائحين وجميع الزوار؛ فله نظام صارم يحدد من يدخله؛ فدخوله محصور على الصينيين الأصليين ويستثنى مكتسبو الجنسية الصينية؛ ويمنع الدخول بنظارة شمسية ويمنع التصوير؛ ومكان المتحف غير محدد على الخريطة لتنحصر معرفته على الصينيين؛ ولا يستطيع أحد الاحتجاج على هذه الخصوصية في المنع؛ أيضا من الأماكن الممنوعة والأكثر غموضا وسرية في العالم؛ يوجد في كوريا الشمالية ويعرف بـ (الغرفة 39)؛ ويشاع عن هذا الموقع أنه مقر لمنظمة تهتم بأمور الحماية التكنولوجية والتجسس على دول العالم الاخرى؛ ولها نشاطات اجرامية كان آخرها اختراق أجهزة الحاسوب في شركة سوني؛ التي أنتجت فيلما يستهزئ برئيس كوريا الشمالية؛ هناك كثير من الأماكن المتفرقة في العالم؛ تتمتع بخصوصية شديدة وتحظى برقابة أمنية مشددة؛ ولا يستطيع أحدا دخولها ولا حتى الاقتراب منها أو نقد قرار المنع!! وهنا نقول لكل من يطالب عن جهل أو هوى؛ لتكون مكة والمدينة مكانا مفتوحا للجميع؛ متجاهلا خصوصيتها ومكانتها الدينية؛ ان مكة المكرمة مكان عبادة مقدس للمسلمين؛ ودخولها له اشتراطات يستطيع تنفيذها من رغب اعتناق الدين الإسلامي ثم القدوم الى مكة؛ التي لم تكن يوما ما مكانا سريا يمارس فيه نشاط مشبوه؛ يمنع الوصول اليه لأسباب أمنية أو سيادية أو غيرها؛ وكل ما يدور في مكة والمدينة هو نشاط ديني؛ مكشوف للجميع عبر النقل الفضائي المباشر يوميا للصلوات؛ والنقل المباشر ايضا لمواسم الحج التي يتابعها العالم سنويا!!