قال مسؤولون إن القوى الكبرى وافقت، أمس، على البدء في وقف العمليات العسكرية في سورية خلال أسبوع، وإرسال مساعدات إنسانية على وجه السرعة إلى البلدات السورية المحاصرة. جاء ذلك، عقب محادثات مطولة في ميونخ أكدت القوى الكبرى ومنها الولايات المتحدة وروسيا، وأكثر من 12 دولة أخرى على التزامها بانتقال سياسي عندما تتحسن الأوضاع على الأرض. وصرح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مؤتمر صحفي أمس، أنه تم التوصل إلى اتفاق حول تشكيل مجموعة عمل لوقف العنف في عموم سورية خلال أسبوع، وأن هذه المجموعة ستعمل على تطوير وسائل وقف العنف والهجمات بشكل دائم وشامل برعاية الأمم المتحدة وبرئاسة أميركا وروسيا، وذلك اعتبارا من الأسبوع المقبل. ولفت كيري إلى أن وقف الاشتباكات لن يشمل منظمات إرهابية مثل تنظيم "داعش"، مبينا أن هذا الاتفاق يشمل كل الأطراف عدا جبهة النصرة، وداعش، ومجموعات أخرى مصنفة من مجلس الأمن على أنها إرهابية. وحول سؤال عن مستقبل بشار الأسد، قال كيري "إن موقفهم لم يتغير"، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة ترفض وجود الأسد في مستقبل سورية. من جانبه، أشار وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، إلى مواصلة بلاده عملياتها في سورية، قائلا "إن هذا الاتفاق لا يشمل المنظمات الإرهابية التي صنفها مجلس الأمن الدولي، مثل "داعش" وجبهة النصرة، لذا فإن مقاتلاتنا ستواصل غاراتها ضد هذه المنظمات"، وأضاف أن وقف العمليات القتالية في سورية سيكون مهمة صعبة. وكانت "مجموعة دعم سورية الدولية" التي تضم 17 دولة اجتمعت، أول من أمس، في مدينة ميونخ الألمانية، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وإنهاء الحرب التي تشهدها البلاد منذ 5 سنوات. المعارضة ترحب قال المتحدث باسم المعارضة السورية، سالم المسلط، إن المعارضة ترحب بالخطة التي اتفقت عليها القوى الكبرى للتوصل إلى هدنة في سورية خلال أسبوع، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، مضيفا أن المعارضة السورية لن تنضم إلى أي محادثات سياسية مع ممثلي النظام قبل أن ترى تطبيقا للاتفاق على أرض الواقع. وفيما قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إنه لا يمكن الحكم على نجاح الاتفاق الذي توصلت إليه القوى العالمية الخاص في سورية إلا خلال الأيام القادمة، أكد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أن وقف العمليات القتالية في سورية لن ينجح إلا إذا أوقفت روسيا الضربات الجوية، كما قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، إن خطة السلام التي تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في غضون أسبوع، لا يمكن أن تنجح إلا إذا أوقفت روسيا ضرباتها الجوية الداعمة للنظام. قوات سعودية وإماراتية من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس، إنه يتوقع أن ترسل المملكة والإمارات قوات خاصة إلى سورية، لمساعدة مقاتلي المعارضة في معركتهم ضد "داعش"، ولم يفصح كارتر عن العدد المتوقع، لكنه أشار إلى أن تلك القوات سيكون لها دور كبير في استعادة مدينة الرقة. أوضح كارتر أن السعودية ملتزمة بتوسيع دورها في الحملة الجوية ضد التنظيم، وأن الإمارات تعهدت أيضا باستئناف مشاركتها، وأضاف "سنحاول أن نتيح الفرص للعرب الذين يريدون استعادة أراضيهم من "داعش"، لا سيما الرقة". 100 ألف لاجئ إلى ذلك، واصلت قوات النظام السوري، بمساندة من حزب الله اللبناني والقصف الروسي، أمس، عملياتها في محيط مدينة عندان بريف حلب الشمالي. وأوضح ناشطون أن المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، شهدت غارات روسية، وقصفا عنيفا بالأسلحة الثقيلة والدبابات، فيما أعلنت أنقرة أن نحو 100 ألف لاجئ سوري موجودون في المخيمات السورية قرب الحدود التركية، مشيرة إلى أن ثلثهم فروا من المعارك الجارية في محيط حلب. وقال نائب رئيس الوزراء التركي، يالتشين اكدوغان، أمس، إن ثمة تسعة مخيمات في الجانب الآخر من الحدود، تؤوي 100 ألف شخص"، مبينا أنه يجري الإعداد لإقامة مخيم عاشر على مسافة ثلاثة كيلومترات من تركيا.