كل جنادرية وأنتم بخير. هذا ما اقوله واردده لكل مواطن ضاق صدره. وطفش وأراد أن يغير جو، وأن يهرب من ضيق شقته أو حتى من سعة بيته ولكل من يشعر بملل ورتابة اليوم العادي. الرتابة المملة والباعثة على المرض..؟! فمهرجان الجنادرية ورغم وجوده فقط في عاصمتنا الحبيبة له جاذبية خاصة تدفع بالآلاف من المواطنين ومن مختلف مناطق ومحافظات المملكة الى التوجه للرياض لمشاهدة الجنادرية الحافلة بالعديد من الفعاليات والنشاطات التي تجسد جوانب ما زالت مضيئة وجاذبة حتى اليوم.. ولو كنت صاحب قرار لجعلت من هذا المهرجان افرعا في مختلف المدن الرئيسة ليكون مهرجانا شاملا للمواطنين في كل منطقة لتنشر الفرح والمتعة والسعادة. ورب قائل يقول هناك مهرجانات وفعاليات تقام في بعض المواسم والعطل فيها ما فيها من الفعاليات التراثية التي تحاكي ماضي المنطقة. فسوف اجيبه بنعم فهذه الفعاليات او المهرجانات التراثية موجودة لكنها محدودة الفعالية ولا تغني ولا تسمن من جوع.. فالمواطن جائع لكل موروث تاريخي جميل يعيده ان كان كبيرا لزمن عاشه طفلا. وإن كان صغيرا فسوف يشاهد مشاهد عاشها اباؤه وأجداده.. عبر تاريخ ترويه الصورة واللوحة او حتى المشهد التمثيلي او الأوبريت الغنائي المعبر.. في احصائية سجلها حرسنا الوطني ان 350 الف أسرة زاروا مهرجان الجنادرية في اليوم الاول للعائلات.. يا لله كم هو كبير هذا الرقم وكم يعني لمن يرصد الاقبال على مثل هذه المهرجانات الفاعلة والمتميزة.. في سنوات ماضية كانت تتاح لنا ومن خلال الدعوات والمشاركات التي كانت توجه لنا كمثقفين وفنانين. وإعلاميين كنا نرصد ما نشاهده من سعادة كبيرة على وجوه المدعوين وحتى الزائرين للمهرجان. ونفس الشيء نشاهده على وجوه كل من يزور او يتردد على مهرجان او احتفال او معرض فني او تراثي. لسبب بسيط أن الناس تبحث عن (سعة صدرها) ولحظات ممتعة ومعرفية لهم ولأسرهم او مرافقيهم.. ولا شك ان الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تقع عليها مسئولية كبرى في نشر ثقافة السعادة والفرح بين المواطنين.. يكفي هما وغما ما يشاهدونه من مسلسلات الاقتتال والحروب التي باتت يومية.. ونشرت بينهم الكآبة والأمراض النفسية التي لا يمكن الافصاح او الحديث عنها..؟! وها هم المواطنون السعوديون يتصدون اعداد زوار دبي وبالملايين ويحققون المرتبة الأولى حيث بلغ عدد الزوار اليها من المملكة 1.54 مليون.. ولنتصور بعدها كم بلغ حجم ما صرفه هؤلاء من اموال خلال ايام اقامتهم. اللهم لا حسد. فالإمارات الشقيقة لها من الحب الكثير.. لكننا نغبطهم على تميزهم وقدرتهم على التنوع في الانشطة الجاذبة للناس في الداخل والخارج.. بل ها هي تذهب بعيدا فتسبق العالم كل العالم فتعين وزيرا (لوزارة السعادة) ايمانا منها بأهمية نشر السعادة بين المواطنين والمقيمين.. ولن ازيد..؟!!