الشركة السعودية للكهرباء، أكبر شركة كهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فهي تساند أكبر اقتصاد في المنطقة، حيث تعتمد عليها عمليات صناعة وتصدير البترول، وصناعات البتروكيماويات، لذلك تعتبر التغيرات الإدارية فيها مؤثرة. في عالمنا العربي، مَن يترك منصبه، يكون -غالبًا- لخلافٍ مع مجلس الإدارة، فالمناصب لها سحر وجاذبية، ومن يعتلي منصبًا لا يستطيع أن يعيش بدونه، لذلك تعتبر استقالة الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء، المهندس علي البراك حالة استثنائية، حيث يُعلِّق عليها في تصريحه بجريدة الرياض بأنها (ليست استقالة، بقدر ما كانت اتفاقًا مع مجلس الإدارة أن لا أستمر بالعمل رئيسًا للشركة لعدة أسباب، أهمها شعوري بأهمية ضخ دماء جديدة للشركة، ولديّ مبدأ ووجهة نظر أؤمن بهما بأن لا يستمر المسؤول لفترة طويلة، وثماني سنوات هي الحد الفاصل).. ويا ليت يصل صوته لنظرائه في الشركات والمؤسسات الأخرى!! في السنوات الثماني الأخيرة، وصل عدد عملاء الشركة السعودية للكهرباء 7 ملايين مشترك، وتشير تقديرات خطة التوسّع في القطاع إلى أن إجمالي أحمال الذروة سيبلغ 90 ألف ميجاوات في عام 2022، والحاجة قائمة لتنفيذ مشروعات خلال الأعوام العشرة المقبلة بقيمة خمسمئة مليار ريال. هناك شركات كهرباء في دول نامية كثيرة، أرباحها أفضل، وأسعارها أقل، رغم الدعم اللوجستي غير المسبوق هنا، حيث يقول محافظ هيئة تنظيم الكهرباء عبدالله الشهري: الدعم له وجهان؛ الأول تقديم قروض كبيرة للشركة، حيث قدمت الدولة هذه السنة دعمًا ماليًا كبيرًا كقرض حسن بمبلغ يزيد على 51 مليار ريال، وبذلك يصل إجمالي ما تلقته الشركة من الدولة خلال السنوات الخمس 86 مليار ريال، والثاني: دعم قيمة الوقود، حيث تعتمد الشركة على الغاز والبترول ومشتقاته في عملية التشغيل، حيث يباع برميل البترول للشركة بما يعادل دولارين فقط، بينما يباع في السوق العالمي بـ100 دولار للبرميل. بقية للحوار: شهدت الشركة السعودية للكهرباء كثير من التحديات، منها كثرة الانقطاعات، وطول فترة التوصيل، وفاجعة عين دار، واقتراض مليارات الدولارات من البنوك، ومع ذلك، قيمتها في سوق الأسهم الأضعف، لذلك أعتقد أن أفضل قرار لها اليوم هو قرار رئيسها التنفيذي بالرحيل. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain