يحتاج معظم خريجي الثانوية العامة إلى سنوات تأسيسية لدى التحاقهم بالدراسة الجامعية، بُغية إعدادهم وتأهيلهم للتعليم الأكاديمي، حيث خاض طلبة الصفين العاشر والحادي عشر في مدارس إمارة أبوظبي، مع بداية العام الدراسي 2015 2016، تجربة المناهج المعدلة ونظام التقييم الجديد، على أن يطبق في العام المقبل على طلبة الثاني عشر، بسبب افتقاد التنوع في المواد المطروحة التي يحتاج إليها الطالب، لمساعدته على تخطي صعوبات الدراسة الجامعية بعد تخرجه في المرحلة الثانوية. أكد مجلس أبوظبي للتعليم حاجة هذه المرحلة إلى مناهج تعزز من قدرات الطلبة، لإتاحة فرص تضمن لهم النجاح في الدراسة الجامعية وتحقق لهم فرصاً أكثر في الالتحاق بسوق العمل بعد التخرج، وانصب التركيز على دراسة مواد تمثل فيها مواد العلوم والتكنولوجيا ستيم ما يقارب 50% من محتوى المنهج الجديد، الذي يدمج مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع المتطلبات المهنية لتشجيع الابتكار وريادة الأعمال من أجل تحفيز إنشاء شركات ومشروعات تكنولوجية جديدة، خاصة أن المواد العلمية ترتبط بالابتكار وروح المبادرة ومهارات التعلم والارتباط بالصناعات التكنولوجية الوطنية. وأكد الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس هيئة الصحة في أبوظبي، المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم بالإنابة أن المنهج الجديد يركز على ربط التعليم بواقع سوق العمل ومنح الطلبة مهارات القرن الحادي والعشرين،ويحقق متطلبات مجتمع اقتصاد المعرفة، تماشياً مع رؤية المجلس التي تقضي بتقديم فرص تعليمية متميزة لجميع الطلبة، وسعياً نحو الارتقاء بأداء الطلبة ليضاهي أعلى المعايير الدولية، مشيراً إلى أن المجلس نفذ المنهاج الجديد للمرحلة الثانوية دونما انتظار حتى وصول نموذج أبوظبي المدرسي إلى طلبة الصف العاشر في العام 2017 2018. وقال الخييلي إن نظام التعليم الثانوي الجديد اعتمد على ركائز رئيسية تشمل ملامح قدرات خريجي الثانوية العامة ومهاراتهم، أبرزها مهارات الحياة والتطوير الوظيفي التي تشمل المرونة والقدرة على التكيف، والصحة والسلامة، والمبادرة والتوجيه الذاتي، والمهارات الثقافية والاجتماعية، والمبادرة والتوجيه الذاتي، والإنتاجية والمساندة والقيادة والمسؤولية، ومهارات القرن ال 21 التي تشمل التفكير الناقد، الإبداع، التواصل، التعاون، الابتكار والتحليل، إضافة إلى ركيزة الهوية الوطنية والمسؤولية العالمية والوعي الاقتصادي والمالي التي ينبغي أن تتوافر في الخريجين. وأبقى المجلس تشعيب العلمي والأدبي للصف الثاني عشر للعام الدراسي الحالي 20152016، فقط، بمواده الدراسية المختلفة من أجل أن يواصل الطلبة ما اختاروه سابقاً من قسمهم في الصف الحادي عشر، فيما اشتملت الخطة على صفوف المرحلة الثانوية وتوزيع المواد وعدد الحصص، وتخصيص حصص إثرائية وعلاجية لمواد اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات بواقع حصة واحدة لكل منها. وتم تعديل الخطة الدراسية للصف الحادي عشر على النحو التالي: اشتراك المسارين العام والمتقدم في مواد عدة وهي (اللغة العربية، والإنجليزية، والدراسات الاجتماعية، وعلوم الكمبيوتر، والتربية البدنية والصحية) فيما ضمت مادة الدراسات الاجتماعية التي تعدّ من المواد المطورة لهذا العام أربع مواد هي (التربية الوطنية والاقتصاد والتاريخ والجغرافيا). وأوضحت الدكتورة نجوى الحوسني مديرة إدارة المناهج في مجلس أبوظبي، أن خطة تطوير المرحلة الثانوية التي أقرها المجلس، شملت مواد مقررة على طلبة الصف ال12، الذين سيتم تطبيق نظام المسار الواحد عليهم بداية من العام المقبل، وتشمل التربية الإسلامية بواقع ثلاث حصص أسبوعية، واللغة العربية بواقع ست حصص، وثماني حصص للغة الإنجليزية، وثماني حصص للرياضيات، وأربع حصص للفيزياء، وثلاث حصص لكل من: الكيمياء، والأحياء، ومادة التكنولوجيا الرقمية والابتكار، والدراسات الاجتماعية المتكاملة، وحصة واحدة لكل من الإبداع ودعم الطلبة، والإرشاد الأكاديمي والمهني، والتربية البدنية والجيوجيتسو. وأشارت إلى أن مادة التصميم والتكنولوجيا والابتكار مادة جديدة تسمح للطلبة بتطوير مهارات التصميم الإبداعي والتخطيط باستخدام مجموعة من التقنيات الحديثة، ومادتي الإبداع ودعم الطلبة، والإرشاد الأكاديمي والمهني، وستتم إدارتهما وتنظيمهما من خلال اللجنة التوجيهية لإعادة هيكلة الحلقة الثالثة (دعم الطلبة)، وبالتعاون مع المدارس وفق احتياجاتها. وقالت عائشة الشامسي مديرة مدرسة عائشة بنت أبي بكر الحلقة الثالثة إنه منذ العام الدراسي الحالي بدأ معلمو ومعلمات المدارس في قياس تطور كل طالب باستخدام المخرجات الجديدة، موضحة أن كل مخرج تعلّم ستكون له ثلاثة مستويات إنجاز، الأول مبتدئ، ويعني أن الطالب في بداية مرحلة فهم المبادئ الأساسية أو تعلم المهارة، والثاني متقدم، المقصود به أن الطالب في طور التحسن، والثالث متقن أي أنه قد أتمّ الفهم أو أتقن المهارة. وأشاد نبيل عبدالعزيز نائب مدير ثانوية أبوظبي بالنظام الجديد للثانوية، بمساري التعليم العام والمتقدم لكل من صفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر التي عمدت إلى تقليص عدد المواد الدراسية في الصف العاشر، للمسارين العام والمتقدم، لتوفير بيئة مناسبة بما يعزز مهارات الطالب البحثية، والممارسات التطبيقية، وتضم مادة التربية الوطنية في مادة الدراسات الاجتماعية، ليشمل ذلك الصفوف جميعها في المسارين، تعزيزاً للهوية الوطنية. وقال عمر عبدالعزيز نائب مدير مدرسة خليفة بن زايد الثانوية إن طلبة المسار المتقدم سيحصلون على إعداد مكثف في المواد التي تكفل لهم الالتحاق بالمسارات الهندسية والطبية.