أحرق إرهابيون يهود ثلاث سيارات لمواطنين فلسطينيين في مخيم الجلزون القريب من رام الله مقر السلطة الفلسطينية، بعد ساعات من اطلاق سراح 26 أسيراً فلسطينياً، في خطوة أثارت غضب اليمين الصهيوني المتطرف. وقالت ناطقة باسم شرطة الاحتلال الاسرائيلية أن "ثلاث سيارات أحرقت بالكامل في المخيم وكتبت شعارات باللغة العبرية معادية للفلسطينيين على جدار منزل قريب". وكتب الإرهابيون اليهود على الجدار "يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية المحتلة) سيسيل الكثير من الدماء" و"يهودا والسامرة إنها الحرب" و"يومك سعيد جون كيري" وزير الخارجية الاميركي الذي يفترض ان يبدأ غداً الخميس جولته العاشرة في المنطقة منذ آذار/مارس الماضي لمحاولة دفع المفاوضات المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين. ووقعت هذه العمليات الإجرامية بعيد اطلاق سراح 26 أسيراً فلسطينياً كانوا محتجزين منذ ما قبل العام 1993، تنفيذاً للالتزامات التي قطعتها لاعادة اطلاق مفاوضات السلام برعاية أميركية. ووصل 18 من هؤلاء الأسرى، الذين تعمدت سلطات الاحتلال -كعادتها- إطلاقهم فجراً لإفساد فرحة أهاليهم، الى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله حيث احتشد لاستقبالهم آلاف الفلسطينيين في مقدمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واستقبل الأسرى كالابطال في جو من الاحتفال والتأثر لدى آلاف الفلسطينيين الذين انتظروا حاملين رايات فلسطينية وصورا لهم. وتجمعت العائلات في قاعة كبيرة تحت صورة عملاقة لرئيس السلطة الراحل ياسر عرفات. وصافح عباس جميع الأسرى الذين وصلوا الى مقر (المقاطعة)، والى جانبه مسؤولون من القيادة الفلسطينية، قبل ان يتوجه الاسرى المفرج عنهم الى ضريح عرفات لوضع اكليل من الزهر. وقال عباس في كلمة له أمام أهالي الأسرى "أعدكم بأنه لن يكون هناك اتفاق نهائي إلا وكل الأسرى في بيوتهم". وقال إن هذه الدفعات لن تكون الأخيرة وأنها ستكون هناك دفعات من الأسرى قريباً. وفي غزة، قال رئيس حكومتها إسماعيل هنية أمس إن الافراج عن دفعة من الاسرى "مكسب" للشعب الفلسطيني، مؤكداً في الوقت نفسه رفض حركته للمفاوضات الجارية بين السلطة والعدو. وقال هنية في كلمة في مؤتمر "الاعلام الفلسطيني" الذي تنظمه وزارة الاعلام في غزة "نحن مع مبدأ تحرير الأسرى، نعم لنا موقف رافض من المفاوضات مع الاحتلال ولا نقبل في ذات الوقت الاستيطان مقابل حرية الأسرى لكن خروج أي أسير هو مكسب لشعبنا وحق انتزعه الأسرى". من جانب آخر، أكد هنية أنه لا يمكن لأي جهة أن تدفع حركته الى التخلي عن ايديولوجيتها وعلاقتها بجماعة الاخوان المسلمين. ورفض هنية "توصيف الاخوان المسلمين بالارهاب". وقال "لا نتوقع من دولة كمصر حاضنة للشعب الفلسطيني والمقاومة أن تخرج عن سياقها التاريخي والحضاري فتنزلق نحو تصنيف (حماس) على أنها إرهابية".-على حد قوله-