رسالتي إلى الوزير، عنوان شاع في الأيام الأخيرة كثيرا، سواء في المقالات الصحفية، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. طبعا الكل يتصور أن ما يقوله ينبغي أن يحظى بالأولوية العليا. وهو محق حتما. لكن الوزير ينظر للصورة من خلال جملة الرسائل. الخريجات والخريجون الذين ينتظرون التعيين يتوقعون من هذا الوزير أو ذاك أن يعطيهم حقا موفورا في التعيينات. العاملون يتوقعون أن يلتفت الوزير إليهم ويرفع من تأخرت ترقيته ويكافئ المجتهد منهم. المواطن الذي يراجع الوزارة ويكابد مع معاملته التي يلاحقها يتوقع من الوزير أن يحظى بتعامل أرقى وأفضل وألا يتم التعاطي مع موضوعه من خلال روتين بطيء. الحقيقة أن الوزير ككائن حي لا يمكن أبدا أن يكون مصغيا لكل هؤلاء. والأدق أنه لا يستطيع. ومع ذلك فالفرق بين أداء هذه الوزارة وتلك، يكمن في قائد يمنح فريقه صلاحيات العمل ويحفزهم عليه، وبين قائد ينشغل بالتفكير في كيفية تلميع الوزارة ويصرف جل وقته في التفتيش عن شركة علاقات عامة تقدمه للمجتمع بشكل جميل. لقد شهدنا مثل هذه الممارسات في الهيئة العامة للاستثمار سابقا، ونشهدها حاليا في وزارات عدة. الحقيقة أن سوق شركات العلاقات العامة انتعشت لدينا، لكن العمل الحقيقي لا يزال محصورا في عدد محدود من الوزارات، وهذه مشكلة حقيقية تجعل الرسائل الموجهة إلى هذا الوزير أو ذاك تخطئ طريقها دائما.