×
محافظة المنطقة الشرقية

جماهير النصر تحتفل بمرور عام «دون خسارة» #الوئام #النصر

صورة الخبر

بعيداً عن زرقة السماء، في غرفة ضيقة تكاد تكون قبرا تاهت ملامحه في الظلام الدامس والهواء المحبوس، متجردا من كل الاشياء حتى عذاباته لم يكن لها مكان فقد لحقت هي الأخرى بالأحلام والأهل وغيرهم.. هكذا كان حال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، والذي أعلن وجماعته بمصر التوبة عن الفكر التكفيري والعمل المسلح عام 2007، بعد عشرين عاما قضاها بين زنازين السجون أغلبها كان في زنزانة انفرادية بسجن العقرب، ليصنع كما يقول عن نفسه أسطورة المعتقل السياسي الصامت الرافض لجميع المساومات للإدلاء على أقرانه، من باب الشهامة والرجولة. تخرج نعيم من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعمل بالتجارة حيث ترجع أصوله لأسرة من أشهر تجار «وكالة البلح» بالقاهرة، وتم القبض عليه في أكثر من قضية إرهابية أشهرها اغتيال الرئيس السادات، التي سجن على ذمتها 7 سنوات، ثم سجن مرة أخرى في تسعينيات القرن العشرين ليخرج من السجن عام 2011، على واقع سياسي جديد، ليلعب فيه دورا مهما، أهمه الكشف عن أسرار تنظيم الإخوان الإرهابي الذي حكم مصر لمدة عام. يكشف «نعيم» خلال الحوار استخدام أموال التنظيم الدولي للإخوان وأمريكا في شراء الجماعات المسلحة التكفيرية، محذرا الدول العربية والخليجية من خطورتهم، ومطالبا إياهم بالكشف عنهم وترحيلهم إلى مصر، كما يكشف خلال الحوار كيف بدأ اتصال إسرائيل بتلك الجماعة عن طريق رجلها القوي خيرت الشاطر. حول هذه الأسرار وأسرار أخرى كان حوارنا معه الذي أجريناه بمكتبه بوسط القاهرة.. فإلى نص الحوار: * كيف تحولت من الإيمان بالفكر الجهادي إلى الثورة عليه.. وهل كانت مراجعتك لأفكارك مجرد باب للخروج من المعتقل؟ - بعد عشرين عاما من الاعتقال لم تعد الحرية ذات أهمية بالنسبة لي أو التنظيم، كما أننا لم نتراجع عن الجهاد فهو فريضة إسلامية، وانما تراجعنا عن أخطائنا واعترفنا بها، فلقد ارتكبنا بالفعل أخطاء وحرفنا عن الطريق القويم، ما جعلنا نتحلى بالشجاعة للاعتراف بها، فالناس تظن أن المراجعات هي سبيل النجاة، ولا بد أن نعترف أنها كانت كذلك للبعض، ولكنني أشهد الله أني بدأت اراجع نفسي داخل محبسي عندما وجدت الإخوة بالخارج وقد انحرفوا عن الطريق الصحيح، وأسررت بذلك للإخوة في المعتقل، وبلغت قوى الأمن بذلك، وتحدثوا معي حتى أفعل آرائي كمبادرة يستفيد منها الإخوة ولكنني رفضت أي حوار بسبب المعاملة غير الآدمية التي كنا نعامل بها، فلقد كنا اشبه بالمختطفين لا يعرف احد عنا او منا اي شيء،الى ان سبقتنا في ذلك الجماعة الاسلامية وبالفعل تمت المراجعة في 2001 وخرج 16 ألفا منهم. أطالب دول الخليج بإبعاد الخلايا الإخوانية النائمة لديها حرصاً على أمنها القومي عندما خرجت من محبسي الانفرادي عام 2003 إلى زنازين جماعية، استأت كثيرا مما قام به الإخوة في مصر من عمليات مثل محاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقي وقتها، وقتل السياح بمدينة الاقصر، وغيرها من الحوادث، كما أن الإخوة في المعتقل أسروا لي برغبتهم في انتهاج طريق الجماعة الاسلامية، بسبب ما تمر به أسرهم من سوء الأحوال، فنحن فقراء نمول ذاتيا، ما دفعني للنزول على رغبة الإخوة وأعلنا حل التنظيم عام 2007، وخرج الإخوة ولكنني لم أخرج ظنا من الأمن بأنني سأعود للعمل مع أيمن الظواهري – زعيم تنظيم القاعدة الآن، وأحد مؤسسي تنظيم الجهاد. * وهل بالفعل كنت تنوي الرجوع لأيمن الظواهري؟ - ايمن الظواهري كان سببا في ان اسجن انفراديا لمدة عشر سنوات فلقد حاولوا الضغط علي حتى اعترف عليه ولكنني لم استجب وتحملت الاهوال جراء ذلك، كما تم إغرائي بالمال من قبل المخابرات البريطانية حتى أدل على مكانه ولم افعل ذلك، رغم ان افعال ايمن الإرهابية هي التي دفعتني لمراجعة نفسي فقد تحولنا من جماعة جهادية الى قتله مأجورين، على الرغم من اتفاقنا المسبق بعدم رفع السلاح في البلاد العربية أو خارج افغانستان، لاننا سنضع انفسنا في مواجهة المؤسسة العسكرية والامنية والدينية، ولكنه لم يلتزم بذلك، ما حملني على انتقاده والابتعاد عنه، ولكنني لم ابلغ عنه هو او غيره، لأن الشهامة ترفض أن أشي بأحد، لقد صمدت ثلاثة وثلاثين عاما – طيلة عملي بتلك الجماعات - أمام التحقيقات - وأشهد الله أني ظللت صامتا وتحملت ما لم يتحمله أحد، كل هذا جعل مني أسطورة لدى الامن والإخوة، وأحمد الله على احترامهم لي بالرغم من انتقادي لهم بقسوة بعد المراجعات، حتى خرجت عام 2011 في حكم المجلس العسكري، وما يقال بأن محمد مرسي هو من أخرجني غير صحيح. * لم تجبني.. ألم تحاول الاتصال بأيمن الظواهري بعد خروجك؟ - بالفعل حاولت، ولكن لابعاده ومن معه عن هذا الطريق الضال، إلا انهم اعتادوا على بيع أنفسهم، وخاصة بعد تولي تنظيم الإخوان حكم مصر، وأصبحوا ذراعه الباطشة، رغم تكفيرهم لهم، إلا أن أموال التنظيم الدولي كفيلة بدعم تحالفهم الشيطاني. * أليس هناك انتماء فكري بينهم يقوّي هذا التحالف؟ - هناك فرق كبير بين جماعة الجهاد والإخوان المسلمين، فالجهاديون مرجعيتهم لسيد امام الذي كفّر سيد قطب، منظر الإخوان وداعيتهم الأول في تكفير المجتمع وتبنى منهج الخروج المسلح على الحاكم والمجتمع.. من يعرف الإخوان جيدا يدرك أنهم أخبث أهل الارض، ومن ينظر إلى منهجية مؤسسهم حسن البنا يراها متشابهة مع هرتزل مؤسس الفكر الصهيوني الذي اتخذه البنا قدوة له، ولقد أطلقت عليهم «باطنية اهل السنة»، لأنهم يبدون شيئا ويسرّون آخر، مستخدمين»مبدأ التقية»، الذي أعتبره أخطر مبدأ على وجه الارض، على الرغم من ظهور فكر إصلاحي بداخلهم كان آخر من يمثله مرشدهم الأسبق عمر التلمساني.. أما بالنسبة لفكر سيد إمام فهو يقوم على المواجهة، فإن اقتنع معتنق فكره بشيء يجهر به. كنت شاهداً على بدء علاقة الجماعة الإرهابية بالمخابرات الإسرائيلية في سجن العقرب * خلال سجنك ألم تحتك بأحدهم؟ - بالفعل تعرفت على «خيرت الشاطر»، نائب المرشد والرجل القوي بالجماعة في سجن العقرب، وكنت شاهدا على أول اتصال بين الإخوان المسلمين عن طريق «خيرت» والمخابرات الاسرائيلية هناك، حيث رأيت كيف نشأت العلاقة بينه وبين «ديفيد» - ضابط المخابرات الاسرائيلية المتهم في قضية تجسس على مصر عرفت وقتها إعلاميا ب»تجنيد أولاد علي»، ونشأت بينهما صداقة حميمة، حتى تم ترحيل ديفيد. * أنت الآن كثير الحديث عن فضائح الجماعة.. ألم يحاولوا تهديدك لتكف عن ذلك؟ - يضحك نعيم ساخرا.. أي تهديد يمكن أن يأتي بثماره مع شخص مثلي احتمل الكثير.. بالفعل حاولوا شرائي عن طريق خيرت الشاطر، مستغلين الصداقة التي نشأت بيننا في السجن ولكني بالقطع رفضت. * نفهم من كلامك أن الجماعات التكفيرية تعمل بكامل قوتها تحت راية «الإخوان» الآن؟ - لم يعد إلى العنف من الجماعات الاسلامية بعد المراجعات سوى ألف أو ألفي شخص، يتزعمهم عاصم عبدالماجد وطارق الزمر، وهؤلاء مجموعة من النصابين المرتزقة، الذين أقنعوا خيرت الشاطر بأنهم ذو سلطة على منطقة صعيد مصر، ودللوا له على ذلك بإرهابهم مسيحيي قرية «الحجرات» بالمنيا، ومنعوهم من الخروج للتصويت في انتخابات الرئاسة الأخيرة، لأنهم كانوا معارضين للإخوان، وبناء على تلك الواقعة أعطاهم الإخوان عن طريق «الشاطر» أموالا طائلة، ولكنهم لم يستطيعوا فعل شيء بعد إحكام الامن والجيش على الأمور، حتى على المستوى السياسي اقنعوه بإنشاء حركة «تجرد» ولكنها فشلت أمام حركة «تمرد» مفجرة ثورة 30 يونيو. وتابع نعيم.. أثناء اعتصامهم في ميدان «رابعة» كان هناك 600 شخص جهادي مسؤولون عن لجنة التنظيم والتغذية، كان يتقاضى كل منهم 300 جنيه يوميا. * وبعد فض اعتصام «رابعة»؟ - الإخوان منذ تولي مرسي وفروا لهذه الجماعات ملاذا آمنا في سيناء، بعد حصول «الشاطر» على مليار دولار من احدى الدول العربية لتكوين ما سموه ب»الجيش الحر في مصر»، بالإضافة إلى 8 مليارات دولار من أمريكا، بالإضافة لما لدى الجماعة من أموال ذاتية، عن طريق جمعياتهم الخيرية التي وفرتها لهم عدد من الحكومات العربية بقصد أحيانا وبدون قصد مرات أخرى، وهذه الأموال هي التي يستخدمها الإرهابيون الآن في تمويل العمليات المسلحة ضد الجيش والشرطة والدولة المصرية بشكل عام. * كيف يتم التعامل مع «الاخوان» في ظل الظروف الحالية خاصة في الجامعات.. وهل قرار مجلس الوزراء باعتبارهم جماعة ارهابية كاف لردعهم؟ - اعتبارهم جماعة إرهابية يعد قرارا إداريا يمكن الطعن به أمام القضاء، وكان يجب أن يكون قرارا جمهوريا أو يسن قانون له، كما ان قناعة حكومة الببلاوي بأنها حكومة موقتة يجعلها مغلولة اليد، وأرى أن تتاح كل الإمكانات لاقتلاع جماعة الاخوان التي أصبحت كالضرس المتسوس الذي وجب خلعه، وما يتم من عمليات إرهابية الآن يمكن مواجهتها أمنيا، ولا جدوى من التفاوض معهم، لأن ذلك سيدخلنا في دائرة مغلقة من الصراع الخفي، خاصة وان الجماعة قد تتفاوض وتبدي توبتها ثم تعود مرة أخرى لمنهجها، ولذلك فالحل يمكن في وجود دولة وحاكم وطني قويين، لاستعادة هيبة الدولة وفرضها على الجميع، ويدعم ذلك أن «الإخوان» جبناء يبيعون بعضهم سريعا وهم يتساقطون واحدا تلو الآخر. * ولكن يقال ان هناك خلايا نائمة تمول من الخفاء؟ - نعم هم موجودون في مصر وخارج مصر وبخاصة في دول الخليج التي لا تسمح بوجودهم بشكل رسمي، وأطالب باجتماع مخابرات الدول العربية كلها لمواجهة هذا التنظيم، وترفع أيديهم عن صناديق الزكاة والإغاثة والجمعيات الخيرية التي تمدهم بالمال، كما أطالب دول الخليج خاصة بتصفية العمال المصريين العاملين لديها من المنتمين للجماعة، حرصا على أمن تلك البلاد القومي بالإضافة لمنع واحد من أهم مصادر تمويل الجماعة. * كيف يتم التعامل مع التنظيم الدولي للاخوان؟ - التنظيم لم يعد قادرا إلا على إثارة بعض أعمال الفوضى في الجامعات وغيرها، ومن السهل التعامل معها، كما أنها ستنحصر مع الوقت اذا طبقت القوانين بشكل رادع. * هل ستصوت على الدستور الجديد؟ - الاستفتاء على الدستور سيكون أول مشاركة انتخابية لي، فلم يسبق لي أن مارست عملية الانتخاب حتى في الانتخابات الرئاسية الماضية بعد الثورة. * كيف ترى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ - مصر منذ أن قام أحمس بتأسيس الجيش المصري وهي تحكم من قبل رجل عسكري، وهذا لا يعني «حكم العسكر» كما يردد البعض، فهناك فارق بين حكم الجيوش بشكل مباشر، وأن يكون الحاكم ذا خلفية عسكرية، لذا فأنا أدعم الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وأحشد الناس للضغط عليه وإجباره على الترشح لرئاسة الجمهورية، ولكن في حالة عدم ترشحه سأرشح من أشعر أن الجيش يدعمه.