إنّ البذخَ في الإنفاق غير المبرر من أخطر أنواع الفساد، لا يكفي فيه الشجب، ولا الاستنكار، ولا الإدانة، ولا وصْفُهُ بقلة الذوْق، أو بالخروج عن اللياقة، ناهيك عن الخروج على المسؤولية الإدارية والاجتماعية، وكثيرا ما أشعرُ بالقلق، وأنا أسمعُ أو أقرأُ أو أرى إنفاقاً على غرار" إنفاق 640 ألف ريال على صيانة ونظافة مكتب رئيس فرع جهة حكومية" كما نشرت احدى الصحف المحلية. لا أدري ما هي الأسسُ التي تعتمد عليها صيانة الأجهزة الحكومية ونظافتها، ولا الشركات أو المؤسسات التي يرسو عليها العطاء، ولا الجهات التي تشرف عليها، وتتابعها، وتراقبها، وتتأكد من سلامة الإجراءات: مالية كانت أم إدارية، ولكنّ مبلغ 640 ألف ريال يُنفق سنويا على صيانة ونظافة مكتب مدير فرع جهة حكومية ، أشبه ما يكون بشماريخ الجبال، أو كثبان الرمل، كل منها يستدعي الوضوح لا السراب، الذي يصل إلـى حد الغفلة وأنت" في زمن ليس فيه أخلاق فرسان، بل المصلحة هي الأخلاق، والقوة هي الأخلاق، ومزاولة الكيد والخديعة هي العمل المحترم المطلوب!!". لا أشككُ في ذِمّة أحد، ولا أتـهمُ شخصا بعينه بالفساد، ليس هذا من شأنـي، وليس هذا من عملي، أنا مُجرد كاتبِ رأي، يرى أنّ بعض السلوكيات والتصرفات يشوبـها شيء من الفساد، وأهـمها: الإنفاق الباذخ على ماذا؟ على نظافة وصيانة مكتب مسؤول ما، كان الأوْلـى أنْ يُنفق على تسهيل أعمال المراجعين، وتيسير سبل العمل، واختفاء مبدأ " تعال بكره " وما يحمله في ثناياه من فساد، وتعطيل أعمال، وتأخير معاملات، حتى أضحت الثقة في بعض الموظفين تكاد تكون معدومة، وكَثُرَ الوسطاء وأصحاب المصالح الخاصة، ومن يزاولون المكائد والخدع، والتنقل من حلقة مفرغة إلـى حلقة مفرغة أُخْرَى، في عملية استفزاز مستمرة. يتركُ إنفاق 640 ألف ريال من موارد الدولة على صيانة ونظافة مكتب مسؤول، أكثر من علامة استفهام، وأكثر من تساؤل، وأكثر مِنْ تمزق، وضَعْف، وتباعد، فيا هيئة مكافحة الفساد أينَ أنتِ؟ أختمُ بِقَوْل الله عَزَّ وَجَلّ:" والذَّينَ إذا أنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا وكانَ بَيْنَ ذلكَ قَوَامَا" (سورة الفرقان، الآية 67). BADR8440@YAHOO.COM للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain