كلنا نقترف أخطاء في تربية أطفالنا. هنا بعض الأخطاء وبعض الحلول لها على أمل أن تسهم في علاقة أعمق وأدفأ بيننا وبين أطفالنا. الخطأ الأول: صغير: نتعامل مع أطفالنا كونهم صغارا لا يفهمون. نبتكر لغة جديدة أثناء مخاطبتنا لهم توحي لهم أنهم في منزلة أدنى. نقمعهم يوميا بعبارات مثل: "اسمع كلام بابا أو ماما. هم يفهمون أكثر منك". هذا الأسلوب التربوي يجعلهم يشعرون أنهم أقل. يقوض ذكاءهم، ويدجنهم. يجعلهم فريسة لتطويع طبائعهم وإخضاعهم. يخسرون الكثير من مهاراتهم وقدراتهم الأصيلة في سن صغيرة. ونخسر غدا عقولا مبدعة. الخطأ الثاني: التحكم: من باب حرصنا على أطفالنا وأحبتنا نبدأ بالتفكير واتخاذ القرارات نيابة عنهم. نسعى إلى حمايتهم بينما نحن في الحقيقة نهشم شخصياتهم. السيطرة على فلذات أكبادنا لا تصنع منهم ناجحين، بل ضعيفين تقليديين لا يثيرون الانتباه أو التقدير. يعبرون أمامنا دون أن نلقي لهم بالا أو اهتماما. الأخطاء هي التي تصنعنا. مواجهة المشاكل لوحدنا تصقلنا.الخطأ الثالث: تجاهل الحوار: الحوار مع أطفالنا لا يقل أهمية عن الحوار مع رؤسائنا أو مرؤوسينا، مهم بل هو أهم حوار يفترض أن نخوضه في حياتنا. في أحيان كثيرة لا نتحاور معهم، نستخدم القوة أو إلقاء المحاضرات المملة التي تأتي من طرف من واحد على مسامعهم فنزيد الهوة والفجوة بيننا وبينهم. يسهم الحوار في فهمنا لبعضنا أكثر، في تطوير قدراتهم على طرح الأسئلة وتعزيز قدراتهم في ضخ الحجج والبراهين في عروق نقاشاتهم. الخطأ الرابع: لا تغشك الدرجات: دائما نربط ذكاء أطفالنا بالدرجات، مستوى الطفل في المواد محوري وأساس، لكنه ليس كل شيء، لا يجب أن نقيم أطفالنا بأدائهم الصفي، ربما يكون طفلنا غير جيد في المواد التي تتعلق بالأرقام في حين يبرع في المواد التي تتطلب خيالا خصبا وتدفقا في الكتابة. هناك دائما موهبة في داخل كل طفل، من ضمن مسؤولياتنا أن نعثر عليها معه. الخطأ الخامس: اللقاء الغائب: لو ألقينا نظرة على المقاهي (الكوفيهات) المنتشرة في المجمعات التجارية وعلى ضفاف الشوارع ستجدها مزدحمة بالأصدقاء أو الأزواج، من النادر أن تجد أبا أخذ ابنه أو ابنته ليشربا قهوة أو يتذوقا آيسكريما معا، هذه الصحبة والرفقة تمنح العلاقة بريقا أكبر وتذيب جليد التواصل الفاتر بين الجيلين.