إذا كانت حصون وقلاع قرى ومدن وإمارات الدولة التي مازالت قائمة على قدم وساق على قيد حياة التاريخ، وجغرافية دولة الإمارات الممتدة طولاً وعرضاً، من شرق الخريطة إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، شاهد عيان على رجولة سكانها الذين خاضوا غمار حروب واقتتالات ضد اعتداءات واستيطانات متتابعة في طغيانها وسيطرتها على الأرض العربية الإماراتية، ومصادرتها لحرية الناس كافة، فإن الدولة الإماراتية السباعية الأبعاد الوحدوية الرؤى، جبلت على التحصن المتعدد المستويات والأبعاد. ابتداءً بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حصن الدولة القيادي، الآخذ بناصيتها نحو جملة من الرؤى والأهداف، ونحو مستقبل يحتفي بدولة الإمارات رُبّانة للأفكار والإبداع في مختلف المجالات ، وهو حصنها بوصف سموه رئيساً للمجلس الأعلى للاتحاد، السلطة الدستورية الأرفع، والهيئة التشريعية والتنفيذية الأعلى، الراسم للسياسات العامة والمُقِرِّ للتشريعات الاتحادية. وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حصن الإمارات الفكري الآخذ بيدها نحو المثول في الميدان الدولي كمصنع معني بتوليد الأفكار الإبداعية المثيرة للاهتمام والإعجاب العام ، وهو حصنها بوصف سموه رئيساً لمجلس الوزراء، الذي اعتمده صاحب السمو رئيس الدولة هذا العام بأكبر تشكيل وزاري في تاريخ الإمارات، ومؤسساً على (المستقبل، والسعادة، والتسامح، والشباب)، بدماء وزارية جديدة متكاملة مع وجوه وزارية مخضرمة. أدلوا جميعاً بالقسم الدستوري: (أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصاً للإمارات العربية المتحدة، وأن أحترم دستور الاتحاد وقوانينه، وأن أؤدي واجباتي بالأمانة، وأن أرعى مصالح شعب الاتحاد رعاية كاملة، وأن أحافظ محافظة تامة على كيان الاتحاد وسلامة أراضيه)، ووصولاً إلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، المعنيين بمصلحة الشعب الإماراتي ورضاه وسعادته ورفاهيته. نعم، للإمارات حصونها، وشعبها حصنها الذي يقدم للدولة طاقات بشرية تسهم في بناء الوطن في كل زمان ومكان، وفي مختلف المجالات والاتجاهات. طاقات شبابية شاحذة هممها لأجل أن تكون الإمارات في قلب الميدان التنموي والحضاري، لتحقق قصب السبق في شتى المحافل والمهرجانات والمؤتمرات، ليكون المركز الأول نصب أعينهم في كل خطوة إبداعية وابتكارية ومنهجية واختبارية. هو التحدي الذي يقع على عاتق الشباب بوصفهم المستقبل المأمول، مدججين بحكمة الكبار، وبرعاية القيادة التي هي مظلتهم وزادهم الفكري والتنموي والحياتي الذي يضفي على الوطن الإمارات كل الخير والمحبة والحظ الحسن. ولعل العام الجاري عام القراءة، هو عام معني بقراءة الواقع، لترجمة معطياته إلى مكتسبات تنتظر جميع أطراف الوطن الذاهب إلى مستقبله بسواعد الجميع، وبأفكار ورؤى لا تخطر على بال، وتخبر العالم أن الإمارات العربية المتحدة، دولة المستقبل، وسفيرة الأمم للنوايا الحسنة. a_assabab@hotmail.com