×
محافظة المنطقة الشرقية

إسرائيل.. أولمرت يدخل السجن غدا

صورة الخبر

من العنوان إلى الحبكة، تحتل قصص الحب مساحة واسعة من موسم عام 2016 الدرامي على الشاشات الصغيرة لبنانياً وسورياً. مثلاً: «أهل الغرام»، «مدرسة الحب»، «جريمة شغف» وغيرها. بغض النظر عن الظروف الآنية، لطالما أصاب سهم كيوبيد حبكات المسلسلات منذ نشأتها، في الخط الرئيس أو الجانبي على أقل تقدير، فقدّمت الدراما التلفزيونية في البلدين الجارين على مدى عقود قصص حب، حفر الكثير منها عميقاً في ذاكرة ووجدان المشاهد العربي من دون حاجة الفضائيات، فلم يعد ما بعدها مثل ما قبلها. في سبعينات القرن العشرين، لم يدّخر «غوار الطوشة» طريقاً لسلب قلب «فطوم حيص بيص»، إلّا وسلكه على حساب غريمه «حسني البورظان». تحدّث ياسين بقوش مرة عن كواليس مسلسل «صح النوم» الكوميدي، فأوضح أن خريطة الشخصيات التي رسمها نهاد قلعي في نصه، مثّلت الأرض العربية بـ«فطوم» (نجاح حفيظ) والمواطن الساذج بـ«ياسينو»، والديكتاتور المحلي بـ «غوّار» المتصارع مع الطامع الأجنبي «حسني». وعلى رغم ذلك، استطاع دريد لحّام جذب تعاطف الجمهور إلى دوره في خط حب على وقع «القبقاب» الشعبي، تميّز بسعة حيلته وطرافة حبك المقالب سعياً لنيل قلب معلمته، كما تميز برومانسية بسيطة بمقدار ما هي عميقة. يرد «غوار» على «أبو عنتر» (ناجي جبر) عندما يطلب منه نسيان حب «فطوم»، قائلاً: «الحب ينخر العظام مثل السوس (...) مثلاً أبو كلبشة (رئيس المخفر - عبداللطيف فتحي) يستطيع أن يخرج بالقوة فكرة من رأسك، لكنه لا يستطيع إخراج حب من قلبك». في النهاية، بكى «غوار» الذي أضحك المشاهد كثيراً فأبكاه أيضاً بعد خسارة حبه، على أنغام أغنية «فطومي» وكلماتها التي اختتمها بجملته الشهيرة «يضرب الحب شو بيذل». «فطوم» تزوجت «ياسين». ليست العودة إلى مسلسل «فارس ونجود» (1974) من باب «دراما البادية» أو الوقوف على الأطلال كعادة قدماء العرب، للبكاء على عزّ لدراما لبنانية لم تعد إليه، وإن كان الأمر مشروعاً. بل هي بسبب حب البطلين في العمل محمود سعيد وسميرة توفيق تحت ظلال السيوف والمكائد في قبيلتي «الشيخ متعب» (عبدالكريم عمر) و«الشيخ طراد» (الياس رزق)، والذي ارتبط بالذاكرة الجماعية لجيل عربي كامل، بخاصة أنه كان من أوائل المسلسلات المعروضة على التلفزيون السعودي، وفتح الباب لرواج الأعمال البدوية في الأردن. سمّرت إطلالة سعيد وصوته، وشامة توفيق وأغانيها والكثير من تفاصيل البادية الجمهور أمام الشاشات. واللافت أن العمل أنصف المرأة. تقول «أم نجود» (ليلى كرم) لـ «شدّاد» (علي دياب): «كيف لا علاقة لها بما تقرّر، هي أختك». أخيراً «فارس» أتى بـ «زهر العيون» وتزوج «نجود». ولبنانياً أيضاً غلبت عبارة «ألو حياتي» بين عبدالمجيد مجذوب وهند أبي اللمع عربياً ومحلياً على اسم مسلسل «حول غرفتي» الذي دار برومانسية مرحة ومصحوبة بأشعار نزار قبّاني، حول حب ومناكفات «ندى» و «أنور» المتزوجين ظاهرياً، فيقعان في مواقف معقدة أمام عائلتيهما. «نهاية رجل شجاع» شكّل انطلاقة جديدة للدراما السوريّة عربياً مطلع التسعينات، إذ انشغل الجمهور بأداء ماسي وحب متعثر بين «مفيد الوحش» (أيمن زيدان) وجميلته «لبيبة الشقرق» (سوزان نجم الدين)، قبل أن تحول البطلة بطلها من مجرد «قبضاي» عزيز النفس في الميناء إلى رجل ناضج وصاحب منزل، استطاع على رغم جبروته البكاء في أحضانها. وشكّل العمل مثال التجربة الكاملة بين المخزون الأدبي بالاستناد إلى رواية حنّا مينة، وبصمة السيناريست حسن م. يوسف الذي حوّل «لبيبة» من عاهرة إلى خادمة وجعلها كامرأة شريكاً كاملاً لـ «مفيد». صنعت الأعمال المذكورة التي قامت على تيمات مختلفة بين «الطريف» و«الوسيم» و«القوي» أمام نظيراتهم، حالة من النوستالجيا لدى الجمهور العربي بفعل قيمتها الفنية، إضافة إلى تشكيلها ارتباطاً بمراحل زمنية خاصة لدى أجيال وقسم منها، لا سيما اللبنانيين الذين تابعوا هذه الأعمال كثيراً على تلفزيونات تعمل على بطاريات السيارات أو كهرباء المولدات المنزلية إبان الحرب، فهل ثنائيات الحب التي قدمتها الشاشات الصغيرة في العقد الأخير، ستعلق عميقاً في الذاكرة وتشكل حالة من النوستالجيا مستقبلاً، بخاصة أن المشاهد السوري يتابعها بظروف تشابه ما مر به اللبناني من قبل، أم ستكون كما «الترند» الذي احتلته يوماً ما على «تويتر» وتلاشى في اليوم التالي؟