حديث الوالد الحبيب أبي متعب -أطال الله عمره، وأدام عزّه- في توجيهاته السامية لوزرائه في مجلسهم الأخير المنعقد في روضة خريم، ليست معاملات روتينية، ولا إجراءات بيروقراطية، إنها المعادلة الشرعية بين الراعي والرعية، حكيمة وصادقة، بسيطة تصل منتهى العمق، مباشرة لا تقبل التأويل، تخاطب الفطرة وتحاكم الوازع، وتضع المسؤول في عين المسؤولية! "أرجوكم قابلوا شعبكم كبيرهم وصغيرهم كأنهم أنا" "أطلب من الوزراء أن يؤدّوا واجبهم بإخلاص وأمانة، ويضعوا الله عز وجل بين أعينهم"، "ربكم، ربكم، ربكم"! هذه الكلمات أثمن من الميزانية الضخمة، وهي كنز الولاية والرعاية، وهي حكم جديرة أن تبقى نصب أعين الوزراء، وغرسًا في ضمائرهم، هذه الكلمات السامية لم تمر على المواطن كما تمر بقية نشرة الأخبار، ولا يمكن أن تعبر وتغادر كأي حديث آخر، بل تلمظتها الآذان، وركبت الأوردة، واستقرت في الأفئدة، فماذا عنها في أذني المسؤول؟! كيف يقرأ كل مسؤول هذا الخطاب السامي الكريم، حين يقول له خادم الحرمين الشريفين: أرجوك قابل شعبك صغيرهم وكبيرهم، كأنهم أنا شخصيًّا! هل خادم الحرمين حقًا يرجوهم، وهو من استوزرهم؟! إن تواضعه الجم -حفظه الله- في (أرجوكم) منهج يدرس، فها هو صاحب أسمى مقام في البلد يخاطب بمنتهى التواضع والقرب، فعلى ماذا يتكبر المتكبرون؟! كرر -حفظه الله- في أكثر من مناسبة تحميل المسؤولين أماناتهم، وخروج المواطنين من ذمته لذممهم! وهو في خطابه الأخير حين يقول للوزراء (شعبكم) فهو يلفت للأمانة التي حملها لوزرائه، فشعبه شعبهم، ورعيته رعيتهم وهم مسؤولون عنها، ولهذا قال "أطلب من الوزراء أن يؤدّوا واجبهم بإخلاص وأمانة ويضعوا الله عز وجل بين أعينهم" وردد مرارًا (ربكم، ربكم، ربكم)! بعد هذا هل يمكن أن يمزق مسؤول معاملة مواطن؟! أو يسخر سفير من مواطن، ويغادر ولم يقضِ حاجته؟! @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain